ردود دولية واسعة على أحداث الساحل السوري.. وأمريكا وروسيا تطلبان عقد جلسة لمجلس الأمن

وقفة احتجاجية ضد قتل المدنيين وقوات الأمن في أعقاب اشتباكات بينها وبين فلول نظام المخلوع بشار الأسد في ساحة المرجة بدمشق
وقفة احتجاجية ضد قتل المدنيين وقوات الأمن في أعقاب اشتباكات بينها وبين فلول نظام المخلوع بشار الأسد في ساحة المرجة بدمشق (رويترز)

نددت الأمم المتحدة وواشنطن وعواصم أخرى بمقتل مئات المدنيين في محافظات الساحل السوري داعية الإدارة الجديدة في البلاد إلى وضع حد لذلك.

ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين قولهم، مساء الأحد، إن الولايات المتحدة وروسيا طلبتا من مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع مغلق، يوم الاثنين، لبحث تصاعد العنف في سوريا.

والخميس الماضي، شهدت محافظتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان توترا أمنيا على وقع هجمات منسقة من فلول نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، هي الأعنف منذ سقوطه، على دوريات وحواجز أمنية، أوقعت قتلى وجرحى.

وإثر ذلك نفذت قوى الأمن والجيش عمليات تمشيط ومطاردة للفلول، تخللتها اشتباكات، وسط تأكيدات حكومية باستعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل، وبدء ملاحقة الفلول وضباط النظام البائد في الأرياف والجبال.

وفي وقت سابق الأحد، تعهّد الرئيس السوري أحمد الشرع، بمحاسبة كل من “تورط في دماء المدنيين”، بعد اشتباكات بين قوات الأمن ومجموعات رديفة لها، ومسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد في غرب البلاد، قتل خلالها مئات بينهم مدنيون.

محاسبة “مرتكبي المجازر”

وأدان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ما سماه “مجازر” ترتكب بحق أقليات في سوريا، وحضّ السلطات الانتقالية على محاسبة المسؤولين عنها.

وجاء في بيان لروبيو أن “الولايات المتحدة تدين الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين، بمن فيهم الجهاديون الأجانب الذين قتلوا الناس في غرب سوريا في الأيام الأخيرة”.

وتابع “تقف الولايات المتحدة مع الأقليات الدينية والإثنية في سوريا، بما في ذلك المجتمعات المسيحية والدرزية والعلوية والكردية، وتقدّم تعازيها في الضحايا لأسرهم”.

برلين تعرب عن صدمتها

ألمانيا وصفت تقارير تفيد بمقتل المئات في الساحل السوري بأنها “صادمة”، وقالت الخارجية الألمانية في بيان “تقع على عاتق الحكومة الانتقالية مسؤولية منع وقوع مزيد من الهجمات والتحقيق في الحوادث ومحاسبة المسؤولين عنها”.

الخارجية الألمانية دعت “جميع الأطراف إلى وقف العنف فورًا، وقالت: بعد عقود من إرهاب نظام الأسد، لا يمكن تحقيق السلام المجتمعي إلا بإنهاء العنف، مما يمهد الطريق لعملية سياسية شاملة تضمن السلام والاستقرار الدائمين في سوريا”.

البيان أضاف أن “مستقبل سوريا يجب أن يكون بيد جميع السوريين، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو جنسهم، بعيدًا عن أي تدخلات أجنبية تهدد استقرار البلاد”.

إسبانيا تطالب بمحاكمة المتورطين

وزارة الخارجية الإسبانية قالت إن “الحكومة الإسبانية تشعر بالقلق إزاء أحداث العنف التي تشهدها بعض مناطق سوريا خلال الأيام الأخيرة”.

وأكدت في بيان لها “ضرورة التحقيق في هذه الأحداث، وعدم ترك المتورطين دون محاسبة”.

البيان، شدد كذلك على ضرورة حل جميع الخلافات بطرق سلمية، مؤكدا دعم إسبانيا لانتقال سياسي سلمي وشامل بمشاركة جميع المواطنين السوريين.

لندن تندد

وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي قام بالتنديد بما سماه “المجازر المروعة” بحق المدنيين غربي سوريا.

لامي كتب على منصة إكس “على السلطات في دمشق أن تضمن حماية جميع السوريين وتحدد مسارا واضحا للعدالة الانتقالية”.

الأمم المتحدة: يجب وقف القتل فورا

الأمم المتحدة قالت في بيان للمفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك إنها تتلقى تقارير “مقلقة للغاية” بشأن ما سمته “مقتل عائلات بأكملها في شمال غرب سوريا، ودعت إلى وقف فوري للعنف”.

تورك قال “إثر سلسلة هجمات منسقة شنها عناصر تابعون للحكومة السابقة ومسلحون محليون آخرون، تلقينا تقارير مقلقة للغاية تحدثت عن مقتل عائلات بكاملها تضم نساء وأطفالا”.

تورك أضاف “ينبغي إجراء تحقيقات سريعة وشفافة ومحايدة في كل الجرائم والانتهاكات الأخرى، ويجب محاسبة المسؤولين عنها انسجاما مع معايير القانون الدولي وقواعده”.

الاتحاد الأوروبي يدين هجمات فلول الأسد

في بيان صادر عن متحدثة الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي أنيتا هيبر، قالت “يدين الاتحاد الأوروبي بشدة الهجمات الأخيرة على قوات الحكومة المؤقتة التي ورد أن عناصر من نظام الأسد نفذتها في الساحل السوري، والعنف ضد المدنيين”.

البيان أكد “ضرورة حماية المدنيين في جميع الظروف بشكل يظهر الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي”.

البيان دعا “جميع الأطراف الخارجية إلى الاحترام الكامل لسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، مبينًا أن الاتحاد الأوروبي يدين جميع المحاولات التي تعرض الاستقرار والانتقال السلمي الدائم في البلاد للخطر”.

باريس “تندد بالتجاوزات”

الخارجية الفرنسية دعت في بيان “السلطات السورية الانتقالية إلى ضمان إجراء تحقيقات مستقلة تكشف كامل (ملابسات) هذه الجرائم، وإدانة مرتكبيها”.

الخارجية كررت “تمسكها بانتقال سياسي سلمي وجامع بمعزل عن التدخلات الخارجية، يكفل حماية التعددية الإثنية والطائفية في سوريا”، مؤكدة أن هذا الأمر هو “السبيل الوحيد لتجنب إغراق البلاد في التفكك والعنف، وعدم توفير أي جهد لتحقيق هذه الغاية”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان