مؤسس حديقة حيوانات رفح: نزحنا على عجل وفقدنا الكثير من الحيوانات (فيديو)

في أقصى جنوب قطاع غزة، كانت حديقة الحيوانات في رفح تقف واحة صغيرة وسط مدينة أنهكها الحصار والفقر، حيث تحولت الحديقة، التي أسسها مواطن فلسطيني عام 1999 بجهدٍ ذاتي وبمساعدة أبنائه، خلال أكثر من ربع قرن إلى وجهة عائلية محببة تمتد على مساحة 4 دونمات ونصف، وتضم عشرات الأنواع من الحيوانات، من الأسود والذئاب إلى الغزلان والببغاوات.
لكن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة قلبت كل شيء. فمع تصاعد القصف واجتياح رفح، اضطر مالك الحديقة فتحي جمعة إلى إخلاء المكان على عجل، ولم يتمكن من إنقاذ جميع الحيوانات.
وروى جمعة بحزن للجزيرة مباشر كيف دفعته الحرب الإسرائيلية والقصف المتواصل للقطاع إلى الإسراع بالنزوح، فلم يتمكن من نقل الأسود الكبيرة وبعض الحيوانات الأخرى، التي لا يزال حتى اليوم يجهل مصيرها.
وبعد الإخلاء، تنقل جمعة مع عائلته مع ما بقي من الحيوانات بين خان يونس ودير البلح، في رحلات نزوح شاقة ومكلفة. وأضاف للجزيرة مباشر: “كل انتقال كان معركة جديدة، إذ لم تكن المسألة مجرد نقل عائلة، بل عشرات الأقفاص وحيوانات تحتاج إلى عناية خاصة وطعام وماء”.
وفي دير البلح، حاول جمعة أن يبدأ من جديد على قطعة أرض صغيرة استأجرها، لكنه واجه أزمة أشد قسوة، تتمثل في الجوع وانقطاع الإمدادات، مما اضطره إلى تشارك الطعام القليل الذي كان بحوزته مع الحيوانات، حيث كانوا يتقاسمون الخبز اليابس والمعلبات البسيطة، لكن الحيوانات فقدت حيويتها وصحتها تحت وطأة الحصار والتجويع الذي فرضه الاحتلال على القطاع.

رمز للبهجة
من جانبها تحدثت ابنته داليا، التي كانت السند الأكبر له في هذه الرحلة الصعبة، بحنين عن الحديقة التي كانت يومًا ما رمزًا للبهجة في رفح، وكانت تضم الحيوانات والملاهي والمسابح ومكانًا للقاء العائلات.
وأضافت: “حياتنا تبدلت كليًّا بعد أمر الإخلاء، إذ لم يكن أمامنا سوى حمل ما استطعنا من ’أرواح‘ تربّت معنا، وشعور بالمسؤولية تجاهها جعلنا نواصل رغم كل الصعاب”.
وأشارت داليا إلى أن معاناة الحيوانات بعد النزوح كانت قاسية، إذ انتشرت بينها الأمراض بسبب الجوع وضعف المناعة، وفقدوا عددًا كبيرًا منها، أما القليل الباقي منها فإنه ما زال يصارع من أجل البقاء.
اليوم يعيش فتحي جمعة وأسرته مع الحيوانات التي بقيت في ظروف صعبة بلا مأوى ثابت أو غذاء كافٍ، لكنهم ما زالوا يتمسكون بالأمل، في أن تتدخل جمعيات الرفق بالحيوان لإنقاذهم ونقلهم إلى مكان آمن.