تونس.. مظاهرات حاشدة في قابس للمطالبة بإغلاق مجمع كيميائي (فيديو)

خرج الآلاف من سكان مدينة قابس بجنوب تونس، اليوم السبت، في مظاهرة حاشدة للمطالبة بإغلاق الوحدات الملوثة التابعة للمجمع الكيميائي التونسي، متهمين المصنع بالتسبب في كارثة بيئية وصحية متفاقمة تهدد حياة الآلاف، وذلك في ظل إضراب عام شلّ الحركة الاقتصادية في المدينة بالكامل.
وأغلقت المتاجر والإدارات الحكومية والمدارس والمقاهي أبوابها استجابة لدعوة الاتحاد العام التونسي للشغل، في حين تجمَّع الآلاف في الشوارع رافعين لافتات كُتب عليها “قابس تريد أن تعيش” و”الشعب يريد تفكيك الوحدات الملوثة”، مرددين شعارات تندد بتدهور الوضع البيئي وتجاهل الحكومة للمطالب المتكررة بإغلاق المصنع الذي يعمل منذ عام 1972.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4اكتشاف أكبر مستعمرة عناكب حول العالم.. مدينة كاملة في الظلام تذهل العلماء (شاهد)
- list 2 of 4الأضخم هذا العام… القمر العملاق ينير العاصمة الفنزويلية بإشراقه (فيديو)
- list 3 of 4الأمير ويليام ونجم برازيلي يقودان فريقا لإنقاذ كوكب الأرض (فيديو)
- list 4 of 4شاهد: اللحظات الأولى لزلزال قوي ضرب شمال أفغانستان وخلّف عشرات الضحايا
حوادث اختناق وتسمُّم
وقال ناشطون محليون إن الاحتجاجات، التي تُعَد من أكبر التحركات الشعبية في تونس منذ سنوات، جاءت بعد حوادث اختناق وتسمُّم متكررة طالت عشرات التلاميذ والسكان، في حين أظهر تقرير رسمي في يوليو/تموز الماضي “مخالفات خطيرة” في أداء المصنع، بينها تفريغ نحو 15 ألف طن من مادة “الفوسفوجيبس” يوميا في البحر، وانبعاثات عالية من الأمونيا وأكاسيد النيتروجين والكبريتات.
وأشار التقرير إلى أن هذه الملوثات أدت إلى تدهور الحياة البحرية وانخفاض كبير في الثروة السمكية، وهو ما أثر بشكل مباشر في مصدر رزق الصيادين المحليين.
اغتيال بيئي
وفي محاولة لاحتواء الغضب الشعبي، وصف الرئيس قيس سعيّد، في وقت سابق من الشهر الحالي، ما تتعرض له قابس بأنه “اغتيال بيئي”، محمّلا مسؤولية الكارثة لسياسات “إجرامية” سابقة، وداعيا إلى صيانة وتأهيل مؤقت للوحدات الملوثة كمرحلة أولى، لكنَّ المحتجين رفضوا المقترح، وطالبوا بإغلاق نهائي وفوري للمصنع.
وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت تواجه فيه حكومة سعيّد ضغوطا اقتصادية ومالية متزايدة، مع تراجع مؤشرات النمو وارتفاع البطالة، مما يجعلها أمام معادلة صعبة بين الاستجابة لمطالب السكان بوقف التلوث والحفاظ على صناعة الفوسفات التي تُعَد من أهم موارد البلاد الطبيعية وتشغّل آلاف العمال.
وكانت الحكومة قد وعدت عام 2017 بتفكيك المجمع الصناعي واستبدال منشأة جديدة به، تراعي المعايير البيئية الدولية، لكن الخطوة لم تُنفذ حتى الآن، مما فاقم شعور السكان بانعدام الثقة بالوعود الرسمية.