خلافا لموقف واشنطن.. الأمم المتحدة تؤكد دعمها لوحدة أراضي أوكرانيا (فيديو)

أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الاثنين، تمسكها بوحدة أراضي أوكرانيا في غياب دعم واشنطن التي فشلت في تمرير نص منافس يطالب بإحلال سلام سريع من دون شروط أخرى، وذلك في الذكرى الثالثة لاندلاع الحرب الروسية على كييف.

وفي وقت سابق اليوم، طرحت الولايات المتحدة على الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مشروع قرار يطالب بـ”إنهاء سريع” للحرب في أوكرانيا من دون الإشارة إلى وحدة أراضي البلاد، بينما بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقاربا مع الكرملين وكثف انتقاداته لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يتعرض الآن للضغوط.

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة “مشروع قرار يدعو إلى سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا”، وصوتت روسيا والولايات المتحدة ضده.

وتم تمرير القرار بأغلبية 93 صوتا لصالحه، و18 ضده، وامتنعت 65 دولة عن التصويت.

وسلط القرار، الذي قدمته أوكرانيا وعدة دول أوروبية “الضوء على التداعيات العالمية للحرب، بما في ذلك تأثيرها على الأمن الغذائي، والطاقة، والاقتصاد، والسلامة النووية، والبيئة”.

ويؤكد القرار أنه من “المُلِحّ” إنهاء الحرب “هذا العام” ويكرر بشكل لا لبس فيه المطالب السابقة للجمعية “الانسحاب الفوري للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية ووقف الأعمال العدائية الروسية” والتوصل إلى حل سلمي يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ويحث على تكثيف الجهود الدبلوماسية لمنع المزيد من التصعيد.

كما يؤكد على قرارات الأمم المتحدة السابقة، التي تطالب بانسحاب روسيا الفوري والكامل وغير المشروط من حدود أوكرانيا، المعترف بها دوليا.

ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف تدخلا في شؤونها.

لحظة تاريخية

وقالت نائبة وزير الخارجية الأوكراني ماريانا بيتسا قبل التصويت مباشرة “إذا بررنا العدوان وحُملت الضحية المسؤولية فلن يكون أي بلد في أمان” في إشارة إلى “لحظة تاريخية” لمستقبل “العالم الديمقراطي والأمم المتحدة”.

نائبة وزير الخارجية الأوكراني ماريانا بيتسا (رويترز)

ورغم أن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة على أهميتها السياسية، يُتوقع أن تقدم الولايات المتحدة نصها القصير بعد ظهر الاثنين بالتوقيت المحلي إلى مجلس الأمن.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي قوله إن “الأوروبيين يعتزمون طرح التعديلات نفسها التي طرحت في الجمعية العامة، مع إشارة واضحة إلى وحدة أراضي أوكرانيا وارساء سلام “عادل” وفقا لشرعة الأمم المتحدة.

وهناك فارق رئيسي واحد وهو “الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن خلافا للجمعية العامة”، حيث أشار مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة ستستخدم الفيتو ضد أي تعديل، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وكي يتم اعتماد أي قرار، يجب أن يحصل على 9 أصوات على الأقل من الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن، من دون استخدام الفيتو من قبل أي من الأعضاء الخمسة الدائمين. وعليه، فإنّ امتناع أعضاء الاتحاد الأوروبي (فرنسا وسلوفينيا والدنمارك واليونان) والمملكة المتحدة عن التصويت لن يكون كافيا لرفضه.

وفي هذا الصدد، تدور تساؤلات عمّا إذا كانت فرنسا والمملكة المتحدة مستعدّتين لاستخدام حق النقض لأول مرة منذ أكثر من 30 عاما.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ريتشارد غوان من مجموعة الأزمات الدولية، قوله: “لا أرى كيف يمكن لباريس ولندن أن تدعما نصا بعيدا إلى هذا الحد عن موقفهما المعلن بشأن أوكرانيا، ولا أرى أيضا كيف يمكنهما استخدام الفيتو ضدّه”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان