ماكرون لـ”فايننشال تايمز”: ترامب عاد كصاعقة كهربائية

علّق على خطة غزة وتحدث عن مستقبل أوروبا وأمن أوكرانيا

ماكرون يقول إن الأولوية لحل سياسي في غزة
ماكرون يقول إن الأولوية لحل سياسي في غزة (رويترز)

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رفضه خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن إعادة إعمار قطاع غزة بعد ترحيل سكانه البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة إلى دول عربية مجاورة، واصفًا هذا الطرح بـ “الأمر الخطر للغاية”.

وشدد ماكرون، في مقابلة مع صحيفة “فايننشال تايمز”، على أن الحل في غزة يجب أن يكون سياسيًا، وليس مجرد حل عقاري أو هندسي، في إشارة إلى مقترح ترامب.

بحث نشر قوات أوروبية في أوكرانيا

وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، كشف ماكرون عن إجراء مشاورات بين الحلفاء الأوروبيين، بشأن احتمال نشر قوات عسكرية في أوكرانيا، ضمن ترتيبات أمنية لضمان استقرار أي اتفاق سلام مستقبلي، وردع أي عدوان روسي جديد.

وأوضح أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يرى أن قوة قوامها 150 إلى 200 ألف جندي بمشاركة أمريكية فقط يمكنها ردع موسكو، إلا أن ماكرون وصف هذا الرقم بغير الواقعي.

وقال الرئيس الفرنسي “من المبكر الحديث عن أعداد محددة، لكن نشر قوة بهذا الحجم يبدو بعيدًا عن المنطق”، مشددًا على ضرورة أن تكون أي خطوة عسكرية مدروسة، متوازنة، وقائمة على تفاوض.

انتقادات أوروبية لموقف واشنطن

وفي الوقت الذي انتقد فيه حلفاء أوروبيون ما اعتبروه تنازلات أمريكية مبكرة لروسيا، لا سيما بشأن استبعاد انضمام أوكرانيا للناتو، واعتبار استعادة كييف كامل أراضيها أمرًا وهميًا، حرص ماكرون على عدم توجيه انتقادات مباشرة لواشنطن.

وأوضح أن التصريحات بشأن حلف شمال الأطلسي (ناتو) جاءت على لسان وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، وليس من الرئيس ترامب نفسه، مشيرًا إلى أن ترامب لاحقًا قال إن عضوية أوكرانيا في الحلف “غير عملية”.

وعلى الرغم من أن محادثات ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا أثارت غضبًا أوروبيًا، بدا ماكرون أكثر هدوءًا، مؤكدًا أنه تحدّث هاتفيًا مع ترامب قبل تلك المحادثات، وأنه لم يكن متفاجئًا بها.

واعتبر ماكرون أن خطوة ترامب فتحت “نافذة فرصة” لحل تفاوضي للأزمة، مشددًا على أن كل طرف يجب أن يؤدي دوره.

“السلام القائم على الاستسلام مرفوض”

وفي هذا السياق، شدد ماكرون على أن زيلينسكي هو الطرف الوحيد المخوّل بالتفاوض باسم بلاده، مؤكدًا أن أي سلام قائم على استسلام أوكرانيا سيكون “خبرًا سيئًا للجميع”، بما في ذلك الولايات المتحدة.

وأضاف “وقف إطلاق النار يتطلب التزامًا حقيقيًا من روسيا، وبعد ذلك القرار سيكون بيد الأوكرانيين”.

“صدمة كهربائية”

وفي الشأن السياسي، وصف ماكرون عودة ترامب إلى البيت الأبيض بأنها “صدمة كهربائية” يجب أن تحفّز أوروبا على تعزيز أمنها وتأمين مستقبلها، داعيًا الاتحاد الأوروبي إلى تقوية دفاعاته والاعتماد على نفسه اقتصاديًا.

وحذّر من أن الوقت بات ضيقًا، ولا مجال لتأخير هذه الاستراتيجية، مشددًا على أن الاعتماد المفرط على الولايات المتحدة والصين، يمثل خطرًا على مستقبل أوروبا.

وأضاف ماكرون أن الإطار المالي والنقدي الأوروبي، المعتمد منذ عام 1992، أصبح قديمًا، داعيًا إلى اعتماد سياسات جديدة تتناسب مع التحديات الراهنة.

“أمن أوكرانيا مسؤولية أوروبية”

وأيّد ماكرون موقف إدارة ترامب، التي ترى أن أمن أوكرانيا يجب أن يكون مسؤولية أوروبية، معتبرًا أن هذا التوجه يعكس تحولًا استراتيجيًا طويل الأمد في السياسة الأمريكية نحو آسيا، وهو تحول يتجاوز الإدارات والحسابات الحزبية.

واعتبر ماكرون أن النهج الأمريكي الأحادي لم يبدأ مع ترامب، مشيرًا إلى أنه لم يُبلغ مسبقًا من إدارة بايدن بصفقة “أوكوس” للغواصات النووية مع أستراليا وبريطانيا، أو قرار الانسحاب من أفغانستان.

وقال ماكرون “ما يقوله ترامب لأوروبا هو: عليكم تحمل العبء، وأنا أقول: نعم، علينا أن نتحمل هذه المسؤولية”.

المصدر : فايننشال تايمز

إعلان