سلسلة من “الإخفاقات”.. تحقيق لجيش الاحتلال: هكذا اخترقت القسام دفاعات إسرائيل في هجوم 7 أكتوبر

نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي نتائج تحقيقاته العسكرية، مساء الخميس، بشأن الإخفاقات التي أدت إلى هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي هذا التاريخ، هاجمت كتائب القسام إضافة إلى فصائل مقاومة فلسطينية بغزة عبر عملية سمتها “طوفان الأقصى“، 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة القطاع.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsأسير مبتور اليد وآخر مبتور القدم بسبب عدم تلقي العلاج في سجون الاحتلال (فيديو)
الاحتلال يجبر الأسرى المحررين على ارتداء ملابس حملت عبارة مقتبسة من التوراة (فيديو)
بلديات غزة تحذر من كوارث غير مسبوقة وتناشد لتوفير الاحتياجات الأساسية فورا (فيديو)
وكشفت نتائج التحقيقات عن سلسلة من الإخفاقات الاستخباراتية والعسكرية التي سمحت لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتنفيذ هجوم واسع النطاق على المستوطنات الجنوبية لإسرائيل.
وأقر جيش الاحتلال بوجود إخفاقات جسيمة في توقع هجوم 7 أكتوبر، والتصدي له بما شمل “نجاح كتائب القسام في إخضاع فرقة غزة التابعة له لعدة ساعات”.
وأفادت إذاعة جيش الاحتلال أن “التحقيقات خلصت إلى أن الجيش لم يكن مستعدا لهذا الهجوم، حيث فوجئ بعدد المقاتلين الفلسطينيين الذين تمكنوا من اختراق المستوطنات والقواعد العسكرية المحاذية لغزة”، كما أن “الجيش فوجئ بسرعتهم وتخطيطهم الجيد للهجوم الذي تجاوز توقعاته بالكامل”.
ووفق إذاعة الجيش الإسرائيلي، كشفت نتائج التحقيق “أنه على مدار 10 سنوات اعتمد الجيش على مفاهيم خاطئة انهارت بالكامل، أبرزها أن غزة تمثل تهديدا ثانويا ولا تتطلب اهتماما عسكريا كبيرا، وأن حماس مردوعة وتسعى للحفاظ على التهدئة والمكاسب المدنية، مما أدى إلى عدم الاستعداد لمثل هذا الهجوم”.
وأشارت الإذاعة إلى أن “الجيش كان يرى إمكانية إدارة الصراع مع حماس، بل والتوصل إلى تسوية معها، وهو ما ثبت فشله”.
وكشف التحقيق أن “حماس قامت بخداع المخابرات الإسرائيلية بشكل ممنهج، حيث خططت للهجوم لسنوات، وبنت قوة عسكرية مدربة ومسلحة، بينما فشل الجيش في اكتشاف ذلك”.
كما أشارت التحقيقات إلى أن الجيش كان يعاني من “شعور بالغرور والتفوق الاستخباري، حيث كان هناك اعتقاد مطلق بأنه سيتم تلقي تحذير استخباري مسبق قبل أي هجوم فلسطيني محتمل”، إلا أن “غياب هذا الإنذار شكل صدمة كبيرة للقيادة العسكرية، وساهم في حالة الارتباك التي شهدتها الساعات الأولى من الهجوم”.
إخفاق استخباراتي.. الجيش توقع هجومًا محدودًا والواقع كان صادمًا
التحقيق أشار أيضا إلى أنه في ليلة 6 أكتوبر، ظهرت إشارات إنذار أولية “مثل استخدام شرائح اتصالات إسرائيلية، وتحركات لعناصر مسلحة، وتنشيط وحدات إطلاق صواريخ، إلا أن أيًا من الشاباك، الاستخبارات العسكرية، القيادة الجنوبية، أو هيئة الأركان العامة لم يتعامل مع هذه المؤشرات بجدية”.
وفقا للتحقيقات، كان التقدير العسكري الإسرائيلي متواضعًا بشكل كبير، إذ توقع الجيش هجومًا عبر 4 نقاط اختراق وبحد أقصى 70 مقاتلًا، ولكن الواقع كان مختلفًا تمامًا، حيث شمل:
- 117 نقطة اختراق نفذها 5600 مقاتل من (حماس)، مقابل 767 جنديًا إسرائيليًا فقط.
- تم تنفيذ الهجوم على موجتين رئيسيتين، استهدفت الأولى تعطيل القيادة العسكرية الإسرائيلية، بينما ركزت الثانية على اقتحام المستوطنات والمواقع العسكرية.
- عند اكتشاف نجاح العملية، أرسلت (حماس) موجة ثالثة غير مخطط لها لتعزيز سيطرتها.
وخلصت نتائج التحقيقات إلى أن الجيش الإسرائيلي سمح بوجود تهديد خطير على حدوده معتمدا بشكل مفرط على الحاجز الدفاعي، بالتوازي مع ضعف شديد في قوات وعناصر الدفاع الحدودي، بما في ذلك نقص أعداد الجنود في المناطق المحاذية لغزة.
فشل القيادة العسكرية وهاليفي يجدد تحمله مسؤولية
تشير نتائج التحقيق إلى أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي، فشل في إدارة الأزمة خلال الليلة الحرجة، بينما لم تقدم القيادة الجنوبية استجابة دفاعية كافية، ولم تتمكن الاستخبارات العسكرية من تحذير القيادة مسبقًا، وفشل سلاح الجو والبحرية في حماية المجال الجوي والحدود البحرية.
وفي هذا الصدد، جدد هاليفي تأكيده “تحمل المسؤولية عن إخفاقات الجيش خلال هجوم 7 أكتوبر”، وقال خلال لقائه بقادة الجيش: “أقر بالإخفاق والتقصير خلال أحداث 7 أكتوبر، بصفتي القائد العسكري خلال هذا الهجوم”.
وأضاف هاليفي “هناك أشخاص يتحملون مسؤولية أكبر وآخرون أقل، لكنني أعتقد أن كل ضابط وجندي في الجيش يجب أن يشعر كما لو أنه كان القائد في 7 أكتوبر، وينظر كيف يمكنه تصحيح الأخطاء للأعوام القادمة”.
وأردف “لكن بالرغم من ذلك لدينا قيادة عليا في الجيش استفاقوا وحملوا السلاح وعادوا للقتال ونحن نتعلم مما حدث لكي نصبح أفضل ونتقدم إلى الأمام”.
وعبر حسابه على “إكس”، قال دورون قادوش المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال إن احتمالية “وقوع مثل هذا الهجوم لم تُؤخذ على محمل الجد، بل لم يتم النظر فيها إطلاقا، وهو ما جعل الجيش غير مستعد لمواجهته”.
وأضاف “مقاتلي حماس نجحوا في السيطرة بالكامل على فرقة غزة التابعة للجيش الإسرائيلي لعدة ساعات، وتحديدا بين الساعة 6:30 صباحا و12:30 ظهرا بالتوقيت المحلي”، وفق نتائج التحقيق.
وخلال هذه الفترة، لم يكن لدى جيش الاحتلال أي سيطرة على المنطقة المحاذية لغزة، حيث استغرق الأمر نحو 10 ساعات لاستعادة السيطرة العملياتية على المنطقة، التي فرضت (حماس) سيطرة فعلية عليها.