إعلام إسرائيلي: لهذه الأسباب لن تنجح خطة ترامب بشأن غزة

هذه أبرز العقبات

استبعدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن يتم تنفيذ خطة ترامب في المستقبل القريب (أسوشيتد برس)

خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رؤية معدّة مسبقًا بشأن مستقبل غزة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على القطاع. وجاءت هذه التصريحات خلال أول زيارة رسمية من نتنياهو للبيت الأبيض منذ عودة ترامب إلى الرئاسة في يناير/كانون الثاني الماضي.

وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن ترامب صرح، في وقت سابق داخل المكتب البيضاوي، بأنه يريد خروج الفلسطينيين من غزة، معتبرًا أن الحل الأمثل هو ألا يعودوا إلى المنطقة التي دمرتها الحرب.

أما نتنياهو، فبدا متحفّظًا، بحسب الصحيفة، في رده على هذه الخطة، وقال “أعتقد أنها تستحق الاهتمام”، مضيفًا “نحن نناقشها، وأعتقد أنها شيء قد يغيّر التاريخ، ومن الجدير متابعة هذا المسار”.

رفض واسع

واستبعدت الصحيفة، أن يتم تنفيذ خطة ترامب في المستقبل القريب، إذ إن سكان غزة، الذين نجوا من 15 شهرًا من الهجمات الإسرائيلية العنيفة، لا يريدون العيش في المنفى، كما أن ترامب لن يرسل قوات أمريكية لإجبار نحو مليوني فلسطيني على مغادرة القطاع.

كذلك، فإن مصر والأردن لن توافقا على الخطة، رغم ثقة ترامب بأن اعتمادهما على المساعدات والدعم العسكري الأمريكي يمنحه نفوذًا كافيًا للضغط عليهما لقبول أعداد كبيرة من اللاجئين الغزيين. لكن هذه الخطة تتجاوز الخطوط الحمراء لكلا البلدين.

وأشارت الصحيفة إلى أن خطة ترامب قد تثير مخاوف كبيرة في الأردن، باعتبار أنها تضم بالفعل أغلبية سكانية من أصول فلسطينية، لذا فإن تدفق مئات الآلاف من اللاجئين الغزيين قد يؤدي إلى زعزعة استقرار البلاد، التي تواجه بالفعل تحديات سياسية داخلية.

ومن ناحية أخرى، ترى مصر أن تدفق أعداد كبيرة من الفلسطينيين من قطاع غزة قد يشكل تهديدًا وجوديًّا لأمنها القومي.

مشاهد تسليم الأسرى في غزة تبرز قوة المقاومة بعد 15 شهرا من القتال
مشاهد تسليم الأسرى في غزة أبرزت قوة المقاومة بعد 15 شهرا من القتال (رويترز)

التأثير في مفاوضات الأسرى

وذكرت الصحيفة، أن هناك العديد من القضايا التي يمكن لترامب ونتنياهو التعاون فيها، مثل إنهاء البرنامج النووي الإيراني، وتعزيز مكانة إسرائيل الإقليمية، والتصدي للمؤسسات الدولية مثل محكمة العدل الدولية وبعض وكالات الأمم المتحدة. ولذلك فإن إهدار الجهود السياسية على خطة ترامب بشأن غزة، قد لا يكون الخيار الأفضل.

وعلى صعيد آخر، قد تؤثر تصريحات ترامب بشأن غزة في مفاوضات الأسرى، حيث قد تدفع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى الاحتفاظ بالمحتجزين الذكور، كورقة ضغط لمنع تنفيذ أي مخطط للتهجير. كما قد تمنح هذه التصريحات للحركة فرصة لتقديم نفسها بوصفها قوة تواجه المخططات الأمريكية والإسرائيلية لإخراج الفلسطينيين من أرضهم، بحسب الصحيفة.

وختمت الصحيفة بالقول، إنه على الرغم من أن ترامب قد يكون منفصلًا عن واقع المنطقة، فإن استعداده للتخلي عن الحلول الفاشلة التي سادت لعقود، قد يفتح الباب لنقاشات جديدة حول مستقبل القضية الفلسطينية، وهو تحدٍّ يتطلب حلولًا إبداعية في السنوات المقبلة.

تحديات قانونية وأمنية تهدد خطة ترامب

وفي السياق ذاته، أفاد تقرير بثته القناة 12 الإسرائيلية، بأن خطة ترامب لإجلاء سكان غزة ووضعها تحت السيطرة الأمريكية، تواجه عقبات قانونية وأمنية واقتصادية، وقد تؤدي إلى حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط.

ونقل التقرير عن خبراء في القانون الدولي تحذيراتهم من أن التهجير الجماعي للفلسطينيين قد يشكل “جريمة حرب” وفق اتفاقيات جنيف؛ مما يثير انتقادات عالمية واسعة.

وحذرت القناة من أن نشر قوات أمريكية داخل غزة قد يعرّضها لخسائر كبيرة، إضافة إلى احتمال مواجهة طويلة الأمد مع المقاومة الفلسطينية، في سيناريو يعيد إلى الأذهان التجارب السابقة للولايات المتحدة في العراق وأفغانستان.

وأشارت القناة إلى أن تكلفة تنفيذ الخطة قد تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات؛ مما أثار اعتراضات حتى داخل الحزب الجمهوري، حيث يرفض البعض تمويل مشروع بهذا الحجم. كما لقيت الخطة معارضة واسعة داخل الولايات المتحدة، إذ اعتبرها الديمقراطيون انتهاكًا للقانون الدولي.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحافة إسرائيلية

إعلان