بطاقات ممغنطة وجدار عزل.. “فصل عنصري رقمي” يخنق قرى شمال القدس (فيديو)

يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ شهور فرض قيود مشددة على قرى شمال غرب القدس المحتلة، تشمل بيت إكسا والنبي صموئيل وحيّ الخلايلة التابع إداريا لبلدة الجيب، بعد تصنيفها مناطق “تماس”، مما أدى إلى عزلها فعليا عن محيطها الفلسطيني.
بطاقات ممغنطة وعزلة متصاعدة
ويلزم هذا التصنيف الأهالي الحصول على بطاقات ممغنطة وتصاريح خاصة للتنقّل من منازلهم والعودة إليها.
وقال رئيس مجلس بلدية الجيب، سامر عبد ربه، إن “حيّ الخلايلة جزء من بلدة الجيب، لكن الاحتلال أقام عام 2003 جدارا فاصلا وحاجزا دائما بينهما، مما أدى إلى فصله بالكامل عن البلدة”.
وأضاف متحدثا للجزيرة مباشر “منذ نحو 3 أشهر، صنِّفت مناطق الخلايلة وبيت إكسا والنبي صموئيل مناطق تماس، وأصبحت معزولة تماما عن باقي قرى شمال غرب القدس، ولا نعلم سبب هذه التسمية، لكنها فرضت واقعا جديدا من العزلة التامة”.

تصاريح للزيارة
وأشار عبد ربه إلى أن الدخول إلى حي الخلايلة أصبح محصورا بمن يكون اسمه مسجّلا على الحاجز الإسرائيلي عبر رقم الهوية، بينما يمنع الآخرون، حتى من الأقارب، من الدخول دون تصريح وتنسيق مسبق عبر الارتباط الإسرائيلي.
أما عضو مجلس بلدة بيت إكسا، عماد زايد، فأوضح أن “فرض البطاقات الممغنطة على أهالي المناطق الثلاث خطوة جديدة نحو عزلها الكامل عن محيطها، إذ تصدر كل بطاقة بلون خاص، وتخوّل حاملها فقط الدخول إلى منطقته المحددة لا أكثر”.
وأضاف زايد “الأقارب لا يستطيعون زيارة بعضهم إلا بتصاريح معقدة، كما أن الاحتلال أعاد نحو 300 بطاقة بحجة وجود خلل فني بعد انتظار الأهالي يوما كاملا أمام مكاتب الارتباط الإسرائيلي عند حاجز قلنديا”.

تهجير بطيء
وحذر زايد من أن هذه السياسات تهدف إلى التهجير البطيء للسكان، مشيرا إلى أن “نحو 120 شابا من البلدة لديهم منع أمني يمنعهم من الحصول على تصاريح، مما اضطرنا إلى توكيل محام لمتابعة قضيتهم”.
بدوره، وصف المواطن، بلال غيث، من بيت إكسا الإجراءات الجديدة بأنها “جعلت الحياة شبه مستحيلة”، مضيفا أن “التصاريح الجديدة صالحة لعام واحد فقط ويمكن سحبها في أي لحظة، ولم يعد يسمح للمعلمين أو الأطباء بالدخول إلى القرية، وأصبح كل تحرك خاضعا لرقابة مشددة”.
وتابع غيث أن الاحتلال الإسرائيلي “حوّل أراضي بيت إكسا إلى مناطق تماس بعد أن كانت مصنفة ضمن مناطق (ب) و(ج) وفق اتفاقية أوسلو، في محاولة واضحة لفرض واقع جديد من الضم والتهجير ودفع السكان إلى مغادرة قراهم تحت ضغط الإجراءات اليومية المعقدة”.