تحركات لاحتواء التوتر الأمني في جرمانا السورية.. ونتنياهو يوجه الجيش الإسرائيلي للتدخل (فيديو)

قال مراسل الجزيرة مباشر إن وساطات تجري بين أهالي مدينة جرمانا السورية والأجهزة الأمنية، يقودها وجهاء من محافظة السويداء، لاحتواء التوترات الأمنية التي اندلعت في المدينة.

وخلال الساعات الأخيرة، شهدت جرمانا “توترات أمنية افتعلتها إحدى الميليشيات التي ترفض التخلي عن سلاحها”، حسب وزارة الداخلية السورية.

وأدَّت التوترات الأمنية إلى مقتل أحد أفراد الأمن السوري “على يد ميليشيا مسلحة مرتبطة بالنظام السابق تدعى درع جرمانا”، حسب المصدر ذاته.

ودخلت إسرائيل على خط التوترات الأمنية في جرمانا، بعدما أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع في حكومته يسرائيل كاتس، تعليمات لجيش الاحتلال بالاستعداد لحماية المدينة الواقعة بضواحي العاصمة السورية دمشق، التي وصفها بالدرزية.

يأتي ذلك في تصعيد جديد من حكومة نتنياهو ضد الإدارة الجديدة في سوريا، التي تطالب بوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لسيادة البلاد.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن “نتنياهو وكاتس وجَّها الجيش لحماية منطقة جرمانا الدرزية، التي تقع على بُعد نحو 60 كيلومترًا من الحدود الإسرائيلية”.

وأشارت الهيئة إلى أن مكتب نتنياهو هدد عبر بيان بـ”عدم السماح للإدارة الجديدة في سوريا بالمساس بالدروز هناك”.

وقال كاتس في بيان أصدرته وزارته “لن نسمح للنظام الإرهابي الإسلامي المتطرف في سوريا بإيذاء الدروز”.

وأضاف “إذا هاجم النظام الدروز فإنه سيتحمل عواقب من جانبنا. أصدرنا أوامرنا للجيش بالاستعداد وإرسال تحذير صارم وواضح: إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه”، في إشارة إلى احتمال تدخُّل إسرائيل لحماية أبناء الطائفة الدرزية في المنطقة.

لم نطلب الحماية

وردًّا على الإعلان الإسرائيلي بشأن الأحداث في جرمانا، أكد وجهاء المدينة تمسُّكهم بوحدة سوريا، ورفضهم أي محاولات خارجية لاستغلال الأوضاع الأمنية في المنطقة.

وشدَّد ربيع منذر، عضو مجموعة العمل الأهلي في جرمانا، على أن أبناء المنطقة “عرب سوريون متمسكون بأرضهم ولم يطلبوا حماية من أحد”، مؤكدًا أن العمل جارٍ لتسليم المتورطين في حادث إطلاق النار إلى السلطات السورية.

وفي تصريحات للإخبارية السورية، أضاف منذر “الإدارة السورية سترد على تصريحات نتنياهو ووزير دفاعه كاتس”، مشيرًا إلى أن أبناء جرمانا لن يسمحوا باستخدامهم ذريعة لأي تدخل خارجي.

وتُعَد جرمانا مدينة متنوعة ديموغرافيا، إذ تضم نسيجًا سكانيًّا من الدروز والمسيحيين والمسلمين (سُنة وشيعة).

وتؤكد السلطات الجديدة في سوريا حقوق كل الطوائف، وتشدد على عدم المساس بها في إطار وطن موحد، وتقول إن المشكلة في جرمانا وبعض مناطق البلاد ليست مع طائفة إثنية معيَّنة، وإنما مع الميليشيات التي ترفض التخلي عن السلاح، وتواصل إثارة القلاقل الأمنية.

الأمن السوري يلاحق مطلوبين في جرمانا بعد مقتل أحد أفراده

بدورها، أصدرت الداخلية السورية بيانًا أوضحت فيه تفاصيل الاشتباكات التي شهدتها مدينة جرمانا. وقال مدير أمن ريف دمشق، المقدم حسام الطحان، إن الاشتباكات اندلعت بعد أن أوقفت مجموعة تُعرف باسم “درع جرمانا” أفرادًا من وزارة الدفاع السورية عند أحد الحواجز، ومنعتهم من دخول المدينة وهم مسلحون.

وأضاف الطحان “بعد تسليم أسلحتهم، تعرَّض الجنود السوريون للضرب والشتائم من قِبل عناصر الحاجز، قبل استهداف سيارتهم بإطلاق نار مباشر، ما أدى إلى استشهاد أحدهم وإصابة آخر، والذي تم أسره لاحقًا من قِبل المجموعة المسلحة”.

وذكر البيان “الحادث تبعه هجوم على قسم الشرطة في المدينة، حيث تم طرد عناصر الشرطة وسط إطلاق الشتائم وسلب أسلحتهم”.

وأوضح الطحان أن مجموعة “درع جرمانا” أنكرت في البداية احتجاز الجندي السوري المصاب، لكنها أعادته لاحقًا بعد تدخُّل وجهاء المنطقة.

وأكدت السلطات السورية أنها تواصل جهودها بالتعاون مع الوجهاء لملاحقة جميع الضالعين في حادث إطلاق النار، كما تسعى لإعادة أفراد الشرطة إلى قسمهم الأمني.

وشدَّد البيان على أن الحكومة السورية لن تسمح لأي جهة بالمساس بوحدة البلاد، مؤكدة أن المشكلة تقتصر على الضالعين في الهجوم، داعية الجميع إلى عدم الانجرار وراء أعمال تهدد الأمن والاستقرار في سوريا.

إضعاف القبضة الأمنية وإثارة الفوضى

وخلال الفترة الماضية، كثفت وزارة الداخلية السورية عملياتها الأمنية في مختلف المحافظات، مستهدفة فلول نظام الأسد المخلوع، الذين كثفوا تحركاتهم في بعض المناطق.

وشهدت مناطق عدة، ولا سيما في ريف دمشق وحمص وطرطوس، عمليات أمنية واسعة أسفرت عن اعتقال عدد من المسلحين، وتحييد آخرين خلال اشتباكات مباشرة.

وتؤكد التقارير الأمنية أن هذه المجموعات عملت على استهداف قوات الجيش والأمن السوري في محاولة لإضعاف القبضة الأمنية وإثارة الفوضى، مستغلة طبيعة بعض المناطق الجغرافية الصعبة للاختباء وإعادة تنظيم صفوفها.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان