ظاهرة “رفض التجنيد” تشعل جدلا واسعا داخل إسرائيل (شاهد)

لم تخمد بعد، نار الجدل الذي اجتاح المنصات الإسرائيلية، بعد أن فصل جيش الاحتلال ضابطين احتياطيين بسبب رفضهما الالتحاق بالخدمة العسكرية، حيث جاء القرار بعد منشورات عبر منصة “إكس”، ما أثار موجة من ردود الفعل بين المؤيدين والمعارضين.

وفيما يتعلق بالضابط الأول، ميخائيل مئير، فقد كتب منشورًا قال فيه “التحقت بالجيش لأداء الخدمة في الاحتياط لحماية شعبي، لكن الآن لا يمكنني المشاركة في القتال تحت قيادة مجموعة من الخونة القذرين”، وأثارت هذه الكلمات الكثير من الجدل، حيث وصف مئير القيادة الإسرائيلية بهذا الوصف، ما دفع الجيش لفصله عن الخدمة الاحتياطية.

وعقب قرار الفصل، كتب مئير منشورًا آخر، أكد فيه تمسّكه بكل كلمة كتبها، وأضاف “طاعتكم العمياء هي الوقود الذي يستخدمونه لحرق الدولة”، وعزّز هذا الموقف من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اجتذب منشوره تفاعلًا واسعًا من قبل الإسرائيليين.

وتباينت ردود فعل المدونين الإسرائيليين، حيث كتب بعضهم تعليقات تدعم موقف الضابط المفصول، فعلى سبيل المثال، أشار إيريز تورجمان إلى أن الضابط اختار إنقاذ الدولة بدلًا من تأييد الحكومة. بينما اعتبر كفير برافدا أن الجيش يطرد كل من يعارض الحكومة، فيما قال يوآف إن المسؤولية الحقيقية هي في عدم التعاون مع الحكومة الحالية.

رفض الالتحاق بالخدمة العسكرية

وفي جانب آخر من الجدل، رفض العديد من الجنود الإسرائيليين الالتحاق بالخدمة العسكرية، حيث أعرب بعضهم عن قناعتهم بأن خدمة الجيش الحالي تعني “دعم سياسة الحكومة، وليس الدفاع عن الشعب”، وفي السياق، عبّرت إيلا غرينبرغ عن موقفها الرافض للتجنيد، رغم أنها مهددة بالسجن بسبب ذلك، وأعلنت عن رفضها للالتحاق بالجيش الإسرائيلي.

وفي وقتٍ لاحق، نشطت العديد من الأصوات الرافضة لسياسات الحكومة الإسرائيلية، حيث عبّر المحامي آميت بشير، عن “مطالبات الشعب الإسرائيلي بعودة الأسرى”، مؤكدًا ضرورة العودة إلى الديمقراطية، كما عبّر ناشطون آخرون عن رفضهم للقتل الجماعي للأطفال في غزة، مطالبين بالتحرك نحو إنهاء هذه السياسات.

عزوف جنود الاحتياط عن الخدمة

وكانت تساؤلات عدة قد أثيرت على منصات التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، حول جنود الاحتياط الذين سيتعين عليهم الالتحاق بالخدمة العسكرية، في ظل تقارير تشير إلى عزوف العديد منهم عن المشاركة في القتال مع استئناف الحرب على غزة، وتصاعدت هذه الدعوات إلى الامتناع عن القتال بعد إعلان عدد من الضباط الاحتياطيين رفضهم العودة إلى الخدمة.

وكان من أبرز هذه الحالات الضابط ألون غور، الذي أعلن عن رفضه العودة للخدمة الاحتياطية، وقال في رسالة نشرها “تم تجاوز الحدود، القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل تخلت عن مواطنيها، وقدمت اعتبارات سياسية على حساب حياة البشر”، وأدت هذه الرسالة إلى فصل غور من الجيش الإسرائيلي، ليصبح اسمه من بين الأكثر تداولًا على منصات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية.

وتعليقًا على رفض غور للخدمة، كتب الناشط ألون ليغرين قائلًا “يجب على كل طيار أن يسأل نفسه لماذا يفعل ما يفعله، هل قصف الأطفال في غزة يخدم أمننا؟ أم أنه مجرد خدمة لبنيامين نتنياهو؟”، وأكد الناشط يوآف غرويس ضرورة أن يكون الطيارون مثل غور، وليس مثل القادة الذين هم مستعدون لقتل الأسرى فقط للحفاظ على السلطة.

الضغط على الجنود والعائلات

وتتزايد الضغوط على الجنود الاحتياطيين من جهة وعائلات الأسرى من جهة أخرى، فقد خرج عدد من العائلات المتضررة من الحرب إلى الحاجز الحدودي مع غزة مطالبين بوقف الحرب، مما يعكس تزايد الاستياء العام من السياسة العسكرية الإسرائيلية الحالية.

وفيما تتواصل الاحتجاجات ضد الحرب، دعا الصحفي بجريدة (هآرتس)، إيتان نيشان، إلى رفض الخدمة العسكرية في “هذه الحرب الإبادية” وتحت “هذا النظام الإبادي”، في إشارة إلى الوضع السياسي والعسكري الذي يعيشه جنود الاحتلال حاليًا.

ومن جانبه، اتهم زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، الحكومة الإسرائيلية بـ”الفشل والجبن” بعد تراجع نسبة الالتحاق بالخدمة الاحتياطية، وقال ليبرمان، عبر حسابه بمنصة “إكس”: “إن هذا التراجع يعكس حالة من الإحباط العام بين الجنود، الذين يشعرون بعدم دعم القيادة السياسية لهم ولعائلاتهم”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان