رغم الأخطار.. أهالي “عيترون” يتحدّون إسرائيل ويعودون إلى جنوب لبنان (شاهد)

عاد أهالي بلدة عيترون جنوبي لبنان إلى ديارهم، رغم الأخطار التي تكتنفها عودتهم في ظل وجود قوات الاحتلال الإسرائيلي على بعد عشرات الأمتار من منازلهم المدمرة، ورغم تهديدات الاحتلال الذي قتل العديد من أهالي البلدة أثناء محاولة العودة إلى ديارهم.
وعقب انسحاب القوات الإسرائيلية وانتشار الجيش اللبناني في عيترون، عاد الأهالي إلى البلدة رغم محاولات جيش الاحتلال منعهم وترهيبهم بعدما تخطَّوا الحواجز، وزحفوا سيرًا باتجاه البلدة والأحياء السكنية المدمّرة، بمرافقة عناصر من الجيش اللبناني.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالجزيرة مباشر ترصد التحديات أمام “قوات اليونيفيل” في إحدى القرى المتضررة من الحرب جنوبي لبنان (فيديو)
بلدة الطيبة بجنوب لبنان تبدأ في تطهير أرضها من مخلفات الاحتلال الإسرائيلي بعد انسحابه (فيديو)
“بيجر ذهبي”.. هدية غريبة من نتنياهو لترامب تثير جدل المنصات
البيت محترق بكل ما فيه
ووسط الدمار الكبير وصدمة الأهالي تحدثت الشابة اللبنانية زينب مصطفى، للجزيرة مباشر، وهي تحبس أنفاسها خلال دخولها إلى بيت جدِّها الذي تضرَّر واحترقت كل محتوياته، وقالت “هذا بيت العائلة الذي خرج منه الشهداء في سبيل تحرير الأرض ودحر الاحتلال”.
وأضافت بحرقة “لم أستطع الوصول إلى بيتنا، لكن هنا بيت جدِّي، وهنا كانت توجد غرفة جلوس، وهناك خزانة وأريكة ومدفأة، وهنالك تلفاز وصالون وغرفة نوم، لقد احترقوا جميعًا، لكنهم سيُعوَّضون وسيعودون أحسن مما كانوا، وسيبقى هذا البيت يُخرِج الشهداء من الأبناء إلى الأحفاد”.
رسالة إلى الاحتلال
ووسط جدران المنزل المحترق، وجهت زينب رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي قائلة “ربما لم نستطع الوصول إلى بيتنا اليوم لأن الاحتلال ما زال هناك، لكننا بفضل الشباب ودمائهم وعزيمة الأهالي، سندحر الاحتلال ونعود إلى بيتنا، وإذا كان مدمَّرًا فسنعيد بناءه، وهذا البيت سيعود أجمل مما كان”.
وقدمت والدة أحد الشباب الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي التعازي لأمهات بلدة عيترون الذين فقدوا أبناءهم، وقالت للجزيرة مباشر “إن شاء الله صابرين محتسبين، وحتى لو نصبنا خياما هنا فوق ركام المنازل سنبقى بأرضنا لأنَّها ارتوت بدم شهدائنا، وهذا النصر تحقق بفضل دماء الشهداء، وما النصر إلا من عند العزيز الجبَّار، والحمد لله على كل شيء”.
فرحة العودة
أما الطفل اللبناني حسين، فقد عبّر عن فرحته بالعودة إلى بلدته “نحن رجعنا إلى هذه الأرض وهي عزيزة علينا وعلى قلوبنا، صحيح أننا فقدنا أناسًا كُثرًا، لكنهم سيبقون في قلوبنا، ومن المستحيل أن نتخلَّى عنهم”.
وكان الجيش اللبناني قد دخل إلى بلدة عيترون، يوم السبت، من طريق وادي السلوقي لفكّ الحصار عن عدد من العسكريين الذين أجبرهم الاحتلال على البقاء في مركز كتيبتهم خلال قيامهم، الأحد الماضي، بمحاولة الانتشار في البلدة وفتح الطريق أمام الأهالي.
ويوم الأحد الماضي، دخل بعض أهالي عيترون إلى البلدة، لكن قوات الاحتلال أطلقت النار عليهم، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد منهم.