“من يخرج كأنه ولد من جديد”.. محمد أبو صبرا يروي تجربته المروعة في سجون الاحتلال (فيديو)

روى الأسير المحرر محمد أبو صبرا تجربته المروعة مع الإهمال الطبي والضرب والتعذيب والتجويع خلال السنوات التي قضاها في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وقال أبو صبرا للجزيرة مباشر “حُرِمْنا من كل شيء له علاقة بالإنسان والإنسانية، ولكن لم يستطيعوا أن يحرِمونا من الإيمان بالله، نحن ننتمي إلى هذا الشعب العظيم، بينما لا يعرفون الإنسان ولا الإنسانية”.

“الأمل في معانقة الحرية”

وأضاف الأسير المحرر “كنا نعجز عن الحصول على حبة (كامول)، ونتعرض للضرب والتجويع والبرد والاقتحامات الليلية والنهارية. كل هذا كان يؤلمنا، ولكن في نفس الوقت كان لدينا أمل في معانقة الحرية”.

وتحدث أبو صبرا عن حالته الصحية قائلاً “لم تكن الحالة المرضية مقتصرة عليّ فقط بل شملت جميع الأسرى، والكل يحتاج إلى علاج بلا استثناء. أطلقت عليّ ثلاث طلقات نارية في مناطق مختلفة من جسدي: في حوضي، في ساقي، وفي بطني. تعرضت لإصابات نتج عنها كسور في الحوض والساق، ووضعوا لي بلاتين، ما تسبب لي في إعاقة دائمة”.

وأشار إلى أن تلك الإصابات حدثت عندما حاول مواجهة العدو الإسرائيلي بطعن أحد جنودهم، فأطلقوا النار عليه حينها.

“منعوا عني الأدوية”

وأضاف قائلاً “مُنعت عني الأدوية داخل السجن، التي كانت تخفف آلام إصابتي، بجانب أمراض أخرى أعاني منها مثل السكري والضغط ومشاكل في دقات القلب”.

وتابع “كل هذه المعاناة كنا نعيشها داخل السجون على أمل وجود إنسانية لتقديم العلاج لنا. حتى الذهاب إلى العيادة كان يتطلب نقلي إلى سجن آخر، ما كان يعرضني للضرب المبرح”.

“كأنه يولد من جديد”

وأكد أبو صبرا أن “من يخرج من هذا الجحيم كأنه يولد من جديد، كما حدث لي. مارسوا علينا سياسة التجويع، لم نكن نعرف الطعام الحلو ولا المالح داخل السجن. الشباب كانوا يسقطون على الأرض من شدة الدوار لأنه لم يكن هناك سكر ولا ملح”.

وختم قائلاً “الحرية ليست مجرد شعور، بل تعني الحياة، تعني الإنسان، تعني الحقوق، حق الإنسان”.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت محمد إسماعيل أبو صبرا في 17 من مايو/أيار عام 2022، بعد إطلاق النار عليه أمام حاجز حوارة العسكري جنوب نابلس بالضفة الغربية، أثناء محاولته تنفيذ عملية طعن لأحد الجنود الإسرائيليين.

وأطلقت سلطات الاحتلال، ظهر السبت، سراح 183 أسيرا فلسطينيا ضمن الدفعة الخامسة للمرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل الذي دخل حيز التنفيذ في 19 من يناير/كانون الثاني الماضي، والذي تم التوصل إليه بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.