مخاتير ووجهاء غزة ردا على خطة ترامب: لن نسمح بفرض واقع يقتلعنا من جذورنا

أكدوا رفضهم “المطلق والقاطع” لكل مخططات التهجير

3 أمور مهمة في مشهد عودة النازحين من جنوب غزة إلى شمالها
عودة النازحين إلى شمال قطاع رغم الدمار (الفرنسية)

أعلن شيوخ ومخاتير ووجهاء عائلات قطاع غزة، بكل وضوح وحزم، رفضهم المطلق والقاطع لأي خطة أو مخطط يهدف إلى تهجير سكان القطاع من أرضهم ووطنهم.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد جدد مساء أمس دعوته إلى تهجير أهالي غزة، وقال إن الوضع في القطاع يشبه “الجحيم”، وألمح ترامب إلى أنه قد يوقف المساعدات عن الأردن ومصر إذا لم يستقبلا لاجئين فلسطينيين.

“نحن هنا باقون”

وقال شيوخ ووجهاء غزة في بيان، صباح اليوم الثلاثاء، “إننا نرفض بشدة ما يُعرف بخطة ترامب أو أي مخططات أخرى تمس حق شعبنا في العيش بحرية وكرامة على أرضه التاريخية”.

وشددوا على أن “قطاع غزة جزء أصيل من الأرض الفلسطينية، وأهله هم أصحاب الحق الشرعي في هذه الأرض وأولياء الدم الذي روى تراب غزة الطاهر”.

وقالوا “لن نسمح لأي كان أن يفرض علينا واقعا جديدًا يهدف إلى اقتلاعنا من جذورنا. نحن هنا باقون، ولن نترك أرضنا مهما كانت التضحيات”. وتابع البيان “إننا نؤكد أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية، وسنبقى صامدين على أرضنا مدافعين عن حقوقنا وحريتنا”.

وأكد رفض أي مخططات تهدف إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين، مثمّنًا مواقف الدول العربية، وعلى رأسها موقف القيادة المصرية في رفض خطة التهجير. ودعا البيان المجتمع الدولي إلى الوقوف مع الفلسطينيين في وجه هذه المخططات الظالمة.

وختم بالقول “نوجّه رسالة إلى كل من يسعى إلى تهجيرنا: إننا سنبقى هنا، وسنواصل النضال من أجل حريتنا وكرامتنا، ولن نسمح لأحد أن يفرض علينا واقعًا جديدًا يهدف إلى طمس هويتنا ووجودنا”.

يُشارإلى أن القبائل والعشائر والحمائل في غزة، هي تكتلات عائلية يقودها مخاتير (شيوخ قبَليون) وتقوم عليها المنظومة الاجتماعية في القطاع، وترتبط بتحالفات وثيقة مع فصائل المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

فلسطينيون يعودون لشمال قطاع غزة
فلسطينيون يعودون إلى شمال قطاع غزة (رويترز)

“لا تهجير ولا اقتلاع.. ولن نسمح بنكبة جديدة”

بدورها، أكدت القوى الوطنية والإسلامية في غزة، في بيان أمس، رفضها لخطة ترامب “التي تعكس جوهر المشروع الاستعماري الغربي والصهيوني الهادف إلى اقتلاع شعبنا من أرضه وفرض واقع استيطاني إحلالي”.

وقالت “لا تهجير.. لا اقتلاع.. شعبنا متجذر في أرضه ولن يغادرها”، وأضافت “شعبنا الذي قدّم التضحيات الجسام عبر العقود لن يترك وطنه تحت أي ظرف من الظروف وسيبقى متجذّرًا على أرضه، ولن يسمح بنكبة جديدة وسيقاوم هذه المشاريع بكل الوسائل المتاحة”.

وأشار البيان إلى أن “تصريحات ترامب الأخيرة، التي تُعبّر عن الوجه الحقيقي للشراكة الأمريكية الصهيونية في العدوان على شعبنا هي بمثابة إعلان حرب جديدة تستهدف اقتلاع أهلنا من القطاع”.

وقال إن ذلك جاء “بالتوازي مع عمليات الإبادة الجماعية والتهجير القسري المستمرة في الضفة المحتلة”، مشيرًا إلى أنه يمثّل إشارة خطيرة إلى نيات الإدارة الأمريكية القادمة؛ مما يستوجب موقفًا عربيًّا ودوليًّا حازمًا لإفشال هذه المخططات.

أهل غزة أكدوا أنهم باقون في أرضهم ولن يغادروها رغم الدمار
أهل غزة أكدوا أنهم باقون في أرضهم ولن يغادروها رغم الدمار (رويترز)

تجاوز بيانات الإدانة التقليدية

ودعا البيان القمة العربية القادمة إلى تجاوز بيانات الإدانة التقليدية، والارتقاء إلى مستوى اللحظة التاريخية باتخاذ خطوات عملية ومباشرة وأداء “دور محوري ومؤثر لمواجهة هذه المخططات الإجرامية”.

وقال إن ⁠المطلوب اليوم هو “مغادرة حالة الرفض اللفظية إلى التحرك الفعلي لقطع الطريق أمام أي مشاريع توطين أو تهجير للفلسطينيين تحت أي صيغة أو غطاء سياسي أو إنساني”.

وأكد البيان أن “الواجب القومي والإنساني يحتم تحركًا عربيًّا فوريًّا على المستوى الدولي سياسيًّا وقانونيًّا لفضح الجرائم الصهيونية المدعومة أمريكيًّا، والعمل على فرض عقوبات رادعة على الاحتلال، ووقف كل أشكال التعاون معه”.

وختم ⁠قائلًا “لا يمكن مواجهة هذه المخططات دون تحقيق وحدة الموقف العربي في مواجهة السياسات الاستعمارية وخاصة المخططات الأمريكية الأخيرة، واتخاذ قرارات واضحة بإنهاء كل أشكال التطبيع والتعاون مع الكيان الصهيوني، الذي يستخدم هذه العلاقات كغطاء للاستمرار في عدوانه على شعبنا”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان