هل يدرك الأطفال معنى التجسس؟ تفاصيل 30 دقيقة مرعبة عاشها صغيران في الخليل (فيديو)

روت أسرة الطفلين الفلسطينيين محمد وعبد الفتاح الكركي، البالغين من العمر 6 و7 سنوات، تفاصيل احتجازهما لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها البلدة القديمة بمدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
لحظة صعبة
ووثق مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة احتجاز قوات الاحتلال للطفلين، وظهرا وهما يبكيان وجندي مدجج بالسلاح يمسك يد أحدهما بشدة.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4خريشة: “استراتيجية إسرائيل في الضفة هي تهجير الفلسطينيين والسيطرة على أراضيهم”
- list 2 of 4تتمنى أن يكون أسيرا.. أم فلسطينية تبحث يوميا بين جثامين الشهداء عن ابنها المفقود (فيديو)
- list 3 of 4تصاعد اعتداءات الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية (فيديو)
- list 4 of 4إصابة مزارعين وصحفيين ومتضامنين أجانب.. المستوطنون يصعدون هجماتهم في الضفة (فيديو)
وقالت والدة الطفلين، نسرين الكركي، للجزيرة مباشر “كان أبنائي يقفان قرب باب البلدية، يشاهدان ما يحدث كعادتهما عندما تقتحم قوات الاحتلال المكان، وفجأة احتجزهما الجنود أكثر من نصف ساعة ووجهوا لهما تهمة التجسس. وعندما وصلت إلى المكان وجدت أطفالي محاطين بالجنود”.
وتابعت “حاولت أن أمسك بيد ابني الصغير محمد، لكن الجندي رفض، وكاد أن يضربني. كان مشهدًا صعبًا ولم أستطع سوى أن أتمسك بأيدي أبنائي بكل ما أوتيت من قوة”.
أثر الحادثة
وعن أثر الحادثة في نفسية الطفلين، أوضحت الأم أنهما يعيشان حالة من الخوف الشديد، ويرفضان الخروج من المنزل خشية الجنود، مضيفة: يستيقظان ليلًا بسبب الكوابيس. ابني عبد الفتاح امتنع عن الذهاب إلى المدرسة منذ يومين.
ووفق رواية الأسرة، لم ينته الأمر بالاحتجاز الميداني، فقد رافقت قوة عسكرية الطفلين إلى منزل العائلة، وداهمته وصورت جميع أفراده، وحاولت اعتقال الأخ الأكبر، كما هدد الجنود أفراد العائلة بأن وجود الطفلين مرة أخرى في محيط البلدية للعب سيؤدي إلى السجن أو دفع غرامة مالية.
قوات الاحتلال الإسرائيلي تحتجز طفلين فلسطينيين في البلدة القديمة بالخليل بذريعة "التجسس"#الجزيرة pic.twitter.com/j2MwU51k4a
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) September 30, 2025
توتر وخوف
وبحركات جسده البريئة، الظاهرة عليها علامات التوتر والخوف، حاول الطفل عبد الفتاح أن يسترجع بذاكرته ما حدث، قائلًا: كنا نلعب، فجاء الجيش وقالوا لنا ممنوع اللعب هنا، وأمسك الجندي بأخي، وبكيت كثيرا وخفت، ولم يسمحوا لي بالعودة إلى المنزل. ومنذ ذلك اليوم أخشى النزول إلى الحارة.
هل يدرك الأطفال معنى التجسس؟
بدوره علق الناشط الحقوقي الفلسطيني هشام الشرباتي، مؤكدا أن الأطفال لا يدركون معنى التجسس، ولا يوجد أي قانون في العالم يحاسب أطفالًا بهذا العمر، معتبرًا أن هذه الممارسات تعد انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقية حقوق الطفل.
وأضاف “الاحتلال بهذا الادعاء ينتهك حتى قوانين الاحتلال نفسه، فالقانون لا يحمل من هم دون 12 أي مسؤولية جنائية، ومع ذلك شهدنا احتجاز أطفال لا تتجاوز أعمارهم 6 سنوات، عُزلوا عن ذويهم وتعرضوا لمعاملة غير إنسانية”.
وأردف: “وكل ما يتعرض له البالغون الفلسطينيون من اعتقال وتخويف يتعرض له الأطفال أيضًا، دون مراعاة لخصوصيتهم أو حاجاتهم الإنسانية حتى داخل المعتقلات نفسها”.
وكان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة (أوتشا)، قد قال إن حادثة احتجاز قوات الاحتلال الإسرائيلي لطفلين في مدينة الخليل بجنوب الضفة الغربية، تعكس مجددًا حجم المعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون، وخاصة الأطفال.
وأكد البيان أن حقوق الأطفال الفلسطينيين في الحياة والصحة والتعليم وحرية الحركة وغيرها من الحقوق الأساسية تُنتهك يوميًّا، مشيرًا إلى أن الأطفال الفلسطينيين يتعرضون بشكل متكرر للقتل أو الإصابة أو الاعتقال التعسفي على أيدي القوات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة.