البيتزا.. وجبة تشق طريقها لأطفال غزة وسط الدمار بعد انتهاء الحرب (شاهد)

على الرغم من الدمار الذي يحيط به من كل مكان في غزة، فإن الطاهي الفلسطيني محمد العمارين يصر على الاستمرار في مشروعه الذي بدأ قبل الحرب، حيث يوزع البيتزا مجانًا على الأطفال في المناطق المنكوبة في قطاع غزة، ضمن مبادرة شخصية أطلقها بالتعاون مع فريق “نور الشمس”.
وفي لقاء مع الجزيرة مباشر، قال العمارين “كانت لديَّ الفرصة لمغادرة غزة، لكنني قررت البقاء لأن شعبي بحاجة إليّ. الحرب دمرت أحلامنا، لكنها لم تكسر إرادتنا. أصررت على الاستمرار، وكان أكبر تحدٍّ لي هو أن أنجح في هذه الفكرة رغم كل الظروف الصعبة”.
اقرأ أيضا
list of 4 items14 شهيدا منذ منتصف الليل.. قصف متواصل على بيت لاهيا ونزوح عائلات من شمال غزة (فيديو)
حماس في ذكرى استشهاد الشيخ ياسين: ما زرعه أثمر صمودا أسطوريا ونتمسك بالمقاومة خيارا استراتيجيا
وسط دعوات لشد الرحال.. الاحتلال يواصل رفض تسليم الحرم الإبراهيمي ويقيّد دخول المصلين (فيديو)
إلهام من شوارع أوروبا
وأكد العمارين أنه استلهم فكرة “عربة الطعام” (Food Truck) عندما سافر إلى إيطاليا عام 2023، حيث رأى انتشار عربات الطعام المتنقلة في شوارع أوروبا، ومنذ ذلك الوقت، راوده حلم إدخال هذه الفكرة إلى غزة، لتكون وسيلة لمساعدة الناس وتقديم الطعام للنازحين.
وقال العمارين “كان حلمي أن يكون لدينا ‘فود تراك’ في غزة، وأن أستطيع توسيع هذا المشروع ليصل إلى كل مكان، من الجنوب إلى الشمال، حتى نتمكن من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين”.

تحديات نقص الموارد
وعن أبرز الصعوبات التي تواجهه، قال العمارين إن نقص الموارد اللازمة لتغطية ما يقدمه لعدد كافٍ من الأطفال هو أكبر تحد، إذ يكون عددهم غالبًا أكبر من كمية البيتزا المتوفرة لديه، ويصف ذلك بقوله “هذا أكثر شيء يؤلمني، أن أرى أطفالًا لم يتمكنوا من الحصول على حصتهم لأن الكمية انتهت. هذه المواقف تجعلني أفكر دائمًا في كيفية زيادة القدرة الإنتاجية، حتى أتمكن من تقديم الطعام لأكبر عدد ممكن”.
لكن الصعوبات لم تقتصر على التوزيع فقط، فقد واجه العمارين مشقة كبيرة في صنع عربة الطعام وسط الحرب، وأوضح “كنت أجمع الأدوات والقطع اللازمة يومًا بعد يوم، وأحيانًا كنت أجد قطعة واحدة فقط، لكنني لم أستسلم. بفضل الله، تمكنت من تجميع العربة رغم كل التحديات”.
رسالة أمل في عيون الأطفال
واليوم يتنقل العمارين بعربته بين رفح وخان يونس والمناطق الوسطى، ويأمل أن يصل قريبًا إلى شمال القطاع، ليواصل رسالته في إدخال الفرح إلى قلوب الأطفال وسط هذه الظروف القاسية، وهذه أكبر طموحاته كما أوضح ذلك، قائلًا “حتى رفح، التي كانت منطقة منكوبة ولم يكن أحد يستطيع دخولها، تمكنت اليوم من الوصول إليها، وهذا يعطيني دافعًا للاستمرار، لأنني أرى أثر ما أفعله في عيون الأطفال”.
ورغم الحرب والدمار، فما زال العمارين يحلم بأن يكبر مشروعه، وأن يصل إلى كل زاوية في غزة، ليقدم أكثر من مجرد وجبة طعام، بل رسالة صمود وأمل، حسب قوله.