“العصابات لا تفعل هذا”.. الأسير المحرر ياسر الشرباتي يتحدث عن واقع سجون الاحتلال (فيديو)

وصف الأسير المحرر ياسر الشرباتي، ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون بأنها “ممارسات نازية” بقرار حكومي، على حد وصفه.

وقال الشرباتي، وهو من أبناء مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، للجزيرة مباشر: “الأسر انتزع مني مبدأ الحياة، ولكن أنا انتزعت منه معنى الحياة. كانت تجربة مأساوية لا يمكن تخيلها أو وصفها. على مدار الساعة كان هناك تنكيل وضرب بحق الأسرى، وتعنيف وإذلال وتجويع. لم أرَ في حياتي دولة تأخذ قرارًا بتجويع أسراها؛ حتى العصابات لا تمارس هذا الأمر”.

وأضاف الشرباتي، الذي قضى 22 عامًا في الأسر: “دولة تدّعي الديمقراطية والانتماء للعالم الأول، وتراعي حقوق الإنسان، تمارس ممارسات نازية بقرار حكومي”.

وتابع الشرباتي، الذي خرج ضمن الدفعة الخامسة من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة “الحرية هي حلم كل إنسان أسير. نحن نمتلك آفاقًا واسعة ونرى النور في نهاية النفق، ونؤمن أن الحرية هي المصير الحتمي لأي شعب محتل مهما طال الزمن”.

وأعرب الشرباتي عن تقديره لتضحيات الفلسطينيين في قطاع غزة الذين ساهموا في خروجه هو وغيره من الأسرى، قائلًا: “شعوري مختلط ما بين أن أرى دماء شعبي تسيل بهذا الحجم وبين أن أرى فرحة أهلي، ولكن لم يكن هناك خيار آخر. الحرية أيضًا شيء ثمين. الدماء والجماجم فوق ركام غزة تركت أثرًا كبيرًا في نفوسنا وفي تفكيرنا المستقبلي”.

رسالة الأسرى

ووجّه الشرباتي رسالة إلى المؤسسات الحقوقية والدولية قائلًا: “نطالب المؤسسات الحقوقية أن تنقذ الأسرى وترى أوضاعهم عن قرب، فهم لا يملكون خيار توجيه نداء استغاثة من داخل السجون. ربما توقّف إطلاق النار في غزة أو الضفة، لكن الجبهة ما زالت مفتوحة داخل السجون”.

وأكد الشرباتي أن التنكيل لا يزال مستمرًا داخل سجون الاحتلال بأساليب متجددة ومتطورة “تهدف إلى إلغاء إنسانية الإنسان”، موضحًا: “خلال السنة ونصف الماضية التي قضيتها أثناء فترة الحرب، كان طموحي الوحيد أن أُعامل كإنسان، وليس فقط أن أحصل على الماء والطعام. مصلحة السجون الإسرائيلية تحاول أن تُنسي الأسرى إنسانيتهم”.

وقالت الحاجة نهيل، والدة الشرباتي، إنها قضت ساعات عصيبة أثناء انتظارها عودة نجلها إلى منزل العائلة في مدينة الخليل.

فبعد تحرره من الأسر، استغرقت رحلته من رام الله إلى الخليل أكثر من 5 ساعات بسبب معاناة المرور عبر حاجز “الكونتينر” الذي يربط بين شمال الضفة وجنوبها.

لقاء الأهل

وفي لحظة مؤثرة، شاهدت الأم نجلها حرًا لأول مرة عبر شاشات التلفاز، لكنها لم تصدق أنه نال حريته حتى دخل المنزل، إذ تمكنت أخيرًا من رؤيته ولمسه بعد سنوات طويلة من الانتظار والشوق.

وقالت للجزيرة مباشر “أشعر وكأنه حلم، لا نصدق أنه قد عاد إلينا أخيرًا. الحرية ثمنها كبير. لم نصدق عودته حتى رأيناه. كنت دائمًا على يقين بأن الله سيمنحنا هذا، وأنه سينال حريته قريبًا. شعوري هو شعور الأم التي اشتاقت لنجلها بكل تفاصيله، هذا لا يمكن وصفه. سنحاول تعويضه عن السنوات التي فاتت وهو في ظلمات الأسر”.

لكن الاحتلال سرعان ما سعى لتنغيص فرحة أسرة الشرباتي حيث اقتحمت قواته المنزل بعد ساعات قليلة من وصوله مساء السبت، وألقى جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع على المواطنين الذين تجمعوا للاحتفال بتحرره، ما تسبب في حالات اختناق بين الحاضرين.

وكان الشرباتي قد اعتقل في فبراير/شباط عام 2003، وصدر بحقه حكم بالسجن 3 مؤبدات، ووُصف حينها بأنه أحد قادة كتائب شهداء الأقصى، الجناح المسلح لحركة فتح، في محافظة الخليل. واتُهم الشرباتي بالمشاركة في عمليات أدت إلى مقتل وإصابة عدد من المستوطنين.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان