ستارمر يعلن للمرة الأولى استعداده لنشر قوات بريطانية في أوكرانيا

أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الأحد استعداده لإرسال قوات إلى أوكرانيا إذا لزم الأمر لضمان أمن المملكة المتحدة وأوروبا.

وكتب ستارمر في صحيفة ديلي تلغراف أن هذا “يعني أيضًا أننا مستعدون وراغبون في المساهمة في الضمانات الأمنية لأوكرانيا، من خلال وضع قواتنا على الأرض إذا لزم الأمر”.

وأضاف “أنا لا أقول ذلك باستخفاف”، مؤكّدًا أنه يدرك “المسؤولية التي ينطوي عليها احتمال تعريض” الجيش البريطاني للخطر. لكنه قال إن “المساعدة في ضمان أمن أوكرانيا هي مساعدة في ضمان أمن قارتنا وأمن البلاد”.

بحاجة إلى 100 ألف جندي

وأشارت صحيفة التلغراف إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها ستارمر صراحة أنه مستعد لنشر قوات حفظ سلام بريطانية في أوكرانيا، وذلك قبل اجتماع للقادة الأوروبيين في باريس الاثنين.

وأشارت التلغراف إلى أنه على القادة الأوربيين أن يقرروا موقفهم من نشر قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا، بحيث تكون مؤثرة، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن هناك حاجة إلى 100 ألف جندي على الأرض في أوكرانيا.

دور الوسيط بين أوروبا وأمريكا

وأضافت التلغراف أن إعلان ستارمر استعداده لنشر قوات في أوكرانيا يهدف إلى زيادة الضغط على الدول الأوروبية لإرسال قوات حفظ سلام أوروبية إلى أوكرانيا، خاصة ألمانيا التي تبدي تردّدًا اتجاه هذا التوجّه.

وذكرت الصحيفة أن ستارمر تحدّث عن إمكانية أن تؤدّي بريطانيا “دورًا فريدًا” على حد وصفه، كجسر في العلاقة بين أوروبا والولايات المتحدة.

وقال ستارمر “يجب على أوروبا وأمريكا أن تستمرّا في العمل معًا على نحو وثيق، وأعتقد أن المملكة المتحدة يمكن أن تؤدّي دورًا فريدًا في المساعدة على تحقيق ذلك”، وأشار إلى أنه سوف يتوجه إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأيام المقبلة.

ضغوط على الميزانية البريطانية

وذكرت صحيفة التلغراف أنها علمت من مصادرها أن رئيس الوزراء البريطاني يقاوم الدعوات الخاصة من القادة العسكريين لزيادة الأموال المخصصة لنفقات الدفاع إلى أكثر من نسبة 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي النسبة التي أعلن ستارمر أنه سيعمل على تحقيقها، وهي أعلى من النسبة الحالية التي تصل إلى 2.3% من الناتج المحلي الإجمالي.

وأشارت الصحيفة إلى تراجع نفقات الدفاع في السنوات الأخيرة وتراجع عدد القوات البريطانية إلى أقل من 73 ألف جندي للمرة الأولى منذ عقود طويلة.

وذكر ستارمر في مقاله أن بريطانيا ملتزمة بتخصيص ثلاثة مليارات جنيه إسترليني سنويًّا لدعم الجيش الأوكراني حتى عام 2030.

اجتماع أوروبي حول أوكرانيا

وأكد ستارمر أنه سيشارك في اجتماع أوروبي في باريس في مواجهة “تسريع” الإدارة الأمريكية التعامل مع الملف الأوكراني، وبهدف تحديد رد مشترك لتعزيز الأمن في القارة الأوروبية.

وشدّد ستارمر على أن “الدعم الأمريكي سيظل ضروريًّا”، موضحًا أن “الضمان الأمني الأمريكي ضروري من أجل سلام دائم، لأن الولايات المتحدة هي وحدها التي تستطيع ثني (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين عن الهجوم مرة أخرى”.

وكان ترامب قد أعلن أنه سيلتقي بوتين في وقت قريب جدًّا، وأنه مستعد لإنهاء الحرب، في حين توجه وزير الخارجية الأمريكي مايك روبيو إلى العاصمة السعودية الرياض ضمن وفد أمريكي لبدء مفاوضات مع الجانب الروسي تهدف إلى وضع نهاية للحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات.