غزة.. قرية الفراحين في خان يونس تختفي من الوجود وسكانها بلا مأوى (فيديو)

منطقة الفراحين شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة قبل وبعد العدوان
(وفا)

لم يكن الحاج محمد أبو دقة يتخيل أن قرية الفراحين، شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، التي عاش فيها سنوات عمره، ستتحول إلى أطلال مدمرة بفعل قصف الاحتلال الإسرائيلي على القطاع طوال الشهور الماضية.

وتسبب عدوان الاحتلال على المنطقة في تدمير 99% من منازل المواطنين، بعد أن طال الخراب البشر والشجر والحجر، فالدمار طال البنية التحتية من طرقات وخطوط مياه وكهرباء وشبكات اتصال، فأصبحت غير قابلة للحياة.

وفي لقاء مع الجزيرة مباشر، عبَّر الحاج أبو دقة عن شعوره بالمرارة، قائلًا “ظننت أنني سأجد بيتي مدمرًا جزئيًّا، لكنني صُدمت عندما رأيت أن الحي بأكمله قد اختفى. لم يبقَ شيء، لا بيوت، ولا مزارع، ولا حياة”.

وأكد أبو دقة أن الدمار الذي لحق بالقرية كان أشبه بـ”عملية انتقام” من جانب الاحتلال، وليس مجرد قصف عشوائي، مضيفًا “الفراحين لم تُقصف مرة أو مرتين، بل دُمرت بالكامل، لم يتركوا لنا شيئًا”.

وتحدثت بسينة أبو دقة -زوجة الحاج محمد- بحرقة عن حياتهم قبل الحرب، متذكرة التفاصيل التي أصبحت اليوم مجرد ذكريات، وقالت بحسرة “كنا نعيش حياة مليئة بالحياة، نزور أقاربنا، ونجتمع مع أهلنا، ونذهب إلى الأسواق والمطاعم، كانت بيوتنا عامرة بالأفراح. أما الآن، فكل شيء انتهى”.

وعن مشهد الدمار الذي رأته عند عودتها، قالت بسينة “كنا نظن أن هناك بيوتًا ستظل قائمة، لكننا وجدنا الدمار يطول كل شيء. لم يسلم بيت ولا مسجد ولا حتى شجرة”.

لكن تكاتف أهل الحي هوَّن على الحاج محمد وزوجته بعض المعاناة، وقال للجزيرة مباشر “عندنا، الضيف لا يحتاج أن يطلب شيئًا، الجميع يتسابق لإكرامه. وفي الأفراح، لم يكن هناك فرق بين بيت وآخر، كلنا نشارك، وكلنا نقدم يد العون، حتى شبابنا الذين يعيشون خارج البلاد لم ينسونا، كانوا يرسلون المساعدات لمن يحتاجها”.

يُذكر أن قرية الفراحين تبلغ مساحتها نحو 500 دونم (0.5 كيلومتر مربع)، وكان يوجد فيها أكثر من 350 منزلًا، وتبعد عن الحدود الشرقية للقطاع نحو 600 متر.

وتسبب الدمار الذي ألحقه الاحتلال بالقرية في جعلها منطقة منكوبة، إذ محى المباني التي كانت تشكل تحفة معمارية ببنائها وشكلها وجمالها، والمسجد الذي كانت مئذنته تُرى من مناطق عديدة في القطاع.

وتجدر الإشارة إلى أن 50% من أهالي المنطقة كانوا يعتمدون على الزراعة، إذ تشكل المنطقة سلة الخضراوات لمحافظة خان يونس.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان