نقص الغذاء في إقليم دارفور يجبر الأهالي على أكل الطعام الفاسد

أمام مكب للنفايات في معسكر “لقاوة” للنازحين بولاية شرق دارفور غربي السودان، وقف عدد من الأطفال يبحثون عن بقايا الطعام بعد أن استبد بهم الجوع.
ولم يجد الأطفال في إقليم دارفور سوى بقايا الطعام الفاسد لتناولها من أجل البقاء على قيد الحياة، نتيجة لنقص الغذاء مع استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ إبريل/نيسان 2023.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالجيش السوداني يعلن سيطرته على مواقع حيوية وسط الخرطوم والدعم السريع ينفي (فيديو)
العثور على 11 جثة مجهولة الهوية داخل بئر ووالي الخرطوم يتوعد بـ”ردع كامل” (فيديو)
الجيش السوداني يسيطر على آخر معاقل الدعم السريع في سنار ويتقدم في الخرطوم (فيديو)
ولا يعلم هؤلاء الأطفال خطورة الآثار الصحية التي يترتب عليها تناولهم لبقايا الطعام الفاسد، فقد يتعرضون لأمراض مثل التسمم الغذائي والإسهال الشديد، مما يصعب علاجها بعد خروج الكثير من المستشفيات من الخدمة.
وروت سعيدة، التي تعيش في مخيم “النيم” بشرق دارفور، للجزيرة مباشر النهاية المأساوية لبناتها الثلاث نتيجة تناولهن بقايا طعام من مكب للنفايات.
وقالت “خرجت من خيمتي بالمعسكر للبحث عن فرصة عمل في أحد المنازل بالمدينة لشراء بعض الطعام وطهيه لأطفالي. وبعد عودتي إلى الخيمة، وجدت بناتي الثلاث في حالة صحية سيئة بسبب الأكل من القمامة”.
وأضافت أن إحداهن توفيت قبل أن يتمكنوا من نقلها إلى مركز صحي، في حين نُقلت اثنتان لإسعافهما “لكنهما لحقتا بأختهما بعد ساعات بسبب عدم توفر الأدوية”.
ولم تكن البنات الثلاث وحدهن اللاتي توفين في إقليم دارفور بسبب تناولهن الطعام من مكب القمامة، إذ توفي عدد من الأطفال بولاية شرق دارفور، بعد تناولهم بقايا طعام من مكب النفايات.
وأكد الناطق باسم منسقية النازحين واللاجئين آدم رجال، للجزيرة مباشر، وفاة 5 أطفال بعد تناولهم بقايا طعام من مكب للنفايات في ولاية شرق دارفور “بسبب الجوع الذي ينهش أجسادهم”.

من جهة أخرى، توفي عدد من الأطفال نتيجة الجوع الشديد وسوء التغذية، ومن بينهم عائشة (12 عامًا) التي قال والدها محمد للجزيرة مباشر إن وزنها وصل إلى 8 كيلوغرامات.
وذكر محمد أن ابنته عائشة توفيت “بسبب انعدام الغذاء، ولم أستطع توفير الأكل لها بعد أن فقدت عملي في فرقة للفنون الشعبية بسبب اندلاع الحرب”.
وأضاف أنه نقل ابنته إلى المستشفى “لكنها توفيت بعد أسبوع بسبب تدهور حالتها الصحية، لتلحق بشقيقتها حواء التي توفيت أيضًا بالسبب نفسه”.
وطالب محمد الطرفين المتحاربين بالسماح للمنظمات الدولية بإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة حتى لا يكون مصير الأطفال مثل ابنتيه، قائلًا إن الوضع داخل المخيمات “كارثي” ويتطلب التدخل بشكل عاجل لإنقاذ أرواح آلاف المواطنين.
وبات الوضع في إقليم دارفور معقدًا بسبب تردي الأوضاع المعيشية والإنسانية، إذ يواجه أكثر من مليوني شخص أزمة نقص الغذاء بشكل كبير بسبب الحرب، التي لا تسمح بدخول المساعدات الإنسانية التي يعتمد عليها سكان الإقليم منذ سنوات.
وأكد آدم رجال أن النازحين أصبحوا يأكلون أوراق الشجر بعد توقف المساعدات الإنسانية منذ اندلاع الحرب. وأوقف برنامج الغذاء العالمي المساعدات الإنسانية المخصصة للنازحين بسبب الحرب.
وقال الأمين العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر، للجزيرة مباشر، إن الوضع الغذائي صعب للغاية بسبب الحصار الذي يفرضه الدعم السريع على الفاشر، مؤكدًا وفاة عدد من الأطفال والنساء وكبار السن بسبب نقص الغذاء والدواء.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، حذرت وكالات تابعة للأمم المتحدة من انتشار أكبر للمجاعة في السودان خلال العام الجاري، ما يهدد حياة ملايين الأشخاص حال عدم وصول الإغاثة وتوفير الدعم المالي.
وقال برنامج الغذاء العالمي إن نحو 24.6 مليون شخص (ما يقرب من نصف تعداد سكان السودان) يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينهم نحو 4.7 ملايين من الأطفال دون سن الخامسة والحوامل والمرضعات.
وقالت مديرة برامج منظمة أطباء بلا حدود في السودان كلير نيكوليه إن طفلًا على الأقل يموت كل ساعتين في مخيم زمزم بولاية شمال دارفور، مما يعني أن 12 طفلًا يفقدون حياتهم يوميًّا.