ماذا يعني إطلاق الرشقات الصاروخية من بيت حانون رغم إعلان الاحتلال السيطرة عليها؟ (فيديو)

أكد الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية الدكتور نضال أبو زيد، أن الحديث الإسرائيلي عن السيطرة على غزة المدينة التي تضم 11 حيا هو حديث غير دقيق، مشيرا إلى أن الاحتلال لم ينجح في السيطرة على أي من هذه الأحياء رغم مرور أسابيع على بدء العملية البرية.
تكتيك “الزحف البطيء”
وأوضح أبو زيد في مداخلة مع برنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، أن القوات الإسرائيلية لا تزال تتبع منهجا تكتيكيا يقوم على “الزحف البطيء” والمناورة، حيث تدخل من بعض المناطق وتنسحب، وحتى الأحياء القريبة من الحدود مثل حي أبو اسكندر والرضوان والزيتون، لا يزال الاحتلال يناور فيها ولا يدخلها بحسم.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4كاتس: سياسة إسرائيل واضحة “لن تُقام دولة فلسطينية” وغزة ستُجرد من السلاح
- list 2 of 4بلا وثائق أو أختام.. تحقيق يكشف تفاصيل رحلة غامضة من غزة إلى جوهانسبرغ
- list 3 of 4“جنودنا اغتصبوا أمك”.. شهادات مروعة عن تعذيب الأطفال في معسكر سدي تيمان (فيديو)
- list 4 of 4الثوابتة: غزة تتجمد تحت المطر.. وما كان العالم يحذر منه “وقع” (فيديو)
ولفت الخبير إلى أن الاحتلال يقع في كمائن المقاومة كلما حاول رفع سرعة تقدمه باتجاه مركز المدينة، مما يدل على أنه يدفع “فاتورة تكاليف باهظة” كلما اقترب أكثر من العمق.
صواريخ بيت حانون
في سياق متصل، شدد الخبير الأمني والعسكري على أن استمرار انطلاق رشقات صاروخية، وتحديدا تلك التي أُعلنت من بيت حانون باتجاه أسدود، يحمل دلالات عميقة خاصة أن بيت حانون هي منطقة أعلن الاحتلال مرارا السيطرة عليها ومسحها بالكامل، مما يؤكد قدرة المقاومة على التعاطي مع شكل العملية العسكرية.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أمس الخميس، عن عدد من العمليات التي نفذتها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في قطاع غزة. وذكرت “القسام”، أنها قصفت موقع قيادة وسيطرة لجيش الاحتلال شمال حي التفاح شرق مدينة غزة بعدد من قذائف الهاون.
تماسك الأبعاد الثلاثة
واعتبر أن هذه العمليات لا تنفصل عن القتال الذي يجري في غزة المدينة، مما يدل على تماسك الأبعاد الثلاثة لأي عملية عسكرية للمقاومة: البعد الاستخباري، والتخطيط، والأهم من ذلك القيادة والسيطرة.
وأكد أبو زيد أن مبدأ المقاومة القائم على “التخطيط المركزي والتنفيذ اللامركزي” لا يزال متماسكا رغم آلة الدعاية الإسرائيلية التي تزعم تدمير قدرات المقاومة.
تنوع المقاومة يرهق الاحتلال
وأوضح أبو زيد أن تنوع أشكال المقاومة المعلنة، بين القنص، والإغارة، والكمائن بالعبوات الناسفة، وعمليات التسلل، يدل على قدرة المقاومة على التنوع التكتيكي، وهو ما يرهق قوات الاحتلال بشدة. وبرر ذلك بأن القوات المهاجمة تعيش تحت ضغط “عدم معرفة قدرات الخصم.
في المقابل، يتبع الاحتلال المنهج التكتيكي نفسه منذ اليوم الأول، ولم يغيّر شكله إلا بالاعتماد على “الكتلة النارية” الأكبر لتقليل الجهد البشري المستنزف، وخلص إلى أن المقاومة تتفوق في هذا الجانب لأنها تتبنى مبدأ أن “سرعة المقاومة على إعادة إنتاج نفسها أكبر من سرعة الاحتلال تدمير قدرات المقاومة”.
العملية “تراوح مكانها”
وحول توقعه للمرحلة الحالية والمستقبلية، أكد الدكتور نضال أبو زيد أن الوضع لن يكون نزهة للجيش الإسرائيلي، بل سيزداد تعقيدا.
وأشار إلى أن اعتماد الاحتلال الكبير على النار يهدف لتوفير الجهد البشري، لكنه يضعه في معضلة لا يستطيع حلها.
وأرجع السبب الرئيس لتردد الاحتلال إلى عدم قدرة تقديرات موقفه الاستخباراتية على تحديد إمكانيات المقاومة وقدراتها بشكل دقيق، مما يجعل العملية الحالية “تراوح مكانها”.