واشنطن بوست: وقف الحرب في غزة رسَّخ دور قطر وسيطا دوليا مؤثرا

كلمة أمير قطر ركزت على استمرار العدوان على قطاع غزة
كلمة أمير قطر في الأمم المتحدة ركزت على العدوان على غزة (رويترز)

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اليوم الثلاثاء، إن الدوحة تمضي قدما في معالجة صراعات دولية أخرى شائكة، بعد أن حوَّلت هجوما إسرائيليا على أراضيها إلى زخم دبلوماسي أدى إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وأضافت الصحيفة في تقرير أنه بعد أن استهدفت إسرائيل قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة القطرية في سبتمبر/أيلول الماضي، كان من الممكن أن تعيد قطر النظر في سياستها الخارجية، لكن القادة القطريين يرون في نجاح الهدنة تأكيدا لصواب نهجهم.

وأفادت الصحيفة الأمريكية بأن قطر تعمل حاليا على 9 مبادرات دبلوماسية على الأقل في العالم، بينها المفاوضات مع حركة طالبان الأفغانية بشأن الأمريكيين المحتجزين، واتفاق السلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، وتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.

وأفضت محادثات استضافتها الدوحة، مطلع هذا الأسبوع، إلى وقف لإطلاق النار بين باكستان وأفغانستان.

وتابع التقرير أن أحد الدبلوماسيين وصف الوساطة القطرية بين الولايات المتحدة وفنزويلا بأنها محاولة للإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة. ونقلت واشنطن بوست عن دبلوماسي أمريكي أن هذه الوساطة بدأت خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، لكنها لم تعد أولوية في ظل إدارة ترامب، التي تفضل الضغط العسكري على فنزويلا.

وزاد التقرير أنه في يوليو/تموز الماضي، ساعدت قطر في تنسيق عملية تبادل شملت 10 أمريكيين محتجزين في فنزويلا مقابل أكثر من 250 فنزويليا رحّلتهم إدارة ترامب إلى السلفادور، بعد شهور من المفاوضات المعقدة بين واشنطن وكاراكاس وسان سلفادور.

نقطة تحوُّل

وأثار الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة حماس أزمة دبلوماسية. وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أيام من ذلك الهجوم، وصف أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الهجوم بأنه “غادر”، واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بممارسة “إرهاب الدولة”.

وقال دبلوماسي غربي سابق في الدوحة للصحيفة إنه توقع أن يدعو بعض القادة القطريين إلى مزيد من الحذر في السياسة الخارجية بعد هذا الهجوم. وأضاف “لقد واجهت السياسة الخارجية القطرية اختبارا قاسيا”.

لكن واشنطن بوست توقعت أن “تواصل الدوحة دعم المرحلة التالية من محادثات وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية”.

دور لا غنى عنه

وقالت الصحيفة إن الدوحة شريك لا غنى عنه لواشنطن، ونقلت عن دانا سترول، نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابقة لشؤون الشرق الأوسط، قولها “المسؤولون في إدارتَي بايدن وترامب خلصوا إلى أن قطر شريك ذو قيمة مضافة”.

وأشارت إلى أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان كان التجربة الأبرز في هذا السياق، إذ ساعدت قطر بشكل حاسم في إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص، وكانت “الأكثر مرونة ومساعدة بين جميع الحلفاء”.

وأضافت سترول “أنت تبني الشراكات بحيث يستجيب الطرف الآخر عندما تطلب شيئا صعبا، لأن العلاقة تستحق ذلك. لم نكن لننقذ الأرواح من دونهم”.

المصدر: واشنطن بوست

إعلان