أوكرانيا تقبل مقترحا أمريكيا بهدنة مع روسيا.. تفاصيل المحادثات بين واشنطن وكييف في جدة (فيديو)

قالت الولايات المتحدة وأوكرانيا في بيان مشترك إن كييف وافقت على قبول وقف لإطلاق النار على الفور لمدة 30 يوما في الحرب مع روسيا خلال محادثات مع مسؤولين أمريكيين في السعودية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو للصحفيين بعد محادثات استمرت أكثر من 8 ساعات في مدينة جدة السعودية، في مسعى لوقف الحرب الروسية على أوكرانيا التي دامت أكثر من 3 أعوام “سننقل هذا العرض الآن إلى الروس، ونأمل أن يوافقوا على السلام. الكرة الآن في ملعبهم”، في حين قال مستشار الأمن القومي مايك والتز إنه سيتحدث إلى نظيره الروسي.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsلافروف: روسيا مستعدة للحوار مع أوكرانيا (شاهد)
أول تعليق من زيلينسكي بعد وقف المساعدات العسكرية الأمريكية.. ورئيس الوزراء الأوكراني يتعهد بالصمود
أول تعليق من الكرملين على وقف المساعدات الأمريكية ونائب أوكراني يتقدم رسميا لعزل زيلينسكي
وأضاف روبيو للصحفيين في إشارة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد صدور البيان “أراد الرئيس أن تنتهي هذه الحرب أمس، لذا نأمل أن يقول الروس ‘نعم’ في أسرع وقت ممكن، حتى نتمكن من الوصول إلى المرحلة الثانية من هذا، وهي المفاوضات الحقيقية”.
وأعرب والتز عن أمله في “إنهاء الحرب بأوكرانيا بعد أن قبلت كييف اقتراح الهدنة مع روسيا وخوض مفاوضات فورية”.
وتابع “لقد انتقلنا من مسألة ما إذا كانت الحرب ستنتهي إلى كيفية إنهائها”، مضيفا أن ترامب “حرّك الحوار العالمي بأكمله”.
وعلى الفور، أعلنت الولايات المتحدة الاستئناف الفوري للمساعدات الأمنية والاستخبارية لأوكرانيا.
ولم يكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حاضرا، وحضر بالنيابة عنه وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها ووزير الدفاع رستم عميروف ورئيس المكتب الرئاسي أندريه يرماك.
ترامب سيتحدث إلى بوتين
من جانبه، أعلن ترامب أنه سيتحدث على الأرجح مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع، بعدما أيدت أوكرانيا مقترحا أمريكيا لوقف إطلاق النار وإجراء محادثات مع روسيا لإنهاء الحرب.
وأشار ترامب إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيكون موضع ترحيب في البيت الأبيض، على الرغم من مشادة كلامية حادة وقعت بينهما في 28 فبراير/شباط الماضي.
بدوره، أشاد زيلينسكي بالمحادثات التي جرت مع الفريق الأمريكي، واصفا إياها بـ”البناءة”، وشكر ترامب على جهوده الداعمة.
وأكد زيلينسكي أن “مقترح وقف إطلاق النار يمثل خطوة إيجابية”، وأن بلاده “وافقت على وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما”.
لكنه شدَّد على “ضرورة أن يشمل المقترح الخطوط الأمامية للصراع وليس فقط العمليات الجوية والبحرية، لضمان تحقيق تهدئة شاملة على الأرض”.
كما أكد الرئيس الأوكراني أن “موقف بلاده واضح، فهي تسعى إلى السلام بأسرع وقت ممكن، لكن بشرط أن يكون سلاما دائما يمنع عودة الحرب مجددا”.
وطالب زيلينسكي بـ”ضرورة تحرير الأسرى العسكريين والمدنيين، واسترداد الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا إلى روسيا”، لافتًا إلى أن ذلك “جزء أساسي من أي اتفاق مستقبلي”.
كما أشار إلى أن إعلان الولايات المتحدة استعدادها لاستئناف المساعدات يمثل “خطوة إيجابية”، مؤكدا أن بلاده “ستواصل الدفاع عن استقلالها وحماية أرواح شعبها”.
“الكرة في ملعب روسيا ونسعى لضمانات قوية”
من جانبه، صرَّح كبير مساعدي الرئيس الأوكراني أندريه يرماك بأن “مقترح وقف إطلاق النار سيشكل اختبارا لنيات روسيا بشأن السلام”، موضحا أن “هناك فرصة حقيقية للتحرك نحو الهدنة، لكن الأمر يعتمد على التزام الجانب الروسي”.
وشدَّد يرماك على “ضرورة وجود ضمانات قوية لتنفيذ أي اتفاق”، مشيرا إلى أن “أوكرانيا لديها تجارب سيئة سابقة في هذا الشأن، مما يستدعي وجود آليات رقابة صارمة لضمان الالتزام بأي اتفاق مستقبلي”.
وكشف المسؤول الأوكراني عن “مناقشة خيارات مختلفة للضمانات الأمنية مع الولايات المتحدة خلال المحادثات الأخيرة”.
وأشار يرماك إلى أن “كييف أكدت نيتها توقيع اتفاق مع واشنطن بشأن المعادن”، واصفا المحادثات الأخيرة مع الأمريكيين بأنها “حوار بين شريكين”، مما يعكس طبيعة العلاقة الوثيقة بين الجانبين.
وأكد يرماك أن “على العالم إدراك أن أوكرانيا لم تبدأ هذه الحرب، لكنها مستعدة للسلام العادل والدائم”.
وأشار إلى أن “المباحثات الأخيرة تناولت المبادئ التي يمكن أن تقود إلى اتفاق سلام شامل، يضمن استقرار المنطقة على المدى الطويل”.
في سياق متصل، شدَّد وزير الدفاع الأوكراني على أهمية استمرار الدعم الأمريكي، مؤكدا أن ذلك يُعَد عاملا أساسيا للحفاظ على قدرات أوكرانيا الدفاعية، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الحالية.