“إسرائيل أمام كابوس أمني”.. مئات من القادة العسكريين السابقين يبعثون برسالة حادة إلى نتنياهو

ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية، أن اللواء احتياط متان فلنائي حذّر، في رسالة موجّهة إلى حكومة بنيامين نتنياهو والرأي العام الإسرائيلي، من أن استمرار الحرب في غزة دون هدف استراتيجي واضح قد يقود إلى “احتلال دامٍ لا مخرج منه”.

وبحسب الصحيفة، بعث فلنائي -وهو أيضًا رئيس حركة “قادة من أجل أمن إسرائيل”- وأكثر من 550 مسؤولًا عسكريًّا سابقًا، برسالة حادة إلى نتنياهو وحكومته.

وأكد فلنائي أن “العودة إلى تجدد القتال ستؤدي إلى مقتل المختطفين، وإنهاك الجيش الإسرائيلي، فضلًا عن انزلاق تل أبيب إلى احتلال طويل الأمد دون أفق للخروج منه”.

“كابوس أمني”

واتهم فلنائي، بحسب الصحيفة، حكومة نتنياهو بالعمل ضد إرادة الشعب، والخضوع لأجندة أقلية متطرفة تسعى إلى ضم الضفة الغربية، وتعميق السيطرة العسكرية في غزة، وهو ما يؤدي إلى تعقيد الصراع وتعزيز العزلة الإقليمية والدولية لإسرائيل، معتبرًا أن هذه السياسات تضع إسرائيل أمام “كابوس أمني” في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأشاد فلنائي بما حققه الجيش الإسرائيلي على المستوى العسكري، قائلًا إنه “تمكّن من تفكيك بنية (حركة المقاومة الإسلامية) حماس العسكرية، وإضعاف حزب الله، وكشف نقاط ضعف إيران“.

لكنه حذّر من أن استمرار القتال في غزة، إلى جانب العمليات على جبهات متعددة، في ظل الانقسام الداخلي الإسرائيلي، يهدد هذه “الإنجازات” ويفتح الباب أمام استنزاف طويل.

“إطلاق الأسرى أولوية”

وأكد فلنائي أن “الأولوية الآن يجب أن تكون لإطلاق سراح المختطفين، حتى لو تطلّب الأمر الانسحاب من بعض المناطق”، مشددًا على أن الجمع بين هدف القضاء على حماس والتفاوض على الأسرى أدى سابقًا إلى مقتل بعضهم.

ورأى أن “تأجيل تصفية الحساب مع حماس إلى وقت لاحق، بعد تأمين المختطفين، هو الخيار الأكثر عقلانية”.

رفض الترحيل

وانتقد فلنائي بشدة، التلويح بخيار “الترحيل الطوعي” للفلسطينيين، معتبرًا أن هذا الطرح يهدد اتفاقيات السلام مع مصر والأردن، ويضر بعلاقات إسرائيل مع الدول الموقّعة على “اتفاقيات أبراهام”.

وشدد على أن “القضاء على حماس لن يكون ممكنًا دون توفير بديل سياسي لحكم القطاع، عبر شراكة مع السلطة الفلسطينية، تحت مظلّة أمنية إقليمية”.

سياسات حكومية “أخطر من أي تهديد”

ودعا فلنائي، وفقًا لما نقلته معاريف، إلى إنهاء الحرب عبر مسار سياسي يسمح بالتركيز على التهديد الإيراني، إلى جانب العمل على إعادة بناء الجيش وتعزيز الجبهة الداخلية.

وحذّر من أن “تآكل التماسك الاجتماعي بات التهديد الوجودي الأخطر على إسرائيل”، في ظل سياسات حكومية وصفها بأنها تعرّض البلاد “لخطر أكبر من أي تهديد خارجي”.