الجنائية الدولية تدين القائد في الجنجويد “علي كوشيب” بجرائم حرب في دارفور

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية اليوم الاثنين، حكماً بإدانة علي محمد عبد الرحمن، المعروف بـعلي كوشيب، القائد الميداني السابق لقوات الجنجويد التي شاركت إلى جانب الجيش السوداني في الحرب ضد الحركات المسلحة بإقليم دارفور غرب السودان، وذلك بتهم تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية ارتُكبت خلال النزاع في المنطقة.
وشملت لائحة الاتهام 31 تهمة تتصل بجرائم قتل واغتصاب وتهجير قسري ارتُكبت بين أغسطس/آب 2003 وأبريل/نيسان 2004، حيث وصفت المحكمة الانتهاكات بأنها “واسعة النطاق وممنهجة ضد المدنيين”.
وقالت رئيسة المحكمة القاضية جوانا كورنر إن” المحكمة مقتنعة تماما بأن المتهم مذنب بما لا يدع مجالا للشك المعقول في الجرائم المنسوبة إليه”.
وسيصدر الحكم في موعد لاحق بحسب رئيسة المحكمة. وستُعقد الجلسات في الفترة 17-21 نوفمبر/ تشرين الثاني وسيصدر القرار “في الوقت المناسب” في ما بعد.
وحضر عبد الرحمن الجلسة مرتديا بدلة زرقاء وربطة عنق قرمزية وكان يتابع الإجراءات بدون أي انفعال، ويدون ملاحظات من حين إلى آخر.
وروت كورنر تفاصيل مروعة عن عمليات اغتصاب جماعية وانتهاكات وقتل جماعي.
وقالت إنه في إحدى المرات، حمّل عبد الرحمن حوالى 50 مدنيا في شاحنات وضرب بعضهم بالفؤوس قبل أن يجبرهم على الاستلقاء أرضا ويأمر قواته بإطلاق النار عليهم وقتلهم.
وأضافت أنه “لم يكن المتهم يُصدر الأوامر فحسب.. بل شارك شخصيا في الضرب وكان حاضرا لاحقا وأصدر أوامر بإعدام المعتقلين”.
وقال المدعون العامون في المحكمة إن المتهم قيادي كبير في ميليشيا الجنجويد وشارك “بحماسة” في ارتكاب هذه الجرائم.
وقالت كورنر إن المحكمة “مقتنعة بأن المتهم هو الشخص المعروف.. باسم علي كوشيب”، ولم تأخذ بشهادة شهود الدفاع الذين أنكروا ذلك.
وينفي المتهم المولود في عام 1949، أن يكون ارتكب ما يتهم به مؤكدا أنه ليس الرجل الملاحق.
وقال للمحكمة الجنائية الدولية خلال جلسة استماع في كانون الأول/ديسمبر 2024، “لست علي كوشيب. ولا أعرف هذا الشخص.. ولا علاقة لي بالاتهامات المساقة ضدي”.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت في إبريل/نيسان 2007 أوامر قبض بحق كوشيب وثلاثة آخرين، هم الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، ووزير الدفاع السابق عبد الرحيم محمد حسين، ووزير الداخلية آنذاك أحمد محمد هارون، وذلك في إطار التحقيقات المتعلقة بانتهاكات دارفور.
وفي يونيو/حزيران 2020، سلّم كوشيب نفسه طواعية إلى المحكمة بعد وصوله إلى جمهورية إفريقيا الوسطى المجاورة لولاية غرب دارفور عبر الطريق البري، ليخضع للمحاكمة الدولية على خلفية الجرائم المنسوبة إليه.
يشار إلى أن قوات الدعم السريع التي تخوض قتالا مع الجيش السوداني منذ سنوات، هي مجموعات عسكرية تشكلت من مليشيا الجنجويد واعترفت بها الدولة رسميا عام 2013.