الهند.. اشتباكات بين مسلمين وهندوس بعد شائعات عن حرق القرآن (فيديو)

شهدت إحدى مدن ولاية ماهاراشترا غربي الهند اشتباكات طائفية بين مجموعات من الهندوس والمسلمين بعد انتشار شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي، أول أمس الاثنين، عن حرق المصحف خلال احتجاجات نظمتها جماعات هندوتفا الهندوسية المتطرفة.
ونظم نحو 200 عضو من جماعتي “باجرانج دال” و”فيشوا هندو باريشاد” الهندوسيتين المتطرفتين احتجاجًا، في مدينة ناجبور بالولاية، طالبوا فيه بإزالة ضريح الملك المغولي المسلم أورنجزيب (1619-1707) من منطقة خلدأباد في أورانجاباد. وخلال الاحتجاج، أحرق المحتجون دمية تمثل الملك أورنجزيب.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في الهند مقطع فيديو يُظهر الدمية المحترقة وهي مغطاة بغطاء مكتوب عليه “آيات إسلامية”، ما أثار شائعات عن حرق المصحف، الأمر الذي أدى إلى غضب واسع بين المسلمين. ومع تصاعد التوتر، بدأت أعمال رشق بالحجارة بين الجانبين.
وقالت السلطات إن الاشتباكات أسفرت عن إحراق عدة مركبات وإصابة ما يقرب من 40 شخصا، أغلبهم من الشرطة.
وردّت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع واستخدام العصي لتفريق الحشود الغاضبة في منطقتي “تشيتنيس بارك” و”ماهال”، حتى مع انتشار أعمال العنف إلى مناطق أخرى مثل “كوتوالي” و”جانشباث.
وفرضت السلطات حظر تجوال في بعض أنحاء مدينة ناجبور. وأصدر رافيندر سينغال، مفوض شرطة ناجبور، قرارًا بفرض قيود على الحركة مساء الاثنين، وقالت الشرطة إن القيود ستظل سارية حتى إشعار آخر.
هناك لعبة تُلعب
وألقت الشرطة القبض على أكثر من 50 شخصًا خلال عمليات تمشيط ليلية، وقالت السلطات إنها تراقب العديد من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي.
وحمّل قادة من المعارضة والمنظمات الإسلامية الحكومة، التي يقودها حزب بهاراتيا جاناتا، مسؤولية انهيار القانون والنظام في الولاية.
وتساءل باوان خيرا، وهو زعيم بارز في حزب المؤتمر المعارض، عن سبب عدم قيام الحكومة باتخاذ ترتيبات كافية للحفاظ على القانون والنظام خلال احتجاجات جماعات الهندوتفا المطالبة بإزالة ضريح أورنجزيب.
وقال خيرا: “اندلع الشغب في منطقة ماهال في ناجبور، مسقط رأس رئيس وزراء ولاية ماهاراشترا. ناجبور مدينة عمرها 300 عام. وفي تاريخها الممتد، لم تحدث أي أعمال شغب في ناجبور. يجب علينا جميعًا أن نسأل لماذا حدث هذا الآن؟”
وناشد خيرا الأهالي، باسم حزب المؤتمر الذي يمثله، بالحفاظ على السلام، وأضاف: “هناك لعبة تُلعب، ويُحوَّل تاريخ عمره 300 عام إلى قضية. لا تقعوا ضحية لهذه اللعبة، حافظوا على السلام، فهذا في مصلحتنا. بعض الأحزاب السياسية تستفز الناس وتعتقد أن مصالحها السياسية تكمن في ذلك. علينا أن نتجنب مثل هذه السياسات. السلام هو الأهم بالنسبة لنا”.
إدانة للعنف الطائفي
وأدانت “جماعة الإسلام الهندية” (جماعة إسلامي هند) العنف الطائفي، واتهمت حكومة حزب بهاراتيا جاناتا بإعطاء الضوء الأخضر للعناصر المتطرفة والمعادية للمجتمع لإلقاء خطابات الكراهية.
وقال مالك معتصم خان، نائب رئيس الجماعة، في بيان الثلاثاء: “فشلت الحكومة المحلية تمامًا في فهم الوضع والتعامل مع أولئك الذين كانوا يثيرون الفتنة عبر استخدام التاريخ سلاحا وعبر التحريض على الفتنة الطائفية. يبدو أن شرطة ماهاراشترا قد طُلب منها التغاضي عن العناصر المعادية للمجتمع التي تلقي خطابات الكراهية. هذا الأمر يفسد الأجواء السلمية في الولاية، ومن المؤكد أنه سيؤدي إلى العنف الطائفي”.
وأضاف خان: “ندعو السلطات إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد المسؤولين عن التحريض على الكراهية والإخلال بالوئام المجتمعي. ونناشد سكان ولاية ماهاراشترا، لا سيما سكان ناجبور، بالحفاظ على السلام وعدم الانجرار وراء استفزازات العناصر المعادية للمجتمع. أفضل رد على هذه التكتيكات الانقسامية هو الوحدة وضبط النفس”.
ويشن متطرفون هندوس حملة دعائية واسعة ضد الملك المغولي المسلم أورنجزيب، الذي حكم الهند بين عامي 1658 و1707، متهمينه باضطهاد الهندوس، وهي اتهامات يرفضها مسلمو الهند، الذين يعتبرونه واحدا من أعظم من حكام البلاد.
وتشهد الهند توترات متزايدة بين المسلمين والهندوس، وسط مناخ عام من السياسات المعادية للمسلمين في الهند، منذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا اليميني المتطرف إلى الحكم بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي عام 2014.