الحكومة اللبنانية تبحث حلولا لأزمة الطائرات الإيرانية بعد اندلاع مظاهرات.. وطهران تعلن موقفها (فيديو)

أعلنت إيران، اليوم السبت، أنها مستعدة لإجراء “محادثات بناءة” مع لبنان بهدف استئناف الرحلات الجوية بين طهران وبيروت، بعدما أثار حظر هبوط طائرتين إيرانيتين غضب أنصار حزب الله.
وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية، تحدَّث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونظيره اللبناني يوسف رجّي هاتفيا عن “سبل لحل قضية الرحلات الجوية المدنية بين البلدين” وأكدا “استعدادهما لإجراء محادثات بناءة وبنية حسنة”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsلبنان.. إصابة مسؤول بقوة اليونيفيل بعد إحراق سيارة تابعة للأمم المتحدة في بيروت (فيديو)
عشرات المؤيدين لحزب الله يقطعون طريق مطار بيروت احتجاجا على تأجيل رحلتين من إيران
أهالي “رُبّ ثلاثين” في جنوب لبنان يتحدون الاحتلال والدمار ويتعهدون بالبناء والإعمار (شاهد)
وكان لبنان قد أبلغ “خطوط ماهان الإيرانية” بعدم استقبال رحلتين لها كانتا مقررتين مساء الخميس وأمس الجمعة إلى بيروت.
وقالت المديرية العامة للطيران المدني في بيان إنه “حرصا على تأمين سلامة وأمن مطار رفيق الحريري الدولي، فقد اقتضى إعادة جدولة توقيت بعض الرحلات الآتية إلى لبنان مؤقتا”، ومنها الرحلات الآتية من إيران حتى 18 فبراير/شباط الجاري، الأمر الذي أدى إلى اندلاع احتجاجات غاضبة خاصة من أنصار الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل، الذين يرون أن القرار خضوع لإملاءات إسرائيلية.
وتطور الأمر، أمس الجمعة، إثر قيام محتجين على قرار منع هبوط الطائرة الإيرانية بالاعتداء على موكب لقوة “يونيفيل” أثناء مروره في طريق مطار بيروت، مما أدى إلى إصابة أحد المسؤولين السابقين بالقوة.
وردّا على ذلك، منعت إيران الطائرات اللبنانية من التحليق في مجالها الجوي. وعلق مواطنون لبنانيون، كان يُفترض أن يعودوا في رحلات لشركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، في إيران.
وفي وقت سابق اليوم، اعتصم مئات المحتجين عند الطريق المؤدي الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بدعوة من حزب الله، ويأتي الاعتصام استنكارا لما وصفه حزب الله بـ”التدخل الإسرائيلي وإملاء الشروط واستباحة السيادة اللبنانية”.
بدوره، أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام أن بلاده على “تواصل مع السلطات الإيرانية” من أجل حل “مسألة اللبنانيين الذين في طهران وتأمين عودتهم بأسرع وقت ممكن”.
وقال “عرضنا إرسال طائرتين من خطوط الشرق الأوسط لتأمين عودتهم”، مضيفا أنه إذا لم ينجح ذلك، فإن “لبنان تعهد بأن يعيدهم على حسابه إن على طريق بغداد أو تركيا أو طريق آخر”.
واتهمت إسرائيل مرارا حزب الله باستخدام المطار الوحيد في لبنان لنقل أسلحة من إيران، وهو ما ينفيه الحزب ومسؤولوه.
حلول لتطويق أزمة طائرة إيران والاعتداء على اليونيفيل
في السياق، عقد رئيس الحكومة اللبنانية اجتماعا وزاريا وأمنيا في محاولة لاحتواء أزمة الطائرة الإيرانية التي تطورت إلى اعتداء على موكب لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).
ووفق وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، تضمَّن الاجتماع في مقر الحكومة بالعاصمة بيروت “استعراض حلول وإجراءات لتطويق أزمة الطائرة الإيرانية، ومنع تكرار الاعتداءات على قوات اليونيفيل”.
وحضر الاجتماع وزراء المالية والدفاع والخارجية والداخلية والعدل والأشغال العامة والنقل، إضافة إلى الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء محمود مكية، والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى.
وعقب الاجتماع، أوضح وزير العدل عادل نصار للصحفيين أن سلام دعا إلى اجتماع تشاوري نظرا للاعتداء على موكب اليونيفيل، مساء الجمعة.
وقال نصار “تم خلال الاجتماع التأكيد على تمسك الدولة اللبنانية بكل مبادئ الحريات العامة، ومنها حرية التعبير والتظاهر، وهذا الأمر موجود في مقدمة الدستور وشرعية حقوق الإنسان، وهذا الموضوع لن يتبدل”.
تراس رئيس #مجلس_الوزراء الدكتور #نواف_سلام في السراي الحكومي اجتماعا حضره وزراء المال ياسين جابر ، الدفاع اللواء ميشال منسى، الخارجية والمغتربين يوسف رجي، الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار، العدل عادل نصار ، الاشغال العامة والنقل فايز رسامني ، الامين العام لرئاسة مجلس الوزراء… pic.twitter.com/AaFYztL3BK
— رئاسة مجلس الوزراء 🇱🇧 (@grandserail) February 15, 2025
وأضاف “هناك تأكيد -في المقابل- بمنع التعرض للأملاك العامة ولحرية التنقل، وهناك إدانة أيضا للتعرض لقوة اليونيفيل، واتخاذ جميع التدابير للتأكد أن هذه الأحداث لن تتكرر، وستكون هناك الملاحقات اللازمة”.
وتابع نصار “نلفت انتباه جميع المواطنين أن القانون سيُطبَّق، وكل تعرُّض للأملاك العامة أو حرية التنقل سيستوجب ملاحقات في هذا الخصوص”.
سلامة المطار خط أحمر
بدوره، قال وزير الأشغال العامة فايز رسامني إن “سلامة المطار والمسافرين خط أحمر”.
وبشأن منع هبوط الطائرة الإيرانية الذي فجّر الأزمة، قال رسامني “اضطررنا لاتخاذ إجراءات ضرورية من أجل حماية المسافرين، ونحاول معالجة الموضوع”.
وأضاف “هناك عدد من اللبنانيين الموجودين في إيران (الذين كانوا سيعودون على متن الطائرة الإيرانية)، ونحن نحاول منذ 48 ساعة إعادتهم بكرامتهم إلى لبنان“.
وفي هذا الصدد، لفت رسامني إلى أن “شركة طيران الشرق الأوسط (الناقل الوطني اللبناني) مشكورة قررت إرسال 3 طائرات لتأمين عودتهم، ولكن السلطات الرسمية الإيرانية لم تؤمن الأذونات بعد”.
وأكمل “اليوم أيضا طلبنا أذونات من الجانب الإيراني ليسافر من يرغب من اللبنانيين عبر شركة طيران الشرق الأوسط وإعادة من يرغب في العودة عبرها، وأيضا لم نحصل على الأذونات”.
وأكد رسامني أن الدولة اللبنانية على استعداد لتحمُّل كل المصاريف لكي يستطيع المواطنون العودة حتى من خلال دول مجاورة وتحديدا من بغداد.
وبشأن سبب منع هبوط الطائرة الإيرانية، تحدَّث وزير الأشغال العامة عن مبررات عدة منها أمن المطار، وعقوبات أوروبية (على الطيران الإيراني) يمكن أن تؤثر في مسار مطار بيروت وسلامة الركاب.
واستطرد “اتخذنا القرارات المناسبة لتحييد المطار عن أي اعتداء”.