“نعيش أخطر أزماتنا السياسية في التاريخ”.. لابيد: نتنياهو يحوّلنا إلى دولة تابعة تتلقى الإملاءات بشأن أمنها

هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، واتهمه بتفويت فرص لخفض ما سماه “عدد الضحايا وإعادة المختطفين خلال العام الماضي”.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن لابيد قوله أمام نواب حزبه (هناك مستقبل) في الكنيست، مخاطبا نتنياهو: “لو أننا وافقنا على صفقة المخطوفين في 2024 لما قُتل الكثير من المخطوفين ولعادوا أحياء”، وفق قوله.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4انتشال جثامين 80 شهيدا من تحت أنقاض عيادة الشيخ رضوان
- list 2 of 4اللجنة المصرية تنقل مئات الخيام إلى نتساريم في قلب قطاع غزة (شاهد)
- list 3 of 4تحطيم قبور الصحابة.. “جريمة تهويدية جديدة” قرب باب الرحمة وحماس تدعو لإيقاف “عبث الغزاة”
- list 4 of 4مراتب الفوز واليقين.. دروس من غزة مع الدكتور جميل مطاوع (فيديو)
وأضاف “أقول لنتنياهو: من كان رئيس الحكومة حين عززت إيران قوتها وحين وقع هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023)؟”.
وتابع لابيد “نتنياهو حوَّل إسرائيل إلى دولة تابعة تتلقى الإملاءات بشأن أمنها. الولايات المتحدة أملت على إسرائيل تسوية في غزة“.
وفي 10 أكتوبر الجاري، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، وفقا لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي هذا الصدد، أردف لابيد “لا شك أن ثقتي بإدارة ترامب تفوق ثقتي بحكومة نتنياهو المتطرفة والمستهترة. ومع ذلك، يحوّلنا نتنياهو بيديه إلى دولة تابعة تتلقى الإملاءات بشأن أمنها”.
وأردف “عملية وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة ثم استئنافها ليست جادة وتفتقر إلى استراتيجية، ولا تضر بنا لكنها تساعد حماس. هذه ليست الطريقة التي تدار بها الدولة”.
وكانت حكومة الاحتلال قد أعلنت وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة حتى إشعار آخر، ثم تراجعت تحت ضغط الإدارة الأمريكية، بحسب إعلام إسرائيلي.
وتطرَّق لابيد خلال حديثه إلى الملف الاقتصادي والسياسات الحكومية، قائلا “نتنياهو مسرور بالوضع الاقتصادي، لكن أسأله: هل يعلم بتخفيض تصنيفنا الائتماني مرتين”.
إسرائيل تعيش أخطر أزماتها السياسية
وفي وقت سابق اليوم، قال لابيد إن “إسرائيل لا تزال تمر بأخطر أزمة سياسية في تاريخها”، مشيرا إلى تزايد مظاهر العزلة الدولية وفقدان الحكومة للسيطرة على الساحة السياسية.
وأوضح الكنيست الإسرائيلي، في بيان، أن “تصريحات لابيد جاءت خلال جلسة للجنة رقابة الدولة البرلمانية، خُصصت لمناقشة العزلة السياسية المتزايدة التي تواجهها إسرائيل اليوم”.
وأضاف لابيد “حتى بعد توقيع اتفاق غزة، لا تزال دولة إسرائيل في خضم أزمة سياسية هي الأخطر في تاريخها”، لافتا إلى أن “142 دولة اعترفت بدولة فلسطينية، في حين قرر الصندوق السيادي النرويجي سحب استثماراته من إسرائيل، بما يشمل استثمارات في بنوك إسرائيلية”.
وأشار إلى أن “شركات دولية ألغت مشاركتها في مشروعات داخل إسرائيل. وفي أوروبا، تُزال المنتجات الإسرائيلية بصمت من رفوف المتاجر”.
ورأى لابيد أن ما يحدث “يعكس فقدان الحكومة الحالية للسيطرة”، مؤكدا أن تعيين 3 وزراء خارجية خلال أقل من عامين لأسباب سياسية، يُظهر حجم التخبط وغياب الإدارة الواضحة داخل المنظومة الحكومية.
وانتقد لابيد وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، قائلا “هو من يدير الساحة السياسية فعليا، رغم أنه منفصل عن الواقع السياسي والدولي. يمتلك شبكة علاقات مع الجناح الجمهوري في الولايات المتحدة، لكن ذلك يُعَد إشارة تحذير للحزب الديمقراطي الذي يمثل نصف القوة السياسية الأمريكية، كما أنه بلا تأثير في أوروبا، ولا يفهم مفاعيل الساحة الدولية”.
وتحدث لابيد أيضا عن “حالة من التفكك داخل مؤسسة الأمن القومي”، موضحا أن “كبار المسؤولين غادروا مناصبهم، بينما يوشك رئيس الهيئة تساحي هانغبي على مغادرة منصبه بسبب لائحة اتهام مرتقبة بحقه”.
وفي ختام تصريحاته، رأى لابيد أن “نتنياهو ارتكب خطأ فادحا بعدم مشاركته في المؤتمر الدولي الأخير بمدينة شرم الشيخ الأسبوع الماضي”، في إشارة إلى الجهود الدولية لإنهاء الحرب في غزة.
وقف إطلاق النار
وفي 10 أكتوبر الجاري، دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وذلك وفق خطة ترامب التي تقوم إلى جانب وقف الحرب على انسحاب متدرج لجيش الاحتلال، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع.
وصباح اليوم الاثنين، وصل المبعوثان الأمريكيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى إسرائيل، عشية وصول نائب الرئيس جيه دي فانس أيضا، لمناقشة ملفات المرحلة التالية من الخطة الأمريكية لإنهاء حرب غزة.
وتتضمن المرحلة الثانية من خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، نشر قوة دولية لحفظ السلام في القطاع، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، ونزع سلاح حماس.
وأنهى الاتفاق حربا استمرت سنتين، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 68 ألف فلسطيني وإصابة نحو 170 ألفا، وتدمير أغلبية البنى التحتية في قطاع غزة.
ورغم الاتفاق، قالت حكومة غزة، أمس الأحد، إن 97 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 230 آخرون، جراء 80 خرقا نفذها جيش الاحتلال منذ إعلان وقف الحرب على قطاع غزة في 10 أكتوبر الجاري.
