“أسير ظلمات ثلاث”.. محمد براش يروي تجربة 22 سنة في “قبر” الاحتلال (فيديو)

روى الأسير المحرر محمد خميس براش تفاصيل تجربته القاسية في سجون الاحتلال طوال 22 عامًا، عانى خلالها الإهمال الطبي، إذ عاش بين ظلمات ثلاث: الأسْر، وفقدان البصر بعد ما سلبه الاحتلال نور عينيه بتركه بلا علاج، وعدم قدرته على المشي إثر بتر قدمه اليسرى.

وقال براش عقب خروجه، السبت، من سجون الاحتلال للجزيرة مباشر “اتهمني الإسرائيليون بقتل جنود، واعتقلوني في 18 فبراير/شباط 2003، وقضيت 22 سنة في السجن، لكن الحمد لله بفضل وخير شعبنا، أنا اليوم بين أبناء شعبنا الفلسطيني”.

“خرجتُ من قبر إلى الدنيا”

وعن وضعه الصحي، أوضح براش أنه لا يستطيع الرؤية كما أنه مبتور القدم اليسرى، مضيفًا أنه عانى طويلًا في السجون الإسرائيلية، لكنه أكد أن المعاناة اختفت بمجرد خروجه.

وتابع قائلًا “شعور لا يوصف، حتى الآن مش مستوعب إني أنا موجود، أنا خرجت من قبر إلى الدنيا بعد 22 عامًا (في السجن)”.

“ما في طب في السجون”

وعن الأوضاع الصحية للأسرى داخل السجون الإسرائيلية، قال براش “ما في طب في السجون بالمرة، طوال 22 سنة ما تلقيت علاجًا، فقط فحوصات وتقييم للوضع بلا علاج، فقط مسكنات ومسكنات”.

وأشار براش إلى أنه ترك شقيقه في السجن، مؤكدًا أن الأسرى لم يفقدوا الأمل في الخروج من سجون الاحتلال، وأضاف “كل أبنائنا وإخوانا الموجودين في السجون متأملين بالفترة القريبة جدّا جدّا يكونوا كلهم برّة، وأخويا نقلوه على سجن رامون، وهو متأمل كتير يكون بين أهله وأحبائه، زي ما أنا اليوم بين الأهل والأحبّة”.

“يتمنون الحرية”

وتابع “تركت خيرة أبناء شعبنا في السجون، تركت أحسن شباب، يتمنون الحرية كما تمنيت أنا الحرية ونلتها”.

وظهر السبت، أطلقت سلطات الاحتلال سراح 183 أسيرًا فلسطينيًّا ضمن الدفعة الخامسة للمرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وتم التوصل إليه بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.

وفي المقابل، قامت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بتسليم ثلاثة أسرى إسرائيليين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.