“العنف الأعمى”.. الشيخ رائد صلاح يكشف دور لجان إفشاء السلام وتداعيات الحظر الإسرائيلي (فيديو)

شهدت مدينة أم الفحم، وهي واحدة من أهم المدن العربية في الأراضي المحتلة عام 1948، في نهاية شهر يناير/كانون الثاني اقتحام المئات من عناصر الشرطة وحرس الحدود والمخابرات الإسرائيلية للمدينة، وكان هدفهم مقار لجان إفشاء السلام.

وأوضح الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية المحظورة في أراضي 48 ورئيس لجان إفشاء السلام، للجزيرة مباشر، أن الإعلان الذي صدر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية، استنادًا إلى قانون “مكافحة الإرهاب”، صنّف لجان إفشاء السلام “منظمة إرهابية”.

أهداف لجان إفشاء السلام

وقال الشيخ رائد صلاح “تأسست لجان إفشاء السلام بإشراف لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، التي يرأسها محمد بركة، وهي واحدة من بين عشر لجان تابعة لها، وتعتبر مبادرة مستقلة عن أي حزب أو حركة سياسية أو تيار في الداخل الفلسطيني”.

وأضاف “هذه اللجان تعمل بشكل مباشر تحت سقف لجنة المتابعة العليا وتضم في عضويتها رجالاً ونساءً وشبابًا من مختلف الأطياف الدينية والسياسية في المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني”.

يذكر أن لجان إفشاء السلام نجحت في توسيع نشاطها لتشمل أكثر من ستين بلدة في الداخل الفلسطيني، ابتداءً من النقب والجليل والمثلث مرورًا بالمدن الساحلية مثل عكا وحيفا ويافا واللد والرملة.

محاربة “العنف الأعمى”

وتهدف اللجان إلى محاربة ظاهرة العنف الأعمى التي تفتك بالشباب، حسب الشيخ رائد صلاح، الذي أكد أن اللجان “قامت لتعمل جادة حتى تقف في وجه العنف الأعمى الذي بدأ يحصد من أرواح شبابنا”.

وأوضح الشيخ صلاح أن أجندة اللجان تتمثل في شقين أساسيين: الجانب الوقائي والجانب العلاجي. في الجانب الوقائي “تسعى اللجان لنشر القيم الأخلاقية والاجتماعية التي تخلق حصانة مجتمعية ضد العنف”، وفي الجانب العلاجي “تركز على إحلال الصلح بين الأطراف المتنازعة، وهو ما نجحت اللجان في تحقيقه بشكل ملفت، حيث أحلت الصلح في 1610 قضايا خلال العام الأخير وحده”.

تأثير حظر اللجان

ورغم النجاحات التي حققتها لجان إفشاء السلام، جاء قرار الحظر الإسرائيلي ليؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني والاجتماعي، حيث أشار الشيخ رائد إلى أن بداية العام 2025 شهدت مقتل قرابة 30 شخصا بسبب العنف.

وأكد الشيخ رائد صلاح أن “حظر لجان إفشاء السلام أوجد فراغًا مقلقًا في مسيرة مجتمعنا، وواضح جدًا أن هذا الفراغ ملأه العنف الأعمى”.

وعبّر الشيخ رائد صلاح عن إصراره على مواصلة جهود الصلح والإصلاح داخل المجتمع العربي، رغم حظر اللجان، قائلا “إننا كنا وما زلنا نذكر بعضنا في مسيرة مجتمعنا في الداخل الفلسطيني أنه لا يجوز أن ننكسر للعنف، لا يجوز أن نرفع له الراية البيضاء”.

وأكد أنه سيواصل، ولو بشخصه، مسيرة الصلح والإصلاح في المجتمع الفلسطيني.

“أجهزة الأمن الإسرائيلية متقاعسة أو متواطئة”

وتشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948 خلال السنوات الأخيرة تصاعدا خطيرا في معدلات العنف والجريمة، وسط اتهامات لأجهزة الأمن الإسرائيلية بالتقاعس عن القيام بعملها لمكافحة العنف والجريمة في الأوساط العربية، والتواطؤ مع المنظمات الإجرامية.

ويقول مركز معلومات فلسطين، المعني بشؤون الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة والقدس المحتلة وأراضي 48، في تقرير للجريمة لعام 2024 “إنه منذ تولي إيتمار بن غفير، منصب وزير الأمن القومي، تفاقمت ظاهرة العنف التي تعمّ المدن والقرى الفلسطينية في الداخل المحتل”.

كما ذكر التقرير “أن أعداد القتلى، جرّاء الجريمة المنظمة خلال عام 2024 في حالة تزايد، حيث وصلت إلى مستوى غير مسبوق مقارنة بالأعوام السابقة، ليصبح الأعلى منذ عقود”.

وقال المركز في تقريره إن عدد ضحايا جرائم القتل خلال عام 2024 وحده قد بلغ 235 قتيلا.

يمكن متابعة المقابلة كاملة عبر هذا الفيديو:

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان