متحدث الأونروا يحذر من “تصنيف” قد يمهد لمجزرة جماعية في غزة ويكشف عن “الحلول الممنوعة” (شاهد)

أكد الناطق باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عدنان أبو حسنة أن ما يحدث في قطاع غزة من أزمة إنسانية كارثية هو عملية “هندسة تجويع” واضحة المعالم.

(الأونروا) تملك حلولا فورية لكن إسرائيل تمنعها

وأشار أبو حسنة خلال مداخلة مع الجزيرة مباشر للحديث عن تفاصيل الأزمة في قطاع غزة، مؤكدا أن الرد على التساؤل حول هندسة التجويع بسيط جدا، حيث تمتلك (الأونروا) وحدها حوالي 6 آلاف شاحنة تنتظر على أبواب القطاع، تحوي عشرات الآلاف من الخيام، ومواد غذائية وأدوية تكفي غزة لمدة 3 أشهر.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

وتسائل أبو حسنة، “لماذا لا تسمح إسرائيل بإدخال هذه المساعدات؟.. ما يدخل إلى قطاع غزة حاليا، يتراوح بين 50  و60 شاحنة، وهو فقط 9% أو 10% من احتياجات سكان قطاع غزة”.

وأكد الناطق باسم (الأونروا) أن هناك رؤية واضحة أن يعيش هؤلاء السكان على الكفاف، في إشارة إلى أن ما يدخل هو الحد الأدنى للبقاء، بينما تنتظر آلاف الشاحنات التي اشترتها (الأونروا) بمئات الملايين من الدولارات.

فلسطينيون نازحون من شمال غزة بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية، يتجهون جنوبًا بعد أن أمرت القوات الإسرائيلية سكان مدينة غزة بالإخلاء
فلسطينيون نازحون من شمال غزة بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية، يتجهون جنوبا (رويترز)

مجاعة وأمراض تفتك بالقطاع

وأوضح أبو حسنة أن المجاعة التي كانت محصورة في مدينة غزة وشمالها تنتشر الآن إلى الوسط والجنوب مع انتشار سوء التغذية أكثر من 90% بين سكان قطاع غزة يعانون من مستويات مختلفة من سوء التغذية، كما أن هناك أكثر من 100 ألف طفل يعانون من المستوى الخامس من سوء التغذية.

ولفت إلى انتشار الكبد الوبائي والتهاب السحايا، كما أن المياه ملوثة في كل مناطق القطاع، حتى المياه التي يتم فلترتها غير صالحة بالمعنى العلمي الحقيقي.

وأضاف أنه “عمليا، 86% من مساحة القطاع و80% من مدينة غزة تحت الاحتلال المباشر، حيث يتجمع مئات الآلاف من الفلسطينيين حاليا في مساحة 8 كيلو مترات مربع فقط داخل مدينة غزة”.

إجلاء طفل مبتسر من مستشفى الحلو الدولي لنقله إلى مستشفى في جنوب غزة
إجلاء طفل مبتسر من مستشفى الحلو الدولي لنقله إلى مستشفى في جنوب غزة

تصنيف يمهد لمجازر

وشدد أبو حسنة على أن إسرائيل، بصفتها قوة احتلال مباشر، هي المسؤولة مسؤولية مباشرة عن سكان القطاع بموجب القانون الدولي، واتفاقية جنيف الرابعة، واتفاقية روما، وقيم الأمم المتحدة، لكنها “لا تريد تحمل هذه المسؤوليات، وانتقد بشدة تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بأن من بقي في غزة “هم إرهابيون”، معتبرا هذا التصنيف “مقدمة لارتكاب مجازر بداخل قطاع غزة”.

ما الذي يجبر إسرائيل على فتح المعابر؟

وأشار الناطق باسم (الأونروا) إلى 3 اتجاهات رئيسة يمكن أن تجبر إسرائيل على فتح المعابر وإدخال المساعدات، وأن اتفاق وقف إطلاق النار يجب أن يكون بضمانات دولية وإقليمية (كالإدارة الأمريكية)، مما يسمح بـ”الإنعاش المبكر” لقطاع غزة.

ولفت إلى أن الضغوط السياسية المستمرة من مختلف دول الاتحاد الأوروبي، الذي يُعد أكبر شريك اقتصادي لإسرائيل، سيكون لها نتائج مهمة. مشيرا إلى أنه لا يمكن للعالم أن يصمد أمام هذه المشاهد المروعة، وأكد أن هناك “نية حقيقية” لإجبار إسرائيل على فتح المعابر، لكنها تحتاج إلى تفعيل.

متظاهرون مؤيدون لفلسطين في مظاهرة تزامنًا مع بدء المؤتمر السنوي لحزب العمال
متظاهرون مؤيدون لفلسطين في مظاهرة تزامنا مع بدء المؤتمر السنوي لحزب العمال (غيتي إيميجز)

كارثة المفقودين

وحذر أبو حسنة من أن آلاف الفلسطينيين لا يزالون تحت الأنقاض ولم يتم تسجيلهم ضمن الضحايا، مشيرا إلى أن هذه المناطق خطرة ولا يمكن الوصول إليها، وأكد أن أرقام الذين قُتلوا وجُرحوا ستكون “صادمة لكل المراقبين”.

وختم بالإشارة إلى أن غزة “يتم الفتك بها على كافة الاتجاهات”، بما في ذلك استخدام الغذاء كسلاح حرب التجويع، وأشار إلى أن هذا الجنون يتجاوز المصلحة الإنسانية المشتركة، حيث إن نظام الصرف الصحي المنهار يهدد بتلويث شواطئ عسقلان وتل أبيب أيضا.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان