سوريا تطالب بتحقيق دولي في جرائم إسرائيل.. قتلى وجرحى وحركة نزوح إثر غارات إسرائيلية على درعا (فيديو)

نددت دمشق بـ”العدوان الاسرائيلي المستمر” على البلاد، باعتباره انتهاكا صارخا لسيادتها، بعد توغل وقصف إسرائيلي في قرية بمحافظة درعا جنوبي سوريا، أسفر عن 6 قتلى.
وقالت وزارة الخارجية السورية، في بيان الثلاثاء، إنها “تستنكر العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي السورية، الذي شهد تصعيدا خطيرا في بلدة كويا بريف درعا الغربي”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsسوريا.. فرار نزلاء من سجن بريف حلب الشمالي قبل استعادة قوات الأمن السيطرة عليه
سوريا تندد بالغارات الإسرائيلية على درعا وقطر تدعو لتحرك دولي عاجل
جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن انضمام 3 مقاتلات أمريكية من طراز “F-35i” إلى سلاحه الجوي
وأشار البيان إلى “تعرُّض القرية خلال الساعات الماضية لقصف مدفعي وجوي مكثف استهدف الأحياء السكنية والمزارع، ما أسفر عن استشهاد 6 مدنيين، مع احتمال ارتفاع العدد نتيجة الإصابات الخطرة واستهداف المناطق الزراعية”.
وبيَّنت الخارجية السورية أن “هذا التصعيد يأتي في سياق سلسلة من الانتهاكات التي بدأت بتوغل القوات الإسرائيلية في محافظتي القنيطرة ودرعا، ضمن عدوان متواصل على الأراضي السورية، في انتهاك صارخ للسيادة الوطنية والقوانين الدولية”.
وأكدت الخارجية السورية “رفضها القاطع لهذه الجرائم”، مطالبة بفتح تحقيق دولي “بشأن الجرائم المرتكبة بحق الأبرياء وحول الانتهاكات الإسرائيلية”.
كما دعت الخارجية “أبناء الشعب السوري إلى التمسك بأرضهم ورفض أي محاولات للتهجير أو فرض واقع جديد بالقوة”.
وشددت على أن هذه “الاعتداءات الإسرائيلية لن تثني السوريين عن الدفاع عن حقوقهم وأرضهم”.
في السياق، أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن أمام مجلس الأمن، الثلاثاء، عن قلقه إزاء “التصريحات الإسرائيلية بشأن نية البقاء في سوريا بالمستقبل المنظور، وكذلك المطالبة بنزع السلاح كاملا من جنوب سوريا”.
ارتفاع عدد القتلى إلى 6 بقصف إسرائيلي غرب درعا
وفي وقت سابق اليوم، قُتل 6 مدنيين جراء قصف إسرائيلي بالمدفعية والطيران المسيَّر على بلدة كويا، في حصيلة رسمية أولية مرشحة للارتفاع.
وبشأن تفاصيل ما حدث، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن محافظ درعا أنور طه الزعبي قوله إن “انتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي وتعديه المتكرر على الأراضي السورية دفع مجموعة من الأهالي إلى الاشتباك مع قوة عسكرية حاولت التوغل في بلدة كويا”.
وأضاف “جيش الاحتلال صعَّد عدوانه بالقصف المدفعي والقصف بالطيران المسيَّر، ما أسفر عن وقوع ضحايا في صفوف المدنيين”.
وحمَّل الزعبي “جيش الاحتلال مسؤولية وقوع الضحايا، وأدان انتهاكاته المتكررة في عدوانه على الأراضي السورية”.
وذكرت محافظة درعا، في بيان عبر منصة تلغرام، أن “العدوان الإسرائيلي على بلدة كويا تبعه حالات نزوح من أهالي المنطقة”.
وكانت المحافظة قد أفادت بـ”سقوط 6 شهداء وعدة إصابات بينهم امرأة إثر قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء توغلها على بلدة كويا غرب درعا، تبعه قصف بعدة قذائف دبابات على البلدة”.
وأشارت محافظة درعا إلى أن ذلك “وقع وسط حالة من الخوف والهلع بين المواطنين، وبالتزامن مع تحليق لطيران الاستطلاع الإسرائيلي في سماء المنطقة”.
في السياق، أفاد التلفزيون السوري بحدوث حركة نزوح لأهالي قرية كويا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل منذ ساعات.
بدورها، أجلت فرق الطوارئ في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عائلات من قرية “كويّا” اتجاه مناطق أكثر أمنا ووفق الوجهة التي يحددها الأهالي، إثر تعرُّض القرية لقصف إسرائيلي.

الاحتلال يزعم قصف جنوب سوريا بعد تعرض قواته لإطلاق نار
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد ادعى أن مسلحين أطلقوا النار على جنوده في بلدة كويا، من دون وقوع إصابات.
وأضاف في بيان “رصدت قوات الجيش الإسرائيلي صباح اليوم عددا من المسلحين الذين أطلقوا النار نحو قوات الجيش في منطقة جنوب سوريا حيث ردت القوات بإطلاق النار، ومن ثَم هاجمت مسيَّرة للجيش المسلحين وجرى رصد إصابتهم”.
وتابع بيان جيش الاحتلال “في وقت سابق، ضرب الجيش الإسرائيلي القدرات العسكرية التي كانت لا تزال في القواعد العسكرية السورية في تدمر وتيفور”، والأخيرة تقع قرب مطار تيفور أكبر المطارات العسكرية في سوريا.
#عاجل 🔴 رصدت قوات جيش الدفاع صباح اليوم عددًا من العناصر الإرهابية المسلحين والذين أطلقوا النار نحو قوات جيش الدفاع في منطقة جنوب سوريا حيث ردت القوات بإطلاق النار ومن ثم هاجمت مسيرة لجيش الدفاع الإرهابيين. تم رصد إصابتهم.
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) March 25, 2025
وفي 17 مارس/آذار الجاري، أغارت طائرات جيش الاحتلال على مواقع عدة بمحافظة درعا، مما أدى إلى مقتل 4 مدنيين وإصابة 19 آخرين، بينهم امرأة و4 أطفال، وفق الدفاع المدني السوري.
كما شن جيش الاحتلال مئات الغارات الجوية على سوريا، أسفرت عن تدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
نتنياهو يتوعد بمواصلة احتلال الجنوب السوري
وفي فبراير/شباط الماضي، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجعل “جنوب سوريا منزوع السلاح بشكل كامل”، محذرا من أن حكومته لن تقبل بوجود القوات الأمنية التابعة للسلطات الجديدة في سوريا قرب حدودها.
وفي كلمة ألقاها الرئيس السوري أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة في القاهرة، مطلع مارس الجاري، حض الشرع المجتمع الدولي على “الضغط على إسرائيل للانسحاب الفوري من الجنوب السوري”.
وفي حرب 5 يونيو/حزيران 1967، احتلت إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان جنوب غربي سوريا، بما في ذلك أجزاء من سفوح جبل الشيخ، ثم أعلنت ضمها إليها في 1981، وهو ما لا تعترف به الأمم المتحدة.
وبعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، استغلت إسرائيل تلك الظروف في احتلال المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك (فصل القوات) بين الجانبين لعام 1974، وسط رفض واسع لذلك سوريا وعربيا ودوليا.
كما استغلت إسرائيل هذه التطورات، وشنت مئات الغارات الجوية، دمرت على إثرها طائرات حربية وصواريخ متنوعة وأنظمة دفاع جوي في مواقع عسكرية عديدة بأنحاء سوريا.
وفي 8 ديسمبر الماضي، بسطت فصائل المعارضة السورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.