كاتب رواية “الأسير 1578”.. هيثم جابر يوثق بالقلم قصة 30 سنة في سجون الاحتلال (فيديو)

تجربة أديب فلسطيني في الأسر

عاش هيثم جابر، الأسير المحرر الذي أمضى 30 عامًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فصولًا من المعاناة التي لا تُصدق، إلى أن تم الإفراج عنه يوم السبت الماضي ضمن صفقة تبادل الأسرى، ليعود إلى قريته في سلفيت شمالي الضفة الغربية بعد أن قضى معظم حياته خلف قضبان الاحتلال.

بدأ جابر رحلته مع الاعتقال منذ أن كان في الـ16 من عمره، حيث اعتُقل ثلاث مرات متتالية خلال سنوات عمره، كانت آخرها اعتقالًا دام 23 عامًا. الآن، يبلغ عمره 50 عامًا، وبالرغم من قسوة السنين، استطاع أن يحقق إنجازات عديدة، من بينها دراسته الجامعية داخل سجون الاحتلال، وكتابة مؤلفات أدبية أسهمت في توثيق معاناة الأسرى داخل السجون.

رواية “الأسير 1578”

في عام 2015، كتب الأسير المحرر هيثم جابر أول رواية له تحت عنوان “الأسير 1578″، وسرد فيها معاناته في الأسر من لحظة اعتقاله حتى ذلك العام.

وعنوان الرواية يحمل رقمه داخل السجن كما قال جابر -الحاصل على بكالوريوس في الصحافة والإعلام وبكالوريوس في التاريخ- للجزيرة مباشر “روايتي حملت الرقم الذي كنت أسمى به في السجن، فقد كان الاحتلال يطلق علينا أرقامًا بدلًا من الأسماء”.

فيما يشبه العلاج بالكتابة، تغلّب جابر على صعوبة الحياة في الأسر، وقال “تمكنت من كتابة العديد من المؤلفات الأدبية والشعرية، بما في ذلك ديوان شعر بعنوان (زفرات في الحب والحرب) يتناول تجربتي داخل السجن”.

وأشار جابر إلى أن لحظة الحرية التي عاشها بعد 30 عامًا من الاعتقال لا يمكن وصفها، قائلًا “لحظة الحرية لا تُقارن بأي شعور آخر، هي لحظة لا يمكن للعقل أن يستوعبها، فرحتنا بعد طول انتظار كانت لا تُصدق”.

الأسير المحرر هيثم جابر
الأسير المحرر هيثم جابر (الجزيرة مباشر)

انتهاكات غير مسبوقة

وقال جابر “ظروف الاعتقال في الوقت الحالي لم تمر في تاريخ سجون الاحتلال، الأسير في هذه الأيام يمشي على أربع، مكبل اليدين والقدمين، معصوب العينين، يُعامل بإهانة ويُحرم من أبسط حقوقه مثل النوم والطعام والشراب. سياسة التجويع والضرب المبرح أصبحت منهجًا يوميًّا حتى وصلنا إلى لحظات استشهاد بعض الأسرى نتيجة هذه الانتهاكات الوحشية”.

وأضاف “لقد كانت حياتنا في السجون أشبه بالحيوانات، وقلت لأحد الضباط الإسرائيليين ذات مرة: كنا نتمنى أن تعاملونا مثلما تعاملون الحيوانات التي تربونها في المنازل”.

وأوضح جابر أن الأوضاع داخل السجون كانت في غاية القسوة، حيث كان يتم قطع الماء والكهرباء عن الأسرى مدة 24 ساعة يوميًّا.

واستطرد “كنت أحيانًا أقوم بالشرب من مياه معدّة للاستعمال الشخصي، وكان الوقت المخصص لنا للاستحمام لا يتجاوز ساعة واحدة فقط، كنا نكون مكتظين في غرفة صغيرة، ولا يوجد فيها إلا قنينة مياه واحدة، نتناوب عليها جميعًا”.

وقال جابر إن الأسرى كانوا يواجهون صعوبة كبيرة في الحصول على الكتب والأوراق للكتابة، حيث كان يضطر إلى الدخول في إضراب عن الطعام للحصول على قلم أو ورقة.

وختم حديثه بالقول “عزلوني 20 يومًا عندما عثر الضابط على ورقة كتبت عليها قصيدتي في سلة المهملات.. كان الاعتقال والتنكيل جزءًا من حياتنا اليومية في السجون”.

وأفرج الاحتلال الإسرائيلي عن هيثم ضمن الدفعة الرابعة من المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، التي بموجبها يتم تبادل الأسرى بين الطرفين.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان