غزة.. مقابلة صحفية تسهم في عودة طفل مفقود لأكثر من عام إلى أسرته (فيديو)

طوال أكثر من عام تحمّل الفلسطيني راسم نبهان وزوجته فواكه، في قطاع غزة، مسؤولية الطفل الرضيع “محمد أبو جبل” الذي عثرا عليه بعدما نجا من مجزرة نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في ديسمبر/كانون الأول 2023، بإحدى مدارس الإيواء بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وقال راسم نبهان، الذي التقط الطفل محمد من بين جثامين وأشلاء العشرات من الشهداء دون أن يعرف هويته، إن تعاطفه مع الطفل، الذي كان يصرخ وسط الأنقاض والأشلاء، دفعه إلى أخذ الطفل الرضيع ورعايته كوالده، حيث تولى مع زوجته مسؤولية الرضيع طوال أشهر الحرب.
وروى نبهان للجزيرة مباشر قصة عثوره على الطفل قائلا: “كنت نازحا بنفسي في المدرسة التي وقعت فيها المجزرة، وسمعت صوت صراخ الطفل محمد. وعندما وجدته، كان محاطا بجثث وأشلاء الشهداء، فخشيت أن يصاب بأذى، فأخذته معي إلى جنوب قطاع غزة”.
وقرر نبهان تولي رعاية الطفل وتوفير الاحتياجات اللازمة له، رغم قلة الإمكانيات وغلاء المعيشة وعدم توفر أدنى الاحتياجات الأساسية، إلى أن يجد أسرته. ولكن محاولاته للعثور على أسرة الطفل باءت بالفشل، مبينًا أن الطفل صار مع الوقت جزءا من عائلته.
وعن الصدفة التي أدت إلى العثور على والد الطفل، قال نبهان: “بينما كنا نعود من الجنوب إلى الشمال، كنت أبكي. وجاءت إلي صحفية ترغب في إجراء لقاء. وبالمصادفة، خلال حديثي عن رحلة عودتي ومعاناتي خلال فترة الحرب، تحدثت عن الطفل وقلت: ما ذنبه أن يفقد أسرته ونحن لا نعرف من هم أهله؟”.
وبعد انتشار اللقاء الصحفي تعرّف طارق أبو جبل، والد الطفل الحقيقي إلى فلذة كبده، وتواصل مع نبهان، واستطاع استعادة ابنه الرضيع بعد أكثر من عام من الفقد.
“عاملته كأنه ابني”
من جانبها قالت فواكه، زوجة راسم نبهان، التي اعتنت بالطفل طوال العام: “تفاجأت عندما أحضر زوجي الطفل، لكني تعاملت معه كأنه ابني، إلى درجة أننا تعودنا على وجوده، خاصة أن الطفل كان هادئًا جدًا”.
وبينت فواكه للجزيرة مباشر أنها كانت سعيدة للغاية بعودة الطفل لعائلته، لكنها أكدت أنها ستفتقده، حيث كان طوال الفترة التي قضاها معهم مثل أحد أفراد أسرتهم.
وقال طارق أبو جبل، والد الطفل محمد، إنه فقد في العدوان الإسرائيلي زوجته، بينما أصيب اثنان من أولاده، مشيرا إلى أنه ظل طوال الأشهر الماضية لا يعرف مصير طفله.
وأوضح أبو جبل، للجزيرة مباشر: “بدأ الناس في المدرسة يخبرونني بأن هناك شخصًا أخذ ابني، واضطررت للنزوح إلى جنوب القطاع للبحث عن ابني، لكن لم أتمكن من العثور عليه، وأضاف: “أنا سعيد جدًا بلقاء ابني محمد. عودته أعادت لي الأمل بالحياة بعد أن كنت أعيش في حالة من اليأس الشديد”.
وأشار إلى أنه تعرف إلى طفله من مواقع التواصل الاجتماعي عندما وجد مقطع “فيديو” منتشرًا لرجل يتحدث عن طفل لا يعرف عائلته، مؤكدًا أنه سجد في حينها شكرًا لله على عودة نجله إليه.