الاحتلال يصادر تبرعات رجال الإطفاء الاسكتلنديين إلى نابلس ويطالب بدفع 21 ألف دولار (فيديو)

قال رجال إطفاء فلسطينيون في محافظة نابلس بالضفة الغربية إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي صادرت تبرعات مقدَّمة إليهم من أقرانهم في الدفاع المدني الاسكتلندي بمدينة دندي، التي تُعَد توأما للمحافظة الفلسطينية.
وتشمل التبرعات شاحنات إطفاء ومعدات كانت في طريقها إلى نابلس، لكن الاحتلال يحتجزها في ميناء أسدود منذ أكثر من عام، ويطالب بلدية المدينة الفلسطينية بدفع 16 ألف جنيه إسترليني (أكثر من 21 ألف دولار) مقابل السماح بإدخالها.
وقال سلطان الميناوي، مدير إطفائية بلدية نابلس، للجزيرة مباشر “المبادرة عبارة عن توأمة بين مدينتي نابلس ودندي ونقابة الإطفاء الاسكتلنديين، وقد شملت دعما بمجموعة من المعدات وشاحنات الإطفاء”.
توأمة لتعزيز التعاون الإنساني
وعن أهمية هذه المساعدات التي يحتجزها الاحتلال، أضاف قائلا “هذه المساعدات ضرورية جدا لحماية رجال الإطفاء وسلامتهم أثناء أداء مهامهم، وخصوصا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلدية والمنطقة”.
وأوضح الميناوي أن العلاقة بين المدينتين تعود إلى عام 1940، إذ بدأت التوأمة بينهما لتعزيز التعاون الإنساني، مضيفا أن برنامج دعم قسم الإطفاء في نابلس انطلق فعليا عام 2009، وشمل دورات تدريبية لثمانية رجال إطفاء في دندي، وهو ما أسهم في تطوير كفاءتهم ونقل الخبرات إلى زملائهم في الميدان.
وختم بقوله “نوجّه رسالة إلى جميع المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان للمساعدة في الإفراج عن مركبة الإطفاء والمعدات العالقة في ميناء أسدود، لما لها من أهمية كبيرة لمدينة نابلس وسكانها والقرى والمخيمات المحيطة بها”.

رفع كفاءة العمل
ومن جانبه، أشار شمس الدين أبو غزالة، مساعد مدير إطفاء بلدية نابلس، إلى أن المركبة التي تبرّع بها الاسكتلنديون عام 2011 ساعدت بشكل ملحوظ في رفع كفاءة العمل وسرعة الاستجابة للطواقم أثناء الحوادث.
وأضاف “المركبة المحتجزة اليوم مشابهة تماما للمركبة التي تسلمناها سابقا. وجود مثل هذه المركبات يعزز قدرات الإطفائية، ويسهم في حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم. نتمنى أن يتم الإفراج عنها قريبا نظرا لحاجتنا الماسّة إليها”.
وبيَّن أبو غزالة أن المركبة المحتجزة تُعَد جزءا من دعم مستمر يهدف إلى تعزيز جاهزية قسم الإطفاء في مدينة تواجه تحديات يومية، سواء من حيث محدودية الموارد أو كثافة الحوادث التي تتطلب استجابة فورية.
قيود إسرائيلية ممنهجة
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تضع عقبات على دخول المعدات والمساعدات الإنسانية إلى الأراضي الفلسطينية، ومنها المواد المرتبطة بالخدمات المدنية مثل الدفاع المدني والإطفاء والإسعاف.
وأكدت الأمم المتحدة في تقاريرها المتكررة أن إسرائيل تعرقل وصول المساعدات التي لا تحمل أي طابع عسكري، وهو ما يؤدي إلى “إضعاف قدرة المؤسسات الفلسطينية على تقديم الخدمات الأساسية، وتعريض حياة المدنيين للخطر”.
وبحسب صحيفة الغارديان، فإن نقابة الإطفاء الاسكتلندية في مدينة دندي تُجري محادثات مع الحكومة البريطانية بشأن احتمال إعادة المعدات إلى اسكتلندا لتجنب تحميل بلدية نابلس تكاليف باهظة، واصفة موضوع وجودها في ميناء أسدود دون استفادة الفلسطينيين منها بالمؤلم.
ووفق الغارديان، فإن السفارة الإسرائيلية في بريطانيا لم تعلق حتى الآن على هذه الأزمة التي أحدثتها دولة الاحتلال.