“نداء استغاثة عاجل”.. مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني: كارثة إنسانية تهدد حياة آلاف المرضى في غزة

مستشفى الصداقة الفلسطيني التركي شاهد آخر على الإبادة الإسرائيلية بغزة
مستشفى الصداقة الفلسطيني التركي شاهد آخر على الإبادة الإسرائيلية بغزة (الأناضول)

في مشهد يعكس الوحشية الإسرائيلية، أضحى مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني مكانا للخراب، وتحول جزء منه إلى مكب للنفايات بعدما كان أملا لنجاة مرضى السرطان من الموت.

فعلى مدار أكثر من 15 شهرا من حرب الإبادة الجماعية، عانى المستشفى من الاستهداف الإسرائيلي المباشر كما حوّله جيش الاحتلال الإسرائيلي منتصف عام 2024 إلى ثكنة عسكرية تتمركز بها قواته، منتهكا بذلك القوانين والأعراف الدولية.

وكشفت الأضرار التي لحقت بالمستشفى حجم الدمار الذي خلفه جيش الاحتلال، وأظهرت مشاهد مصورة دمارا كبيرا لحق بالمستشفى الواقع وسط قطاع غزة.

نداء استغاثة

وفي هذا الصدد، أطلق مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني ومركز غزة للأورام نداء استغاثة عاجلًا إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والصحية لإنقاذ مرضى السرطان في قطاع غزة.

وبحسب بيان صادر عنهما “يواجه مرضى السرطان بالقطاع الموت البطيء بسبب الاعتداءات الوحشية للاحتلال الإسرائيلي على المستشفى ومركز غزة للأورام، وهو المركز الوحيد المتخصص في علاج الأورام وأمراض الدم”.

وأوضح البيان أن “أكثر من 10000 مريض سرطان كانوا يتلقون العلاج قبل الحرب، وخلال فترة الحرب المستمرة، لم يتم تشخيص أكثر من 2500 حالة سرطان جديدة وهي زيادة سنوية، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية”.

وقال البيان “لم يتمكن سوى 1500 مريض فقط من مغادرة القطاع لتلقي العلاج، بينما يُحكم حصار الاحتلال على آلاف المرضى الذين تُركوا لمصيرهم في ظل انعدام العلاج ونقص المعدات الحيوية”.

وأضاف البيان أن “قوات الاحتلال كانت قد دمرت المستشفى بعد اقتحامه، كما قامت بتحويله إلى ثكنة عسكرية في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية، متسببة في شلل تام للخدمات الطبية وإرهاب الطواقم والمرضى”.

وتابع البيان “لم تكتفِ قوات الاحتلال بذلك، بل استهدفت المستشفى بالقصف المباشر، مما أدى إلى تدمير أجزاء واسعة منه، وإلحاق أضرار جسيمة بأجهزته الطبية الأساسية، مما وضع حياة المرضى في خطر داهم”.

تأمين دخول الأدوية والمعدات الطبية اللازمة

وأصبح المستشفى غير صالح للاستخدام في وضعه الحالي، بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بأجزائه الداخلية وتبين أن جنود الاحتلال استخدموا جزءا من المستشفى مكبًّا للنفايات بعد تدميره.

وطالب البيان المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والصحية بالتحرك الفوري لإنقاذ مرضى السرطان عبر إعادة إعمار المستشفى ومركز غزة للأورام وضمان عودته غلى العمل بكامل طاقته.

كما طالب البيان بإعادة “تأهيل الأجهزة والمعدات الطبية التي دُمرت بسبب العدوان، وضمان توفير بيئة علاجية آمنة للمرضى”.

ودعا البيان إلى “إجبار الاحتلال الإسرائيلي على وقف جرائمه ضد المنشآت الصحية، وضمان عدم استخدامها لأغراض عسكرية، وفتح المعابر فورًا والسماح بخروج مرضى السرطان للعلاج، خصوصًا من يحتاجون إلى العلاج الإشعاعي والتشخيص المتقدم”.

وشدد البيان على ضرورة “تأمين دخول الأدوية والمعدات الطبية اللازمة من دون قيود لإعادة تشغيل الأقسام الحيوية وإنقاذ حياة المرضى”.

وأكد البيان أن “الاحتلال لم يكتف باستهداف المستشفيات، بل قام بالاعتداء على الطواقم الطبية مما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من الأطباء والممرضين الذين كرسوا حياتهم لإنقاذ المرضى، في جريمة ممنهجة يجب محاسبة مرتكبيها”.

واستنكر البيان جرائم الاحتلال بحق المؤسسات الطبية، متسائلا: “أين صوت الضمير العالمي؟ لا مجال للصمت بعد الآن، إن مرضى السرطان في غزة يُحكم عليهم بالموت في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ أي إجراءات حقيقية لوقف هذه الجريمة”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان