“شطب فقرات عن النضال الفلسطيني”.. تحذيرات بعد تغيير الأونروا مناهج تعليمية في مدارس الضفة

أعلن المكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأربعاء، رفضه تعديل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) منهاجا تعليميا بمدارسها في الضفة الغربية المحتلة.

وقال المكتب، في بيان، إن دائرة التعليم في الأونروا بدأت تعميم قرار يقضي بسحب كتاب اللغة العربية المخصص للصف الخامس، واستبدال كتاب جديد به لا يتضمن وحدات أو فقرات تتعلق بالتاريخ النضالي والسياسي للشعب الفلسطيني.

واعتبر أن هذا القرار “يأتي ضمن مخطط لتصفية الفكر والإرث الوطني الفلسطيني الذي تحقق عبر تضحيات الشعب الفلسطيني على مدار العقود الماضية”.

محاولات متكررة لتغيير المناهج

وأكد البيان أن هذه المحاولة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق للأونروا أن أصدرت تعليمات مماثلة إلى دائرة المصادر التعليمية بهدف تغيير المناهج بشكل تدريجي.

وأشار المكتب إلى أن هذه الجهود تجسّدت في العديد من ورش العمل، أبرزها “مؤتمر البحر الميت”، الذي خلصت مخرجاته إلى تبنّي فكرة تعديل المناهج التعليمية بما يتماشى مع سياسات جديدة تتجاهل الهويّة الوطنية الفلسطينية.

وشدد المكتب التنفيذي على أن هذه الخطوات “تأتي في سياق أوسع يهدف إلى تقويض الرواية الفلسطينية وإضعاف الوعي الوطني لدى الأجيال الجديدة”.

مخاوف على قضية اللاجئين

وحذر المكتب “من المضي في تنفيذ هذا الملخص التصفوي للفكر والإرث الوطني، الذي تحقق بفعل تضحيات الشعب الفلسطيني، وشلال الدم المتدفق منذ نكبة فلسطين عام 1948، ولا يزال يكتب بمعاناة شعبنا وشهدائه ولن يتوقف حتى زوال الاحتلال الإسرائيلي”.

كما حذّر البيان من أن الأخطار المحدّقة بقضية اللاجئين الفلسطينيين لا تقتصر على المناهج التعليمية فقط، بل تتسع لتشمل مشاريع تهدف إلى تدمير مخيمات اللاجئين ضمن مخططات التهجير والترحيل القسري؛ مما يهدد مستقبل القضية الفلسطينية بأكملها.

وقال إنه خاطب مكتب المفوض العام “لوقف القرار”. وفي ختام البيان، دعت اللجان الشعبية في مخيمات اللاجئين، إلى متابعة العملية التعليمية ميدانيًّا داخل المدارس الواقعة في المخيمات، وتنظيم فعاليات احتجاجية رافضة لهذا القرار بمشاركة أهالي الطلاب والمؤسسات التعليمية، للتصدي لأي محاولة تهدف إلى طمس الهوية الوطنية الفلسطينية داخل المناهج الدراسية.

وتدير الأونروا 702 مدرسة ابتدائية وإعدادية في أقاليم عملياتها الخمسة: الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وتوفر التعليم الأساسي المجاني لحوالي 545 ألف طفل من لاجئي فلسطين، بحسب ما هو معلن على موقعها الإلكتروني.