“مذكرة متشددة”.. فايننشال تايمز تكشف سبب إلغاء قمة ترامب مع بوتين

قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة ألغت القمة المخطط لها بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة المجرية بودابست، بعد مذكرة روسية أُرسلت إلى واشنطن تصرّ على مطالب متشددة بشأن أوكرانيا، تبعها مكالمة متوترة بين أكبر الدبلوماسيين في البلدين، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر.
المذكرة الروسية المتشددة
في وقت سابق من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، اتفق ترامب وبوتين في اتصال هاتفي على الاجتماع في العاصمة المجرية لمناقشة كيفية إنهاء الحرب، لكن بعد أيام، أرسلت وزارة الخارجية الروسية مذكرة إلى واشنطن تشدد على المطالب نفسها لمعالجة ما يصفه بوتين بـ”الأسباب الجذرية” للحرب مع أوكرانيا التي استمرت أكثر من 3 سنوات ونصف السنة، وفقا لما كشفه 3 أشخاص وصفتهم الصحيفة البريطانية بالمطلعين. تشمل هذه المطالب تنازلات إقليمية، وتقليصا حادا لقوات أوكرانيا المسلحة، وضمانات بألا تنضم أوكرانيا إلى حلف “الناتو” أبدا.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4ردا على ترامب.. بوتين يأمر بالاستعداد لاستئناف التجارب النووية
- list 2 of 4سي إن إن: البنتاغون يعطى الضوء الأخضر لترامب لتزويد أوكرانيا بـ”توماهوك”
- list 3 of 4“كرهت القيام بذلك”.. ترامب يأمر باستئناف تجارب السلاح الأكثر فتكا في التاريخ
- list 4 of 4بوتين يوقع قانونا ينهي اتفاقية “البلوتونيوم” مع الولايات المتحدة
المكالمة المتوترة وتحوّل في السياسة الأمريكية
وتضيف الصحيفة أنه لاحقا جرت مكالمة بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، تقرر على إثرها إلغاء القمة حيث أخبر روبيو ترامب أن موسكو لا تظهر أي استعداد للتفاوض، وفقا لشخص مطلع على الأمر، وقال مصدر آخر على صلة بالموضوع إن ترامب “لم يكن معجبا بموقفهم”، بحسب الصحيفة البريطانية.
“تصلب” لافروف
وجاء قرار إلغاء قمة بودابست تتويجا لتحوّل ملحوظ في السياسة الأمريكية، بعد أقل من أسبوع من ظهور ترامب وكأنه يميل لصالح بوتين، بما في ذلك التخلي عن فكرة تسليح أوكرانيا بصواريخ “توماهوك” بعيدة المدى، إذ كان المسؤولون الأمريكيون يشككون في إمكانية أن تكون المحادثات مع روسيا مثمرة.
كما أشارت الصحيفة إلى تصريحات لافروف السابقة التي وصفتها الصحيفة بـ”المتصلبة”، وقال فيها إن أوكرانيا تحت سيطرة “النازيين”، والتي أثارت استغراب المسؤولين الأمريكيين، وذلك خلال اجتماع موجز ومتوتر مع روبيو في نيويورك في سبتمبر/أيلول الماضي.
تحوّل موقف ترامب
تضيف الصحيفة أنه رغم وصف ترامب مكالمته مع بوتين في 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري كانت “مثمرة للغاية”، إلا أن الزعيم الروسي أثار استياء نظيره الأمريكي بإشادته بما وصفه بالنجاحات العسكرية الروسية قرب مدينة كوبيانسك الأوكرانية الشرقية ونهر أوسكيل، وفقا لشخصين مطلعين على محادثتهما.
وفي اليوم التالي، ضغط ترامب على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتقديم تنازلات لروسيا في اجتماع متوتر في البيت الأبيض، حيث ألقى خرائط أوكرانية حوله قائلا إنه “سئم” منها، حسبما أفادت “فايننشال تايمز”.
بعد المكالمة مع بوتين، أشار ترامب إلى أنه لم يعد يفكر في تقديم صواريخ “توماهوك” إلى أوكرانيا، قائلا إنها “أسلحة خطرة جدا”، و”يمكن أن تعني التصعيد”، ولكن بعد إلغاء قمة بودابست، شدد ترامب الضغط على موسكو مرة أخرى من خلال فرض عقوبات على أكبر شركتين منتجتين للنفط في روسيا، وانتقد بوتين على اختبار أسلحة نووية بدلا من متابعة محادثات السلام.
روسيا تتبرأ من إلغاء القمة
من جانبها، حاولت روسيا إلقاء اللوم على أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين في إفشال ما عدّه بوتين تقدما تحقق في ألاسكا، حيث بدا أن ترامب تخلى عن مطالبه بوقف إطلاق النار الفوري، وقال بيتر شرودر، الذي شغل منصب نائب مسؤول المخابرات الأمريكية عن روسيا، إن الرئيس الروسي كان “محبطا” من ترامب، مضيفا: “لا يستطيع أن يجعله يفهم الموقف من وجهة نظره، أو يدفعه للتحرك بشأن السياسات”.