ترامب يفرض عقوبات على “الجنائية الدولية”.. نتنياهو يحتفي والمحكمة ترد

وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، مرسومًا يقضي بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية لاتهامها بـ”مباشرة إجراءات قضائية لا أساس لها ضد الولايات المتحدة وحليفنا المقرّب إسرائيل“.

ويحظر النص الذي نشره البيت الأبيض دخول مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية وموظفيها وعناصرها إلى الولايات المتحدة، وكذلك أقرب أفراد عائلاتهم وكل من قدم مساعدة في تحقيقات المحكمة.

وتشمل العقوبات تجميد أصول هؤلاء الأشخاص جميعهم في الولايات المتحدة، ولم تعلن واشنطن أسماء الأفراد المستهدفين في الوقت الحاضر، ولم يتضح بعد مدى السرعة التي ستتحرك بها لإعلان أسماء الأفراد المشمولين بالعقوبات.

وتزامنت هذه الخطوة مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، التي أصدرت الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه بالإضافة لوزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت.

الجنائية الدولية ترد

من جانبها، أدانت المحكمة الجنائية الدولية العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة لأمر، معتبرة أنها تسبب في الإضرار بعملها القضائي “المستقل والمحايد”.

وأضافت في بيان، اليوم الجمعة “تقف المحكمة بحزم إلى جانب موظفيها وتتعهد بمواصلة توفير العدالة والأمل لملايين الضحايا الأبرياء للفظائع في جميع أنحاء العالم، في جميع الحالات التي تواجهها”.

ودعت الجنائية الدولية الدول الأطراف الـ125 والمجتمع المدني ودول العالم جميعها إلى الوقوف متحدين من أجل العدالة وحقوق الإنسان الأساسية.

تهديد وجودي

وقالت مصادر لـ”رويترز” الشهر الماضي إن المحكمة اتخذت إجراءات لحماية الموظفين من عقوبات أمريكية محتملة، إذ دفعت رواتب 3 أشهر مقدما واستعدت لقيود مالية قد تعرقل جهودها.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، حذرت رئيسة المحكمة القاضية توموكو أكاني من أن العقوبات من شأنها أن “تقوض عمليات المحكمة في جميع المواقف والقضايا، وتهدد وجودها ذاته”.

ردود واسعة

وحظي القرار الأمريكي بإشادة من إسرائيل، حيث وجّه نتنياهو الشكر لترامب، وكتب على “إكس”: “شكرًا للرئيس ترامب على الأمر التنفيذي الجريء الذي أصدرته بشأن المحكمة الجنائية الدولية. فهو سيدافع عن أمريكا وإسرائيل ضد المحكمة الفاسدة المناهضة لأمريكا والمعادية للسامية والتي لا تملك أي سلطة قضائية أو أساس لشن حرب قانونية ضدنا”.

وأضاف “لقد شنت المحكمة الجنائية الدولية حملة شرسة ضد إسرائيل كمحاولة تجريبية للتحرك ضد أمريكا. إن الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب يحمي سيادة البلدين وجنودهما الشجعان. شكرًا لك”.

وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على “إكس”: “أشيد بقوة بالأمر التنفيذي الصادر عن الرئيس ترامب بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية المزعومة”، معتبرًا أن قرارات الهيئة “لاأخلاقية وعارية عن أي أساس قانوني”.

في المقابل، حذّر رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا بأن هذه العقوبات قد تهدد استقلالية الهيئة، وكتب كوستا على “إكس” أن “فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية يهدّد استقلالية المحكمة ويقوّض المنظومة القضائية الجنائية الدولية بنطاقها الواسع”.

وأعربت هولندا التي تستضيف مقر الجنائية الدولية عن “أسفها” بعد إعلان المرسوم، وأكد وزير الخارجية كاسبار فيلدكمب عبر منصة “إكس” أن “عمل المحكمة أساسي من أجل المعركة ضد الإفلات من العقاب”.

والجنائية الدولية، التي تضم 125 عضوا، محكمة دائمة يمكنها محاكمة الأفراد بتهم جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وجريمة العدوان على أراضي الدول الأعضاء أو من قبل مواطنيها، والولايات المتحدة والصين وروسيا وإسرائيل ليست من أعضائها.

يذكر أنه خلال إدارة ترامب الأولى في عام 2020، فرضت واشنطن عقوبات على المدعية العامة آنذاك فاتو بنسودا وأحد كبار مساعديها على خلفية تحقيق المحكمة في جرائم حرب تواجه قوات أمريكية اتهامات بارتكابها في أفغانستان.

وجاءت المذكرات التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو وغالانت بعد قتل وإصابة عشرات الآلاف في قطاع غزة على مدار شهور، وتدمير واسع في الأحياء والبنى التحتية جراء القصف الإسرائيلي عبر الجو والبر والبحر.