أشاد بحماس ثم تراجع تحت الضغط.. آدم بولر يشعل جدلا واسعا في إسرائيل (شاهد)

المبعوث الأمريكي لشؤون الأسرى الإسرائيليين في غزة

أثار المبعوث الأمريكي لشؤون الأسرى آدم بولر، جدلًا واسعًا بعدما صرّح بأن “رجال حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ليسوا وحوشًا لديهم قرون، بل رجال طيبون”، وهو تصريح اعتُبر ضربة قوية للسردية التي روّجت لها إسرائيل لسنوات عن الحركة واصفة إياها بأنها “تنظيم متوحش”.

ولم يكن التصريح الذي أطلقه بولر عبر مقابلة مع شبكة (سي إن إن)، مجرد كلمات عابرة، بل تسبّب في غضب إسرائيلي عارم، خاصة بعدما كشف بولر أن الولايات المتحدة أجرت مفاوضات مع حماس مطلع مارس/آذار الجاري دون تنسيق مسبق مع تل أبيب.

ودفعت الصدمة الإسرائيلية من حديث بولر، صحيفة معاريف إلى انتقاد المبعوث الأمريكي اليهودي بشدة، واصفة موقفه بأنه “إدارة ظهر لإسرائيل”، واعتبرته “خيانةً” لموقفها الرسمي.

تراجع تحت الضغط الإسرائيلي

وبعد موجة الغضب التي أثارتها تصريحاته، تعرّض بولر لضغوط إسرائيلية مكثّفة دفعته إلى التراجع العلني عن موقفه، إذ نشر تدوينة عبر منصة إكس قال فيها “أريد أن أكون واضحًا تمامًا، لأن البعض أساء الفهم، حماس منظمة إرهابية قتلت الآلاف من الأبرياء، وأفرادها بحكم التعريف أشخاص سيئون. وكما قال الرئيس ترامب، لن يكون أي عنصر من حماس في أمان إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن فورًا”.

ورغم هذا التراجع، لم ينجح بولر في تهدئة الغضب الإسرائيلي، حيث تباينت الردود داخل إسرائيل بين من رأى أنه تراجع متأخر وغير كافٍ، ومن اعتبر أن التصريحات الأولى كشفت عن موقف أمريكي مختلف عن الرواية الإسرائيلية بشأن حركة حماس.

انقسام داخل إسرائيل

وجاءت الردود الإسرائيلية على تصريحاته الأولى، ثم تراجعه اللاحق، متباينة. إذ اعتبر بعض الإسرائيليين أن حديثه عن عدم امتلاك مقاتلي حماس “قرونًا” يعكس سذاجة سياسية غير مقبولة، فيما رأى آخرون أن تصريحاته الأولى كانت أكثر صدقًا من تراجعه اللاحق.

وكتب يوناتان متسائلًا “هل بولر يعبر عن موقف الإدارة الأمريكية فعلًا أم أنه يتحدث بآرائه الشخصية؟ هذه تصريحات صادمة من مسؤول بهذا المستوى!”. بينما قالت إيلان “أنا أتمسك بمقابلته الأولى، لن يجدي نفعًا أن يقول لاحقًا إن كلامه أُخرج من سياقه!”.

ومن بين النقاط التي لفتت الانتباه في مقابلة بولر، استخدامه لمصطلح “أسرى” للإشارة إلى المختطفين الإسرائيليين، وهو ما اعتبره بعض الإسرائيليين تغييرًا في الخطاب الأمريكي التقليدي. وكتبت ليان ديفيد “الأمر ليس مجرد زلّة لسان، بل رسالة ضمنية إلى نتنياهو بأن ترامب فقد الثقة به، وهذا حدث بسرعة البرق!”.

وفي المقابل، رأى البعض أن إجراء محادثات مباشرة مع حماس ليس مستغربًا، وعلّق أوفير قائلًا “لا فرق بين التفاوض المباشر أو عبر وسيط. في النهاية، يجب فعل كل ما يلزم للإفراج عن المختطفين”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان