أعياها البحث عن جثمان وحيدها.. الفلسطينية سها الشريف: لا عيد للأم في غزة (فيديو)

“الأم في غزة إما فاقدة ضناها، أو دافناه، أو أسير عند الاحتلال”

بينما يحتفل كثيرون في العالم العربي بعيد الأم، تجد الفلسطينية سها الشريف في قطاع غزة نفسها مشغولة بأمر آخر، فهي تبحث عن جثمان ابنها الشهيد جهاد، بعدما فقدته خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، شأنها شأن كثير من الفلسطينيات في القطاع.

وقالت سها الشريف، للجزيرة مباشر، إنها كانت تأمل أن تحتفل بعيد الأم مع وحيدها جهاد، لكنها تمضي يومها باحثة عن رفاته في ساحة مستشفى الشفاء، بعدما غاب شهيدًا، ولم تحظَ حتى بفرصة دفنه، ولا تعلم حتى أين يقع قبره؟

“ابني الوحيد”

وتحدثت سها عن لحظات استشهاد ابنها جهاد، فقالت “يوم ما كنا بدنا ننزح من شمال القطاع للجنوب، قربت الدبابات منا وصارت تطخ بشكل عشوائي، فجأة جهاد اختفى، وصرت أدور عليه بين الناس والكل يحكي لي إنه ما شافوه، فأختي اقترحت عليا نروح نشوفه في مستشفى الشفاء، وبالأول كنت رافضة، ولكن بعدين اقتنعت ورحت أدور عليه”.

وأضافت “لما وصلت ما رضيت أروح على خيمة الشهداء، ولكن بعد شوي واحنا بندور عليه داخل المستشفى، في حد حكا لنا إنه بالثلاجات، أنا انهرت وما كنت مصدقة”.

وبدموع منهمرة، أوضحت سها أنها لم تحظَ بفرصة دفن فلذة كبدها الوحيد، وتابعت تقول إنها اضطرت للنزوح تحت شدة القصف، بعدما تعهّد شقيقها بدفن ابنها في المستشفى مثلما حدث مع كثيرين.

في ثلاجات الموت

وأردفت “للأسف كمان هو ما قدر يدفنه، لأنه جيش الاحتلال دخل المستشفى، وكل اللي عرفته إنه ابني ظل بثلاجة الموت”.

ورغم أن ما حدث كان رغما عنها فإنها تابعت بحسرة “الوجع اللي أنا فيه كبير كثير، وأنا ندمانة إني سبته بالثلاجات وما دفنته، وضميري بيؤنبني كل يوم، ما بنام الليل، أنا كثير اشتقت له”.

كل العالم بيحتفل إلا الأم الفلسطينية

وتستذكر سها كيف كان عيد الأم يمر عليها في السنوات الماضية مع ابنها جهاد، فتقول “كان جهاد يجي عليا بيغني وبيقول لي: يما اليوم عيد الأم، قومي أعزمك على المطعم، وكان كل سنة يجيب كيك ويحتفل فيا، بس السنة فيش عيد أم في غزة، وكل المناسبات صارت أيام عادية بعد استشهاده”.

وقالت في ألم “كل العالم بيحتفل إلا الأم الفلسطينية، مش قادرة تحتفل من وجعها الكبير، إما فاقدة ضناها، أو دافناه، أو موجود أسير عند الاحتلال”.

ويشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا متواصلًا على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول سنة 2023، أسفر حتى الآن عن استشهاد ما يقرب من 50 ألف شخص.

واقتحم الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي نهاية مارس/آذار 2024 بعد حصار استمر لمدة أسبوعين، وقتل العشرات من المواطنين والمرضى والمصابين والكوادر الطبية في المستشفى، كما دمر المستشفى وأحرقه بالكامل.

ومطلع مارس/آذار الجاري انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة التي استمرت 42 يوما، في حين تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب، واستأنفت عدوانها الذي أسفر خلال 4 أيام عن استشهاد أكثر من 600 شخص وإصابة أكثر من 1000 آخرين.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان