وسط دعوات لشد الرحال.. الاحتلال يواصل رفض تسليم الحرم الإبراهيمي ويقيّد دخول المصلين (فيديو)

“سابقة خطيرة تمس قدسية المكان”

للجمعة الثالثة على التوالي، واصل الاحتلال الإسرائيلي رفض تسليم الحرم الإبراهيمي الشريف لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية بكامل مرافقه وساحاته وأبوابه خلال شهر رمضان المبارك.

وأكدت وزارة الأوقاف الفلسطينية رفضها تسلّم الحرم منقوصًا، معتبرة ذلك اعترافًا بانتقاص السيادة الفلسطينية على الموقع المقدس.

ورغم الأجواء الباردة والماطرة، توافد أهالي مدينة الخليل، رجالا ونساءً وأطفالا وكبار سن، إلى الحرم لأداء صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.

رحلة الوصول إلى الحرم

رافقت “الجزيرة مباشر” المصلين لرصد المعاناة التي يواجهونها في طريقهم إلى الحرم، حيث تفرض قوات الاحتلال إجراءات تفتيش مشددة، وتجبر المصلين على الانتظار طويلًا عند البوابات الإلكترونية، كما أغلقت مداخل الحرم جميعها أمام الفلسطينيين، باستثناء مدخل وحيد يسيطر عليه حاجز عسكري إسرائيلي.

ولا يُسمح للمصلين بالدخول إلا عبر حاجز عسكري مشدد عند بوابة البلدة القديمة في الخليل، حيث يُمنع الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عامًا من الوصول إلى الحرم، وبعد اجتياز حاجز البلدة القديمة، يضطر المصلون للمرور عبر بوابات التفتيش الإلكترونية قبل دخولهم الحرم.

ويتحكم جنود الاحتلال بالبوابة إلكترونيا من داخل الحاجز، حيث تتم عمليات الفحص عبر “كاميرات” المراقبة وأجهزة الأشعة، كما أن العديد من الحواجز الأخرى، مثل حاجز “أبو الريش”، مغلقة منذ أكثر من شهرين، ما يعزل سكان المناطق الجنوبية عن الوصول إلى الحرم.

سابقة خطرة

وفي مقابلة مع مدير الحرم الإبراهيمي الشريف، معتز أبو سنينة، أكد أن رفض الاحتلال تسليم الحرم كاملًا يمثل سابقة خطرة تمس قدسية المكان.

وقال أبو سنينة “نرفض استلام الحرم منقوصًا، وخصوصا أن الباب الشرقي، وهو المدخل الرئيسي للحرم، مغلق منذ مجزرة عام 1994، رغم أنه يُفتح أحيانًا خلال المناسبات الدينية، وفي رمضان يُستخدم كمصلى للنساء ويضم بئر مياه وخدمات أخرى للحرم”.

وأضاف “هذه المضايقات تأتي ضمن سياسة ممنهجة لتهويد الحرم والاستيلاء على أجزائه، حيث نجد المصلين ينتظرون طويلًا على البوابات في ظروف جوية صعبة، على عكس التسهيلات التي كانت تُمنح في الأعوام السابقة”.

وأشار أبو سنينة إلى أن الاحتلال شدد إجراءاته منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث أغلق مداخل الحرم جميعها باستثناء واحد، كما منع دخول من هم دون 25 عامًا بحجج أمنية واهية، وحظر دخول طواقم وسيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني في حال حدوث أي طارئ مع المصلين داخل الحرم.

الإجراءات صعبة

وشدد المواطن محمد الحروب على أهمية التوافد إلى الحرم لحمايته، مؤكدًا “أنا أصلي هنا كل يوم فجرا، وأسكن قريبا منه. الإجراءات صعبة، حتى المسنون يُجبرون على الانتظار عند البوابات الإلكترونية لأكثر من 10 دقائق، لكننا نوجه رسالة للجميع أنه يجب ألا نقاطع الحرم، بل علينا التوافد إليه رغم التضييقات”.

“صامدون ولن نغادر”

كما عبّر المواطن عباس السلايمة عن رأيه حول إجراءات الاحتلال الأخيرة، قائلًا “الاحتلال يريد تهويد الحرم ومنع المسلمين من دخوله، وإغلاقه للجمعة الثالثة في رمضان هو محاولة للسيطرة عليه بالكامل، لكننا صامدون ولن نغادر أرضنا”.

دعوات لحماية الحرم

وفي حديثه للجزيرة مباشر، أوضح القاضي والخطيب حاتم البكري، وزير الأوقاف والشؤون الدينية السابق، أنه رغم العراقيل التي يضعها الاحتلال فإن هناك إصرارًا كبيرًا من المصلين للوصول إلى الحرم وأداء الصلاة فيه.

وقال “نأمل أن نشهد توافدًا أكبر للمصلين رغم الإجراءات الصعبة، فإغلاق الاحتلال لبوابات مثل بوابة أبو الريش والمنافذ المؤدية إلى أحياء الرجبي والجعبري والتكية يزيد من معاناة المواطنين للوصول للحرم”.

وأضاف “يجب أن يبقى الحرم الإبراهيمي مكانا للعبادة، لا أن يُستغل من قبل الاحتلال ليكون بؤرة صراع، ونتمنى أن يتمكن أهالي الخليل من الوصول إليه بحرية وأمان”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان