نشطاء أجانب يتضامنون مع المزارعين الفلسطينيين في نابلس رغم المخاطر (فيديو)

رغم اعتقال وترحيل الاحتلال لأكثر من 30 ناشطا أجنبيا في نابلس بالضفة الغربية المحتلة خلال الأيام الماضية بسبب مساندتهم للفلسطينيين، فإن هذا لم يردع المتضامنين الأجانب الذين واصلوا التوافد على مزارع الضفة الغربية للوقوف مع المزارعين الفلسطينيين في مواجهة اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال خلال موسم قطف الزيتون.

وجاء الناشطون الأجانب من الولايات المتحدة ودول أخرى عبر منظمات دولية، وأكدوا للجزيرة مباشر أنهم أتوا للضفة الغربية تأكيدا لموقفهم التضامني والإنساني في مواجهة الاحتلال والاستيطان، رغم إدراكهم للمخاطر التي قد يتعرضون لها من اعتقال أو ترحيل.

وقالت جاسمين جولي، المعلمة القادمة من ولاية كاليفورنيا الأمريكية: “جئت إلى فلسطين لدعم المزارعين الذين يواجهون المعاملة نفسها التي يعانيها السكان الأصليون في أمريكا، حيث يُمنع الناس من الصيد أو جمع طعامهم أو زراعة خضرواتهم”.

وبينت جاسمين (35 عاما) أنها أتت لنابلس لتعبّر عن موقفها معنويا وجسديا ضد الاحتلال، وأضافت: “قد أكون خائفة قليلا، وربما أُعتقل أو أُرحّل أو أتعرض للأذى، لكن تجربتي لا تُقارن بتجربة الفلسطينيين الذين يعيشون هذا الواقع يوميا”.

وترى الناشطة الأمريكية التي تعمل مع قبائل السكان الأصليين في بلادها، أن المزارعين الفلسطينيين نموذج للقوة والصبر، وأن عملها معهم جعلها تدرك حجم معاناتهم وصمودهم في وجه القيود العسكرية.

يواجهون الخطر الحقيقي

أما الناشطة كارلا كورل (32 عاما) التي أتت من كاليفورنيا أيضا، فعبّرت عن تقديرها لكرم الفلسطينيين في تعاملهم معها، وقالت: “شعرت بحفاوة كبيرة من المزارعين الفلسطينيين وتعرفت على عائلاتهم. الجيل الأكبر مرّ بصدمات كثيرة منذ النكبة حتى اليوم، ونحن نتعلم منهم الكثير”.

ورغم خشيتها من الاعتقال أو الترحيل، ترى كارلا أن الخطر الحقيقي هو ما يواجهه الفلسطينيون الذين يعيشون تحت الاحتلال يوميا، موضحة: “نحن نتمتع بامتيازات كأمريكيين، لكن الفلسطينيين الذين نعمل معهم يواجهون الخطر الحقيقي والعواقب الأشد قسوة”.

وتحدثت بأسف عن اعتقال مجموعة من المتضامنين الدوليين قبل أيام، قائلة: “اعتقلوهم قبل وصولنا بيوم، أعتقد أن الناشطين كانوا يقومون بعمل رائع مع المزارعين الفلسطينيين ويساعدونهم في قطف الزيتون، ومن المؤسف جدا أنهم اعتُقلوا ورُحّل بعضهم إلى بلدانهم. أتمنى ألا يحدث ذلك لي أو لأي من زملائي، فنحن هنا فقط لنساعد الفلسطينيين في عمل نبيل وسلمي”.

وأكدت كورل أهمية الزيتون بالنسبة للفلسطينيين قائلة: “شجرة الزيتون رمز مهم جدا للفلسطينيين ولكل من يساعدهم. أتمنى أن أرى فلسطين حرة في حياتي، وأن ينتهي الاحتلال في الضفة وغزة ليعيش الناس بحرية وكرامة”.

الناشط براندون كونولي
الناشط براندون كونولي (الجزيرة مباشر)

مساحة للاحتلال والظلم

أما الناشط براندون كونولي (29 عاما)، القادم من نيويورك، فوجه رسالته للعالم، بقوله: “لن تتحرر فلسطين إلا إذا جاء الناس وساندوا الفلسطينيين.. كل شجرة زيتون لا تُقطف هذا العام، هي مساحة تُترك للاحتلال والظلم”.

وأوضح الناشط والمزارع غسان نجار (33 عاما)، من قرية بورين جنوب نابلس، للجزيرة مباشر أن الاحتلال والمستوطنين يستهدفان بشكل متعمد المتضامنين الأجانب الذين يساعدون الفلسطينيين.

وأضاف نجار: “اعتقال 32 ناشطا جاء بعد تحريض مباشر من رئيس مجلس المستوطنات في السامرة، يوسي داغان، وبدعم من وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، حيث تم ترحيلهم إلى بلدانهم قبل أيام”.

وأشار إلى أن التحريض على المتضامنين ما زال مستمرا من قبل حكومة الاحتلال، مضيفا أن وجودهم إلى جانب المزارعين يساعد على تسريع العمل في الأراضي المهددة بالمصادرة، ويكشف اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال أمام العالم.

وشهدت الأيام الماضية تصاعد الاعتداءات من جانب المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي على قاطفي الزيتون في الضفة الغربية، وقالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إن موسم الزيتون الحالي هو الأكثر عنفا منذ سنوات بسبب اتساع رقعة الاستيطان.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان