“يعيشون تحت الأرض”.. كيف يواجه سكان الكهوف بالضفة محاولات الاحتلال لتهجيرهم؟ (فيديو)

يواصل الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته ضد سكان قرى “مسافر يطا” جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، وهي المنطقة التي تجمع 19 قرية فلسطينية، يعيش سكانها في الكهوف.

وفي قرية “خربة المفقرة” الواقعة شرقي “مسافر يطا” بالخليل، تعيش نحو 20 عائلة فلسطينية داخل كهوف، بسبب منع الاحتلال لهم من البناء فوق أراضيهم، بحجة أنها مناطق تصنف ضمن مناطق “ج” حسب اتفاقية أوسلو، أي أنها تتبع أمنيًّا وإداريًّا لسلطات الاحتلال.

لكن سكان الكهوف بقرية “خربة المفقرة”، يرفضون ترك أراضيهم، كما أوضح رائد حميدات، أحد أهالي القرية، الذي تحدث عن صعوبة الحياة في المنطقة نتيجة التضييق المستمر عليهم لإجبارهم على الهجرة، وضم أراضيهم لصالح النشاط الاستيطاني المحيط بها.

يضطرون إلى العيش في الكهوف

وقال حميدات للجزيرة مباشر، إنهم لجؤوا إلى العيش في الكهوف، بهدف حماية أبنائهم من البرد في ظل منع الاحتلال لهم من بناء أي منازل فوق الأرض، مضيفًا “حتى الكهوف لم تحمنا من هجمات المستوطنين في ساعات الليل، حيث يكسّرون ممتلكاتنا”.

وأشار إلى أن معاناة سكان الكهوف تتفاقم في فصل الشتاء مع برودة الطقس، كما تدخل مياه الأمطار إلى داخل الكهوف، مبينًا أن هناك صعوبة كبيرة في إحضار المياه والحطب، لأن الاحتلال يغلق الطرق المؤدية إلى مناطقهم ويمنع كل مقومات الحياة.

وتابع “الاحتلال يمنع المراعي عن السكان ليدفعهم لإنفاق الكثير من الأموال لشراء الأعلاف، بينما يسمح للمستوطنين برعي المحاصيل الزراعية المملوكة للفلسطينيين”.

متمسكون بأرضهم

وأوضح حميدات أنهم يقبلون بهذه الأوضاع الصعبة، من أجل التمسك بأراضيهم وأراضي آبائهم وأجدادهم، موضحًا “هذه العائلات التي تسكن الخربة ليس لها بدائل للعيش ويرفضون الخروج منها تحت أي ظرف كان”.

وتابع مؤكدا “لن نترك أراضينا ولن نرحل، وسنظل صامدين لآخر نفس فينا ليوم الدين”.

هجمات مستمرة للمستوطنين على منازل وسيارات الفلسطينيين في الضفة
هجمات مستمرة للمستوطنين على منازل وسيارات الفلسطينيين في الضفة (رويترز)

ويعاني سكان قرى “مسافر يطا” بجنوب الضفة الغربية من خطر التهجير القسري الدائم منذ عقود بسبب إقامة سلطات الاحتلال 10 مستوطنات وبؤر استيطانية حولهم، إضافة إلى مناطق “إطلاق نار (918)” للتدريب العسكري.

ويعاني الفلسطينيون في هذه القرى اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين، الذين يسعون لإعاقتهم عن تربية ماشيتهم من خلال إطلاق كلاب تهاجم الرعاة وأغنامهم، كما يقوم المستوطنون بإضرام النار في حقول المزارعين وقطع أشجارهم، لتهجيرهم قسرا من أراضيهم.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسَّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية؛ مما أسفر عن 906 شهداء ونحو 7 آلاف مصاب، واعتقال 14 ألفًا و300 شخص، وفق بيانات فلسطينية رسمية.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان