شقيق الطالبة التركية رميساء أوزتورك يروي للجزيرة مباشر تفاصيل اعتقالها في أمريكا (فيديو)

“لم نكن نتوقع أن يحدث هذا في أمريكا بلد الحريات” بهذه الكلمات عبَّر عاصم أوزتورك، شقيق الطالبة التركية رميساء، المعتقلة في الولايات المتحدة بسبب دعمها لفلسطين، عن استنكاره لما تعرضت له شقيقته من اعتقال في أحد شوارع مدينة سومرفيل بولاية ماساشوستس الأمريكية على يد مجموعة ملثمة من رجال أمن سلطات الهجرة الأمريكية.

وقال عاصم للجزيرة مباشر “خرجت رميساء من المنزل للإفطار، وفي الطريق كانت تتحدث مع أمي في الهاتف، وفي تلك اللحظة تجمَّع حولها مجموعة من عملاء دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية، واعتقلوها بشكل مخالف للقانون”.

واستنكر عاصم اعتقال شقيقته بهذه الطريقة، مؤكدًا أن السلطات لو كانت قد استدعتها لذهبت إليهم، مضيفًا “بعد عملية الاعتقال بحوالي 5 أو 6 ساعات، جرى نقلها إلى محكمة بوسطن، على ألا تخرج منها لمدة 48 ساعة، ولكن رغم هذا القرار فقد نُقلت إلى مكان آخر، وهذا أيضًا غير قانوني”.

“دوافع سياسية”

ورجَّح عاصم أن يكون ما حدث لشقيقته قد وقع بدوافع سياسية لا علاقة لها بالقانون، لافتًا إلى أن شقيقته كانت ترفض الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيين في غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار إلى أن الاتصال انقطع مع شقيقته منذ اعتقالها لمدة يومين، حتى تمكنت من الاتصال بهم لمدة دقيقة أو اثنتين أول أمس الأربعاء، لتؤكد أنها بخير دون أن تقدم أي تفاصيل عما تمر به.

ووفق شقيق رميساء، فإن الدولة التركية ووزارة الخارجية وكذلك السفارة التركية في واشنطن إلى جانب القنصلية التركية في مدينة بوسطن، تتابع تطورات القضية عن قرب، نافيًا أن يكونوا على علم بما آلت إليه الأمور، لذلك هم على تواصل مع المحامية لمعرفة مجريات القضية.

“دعم القضية الفلسطينية شرف للعائلة”

وعن مسيرة أخته الشخصية والتعليمية، قال عاصم “رميساء كان طالبة متفوقة، إذ درست تخصصين في الوقت نفسه، هما الأدب التركي وعلم النفس، وبعدها سافرت إلى الولايات المتحدة لدراسة الماجستير في جامعة كولومبيا عام 2018، ثم حصلت على منحة كاملة لدراسة الدكتوراه في جامعة تافتس”.

وشدَّد عاصم على أن ما قامت به شقيقته من دعم القضية الفلسطينية غير مخالف للقانون، وأنه شرف للعائلة كلها.

وكانت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية قد زعمت أن التحقيقات التي أجرتها بالتعاون مع دائرة الهجرة وحماية الحدود أثبتت أن الطالبة التركية “متورطة في أنشطة لدعم حركة حماس الفلسطينية”، التي تصنفها الولايات المتحدة “منظمة إرهابية”.

وقالت تريشيا ماكلولين، المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي، في منشور على حسابها بمنصة إكس، الخميس “تأشيرة الدراسة في الولايات المتحدة امتياز وليست حقًّا” وأضافت أن “تمجيد ودعم الإرهابيين الذين يقتلون الأمريكيين يُعَد سببًا مشروعًا لإلغاء التأشيرة”.

دعوى قضائية جديدة

وصباح اليوم الجمعة، قدَّم الفريق القانوني لرميساء، وهو فريق يضم اتحاد الحريات المدنية الأمريكي، واتحاد الحريات المدنية في ماساتشوستس، ومشروع CLEAR، إلى جانب المحامية مهاسة خانباباي، عريضة معدلة إلى المحكمة الفيدرالية في مقاطعة ماساتشوستس، تطعن في الاعتقال غير الدستوري من قِبل إدارة الهجرة والجمارك التابعة لوزارة الأمن القومي.

وكانت المحامية خانباباي قد مثّلت أوزتورك في التماسات طارئة يوم الثلاثاء، وأسفرت عن أمر من المحكمة يمنع السلطات من ترحيلها من ماساتشوستس دون إشعار سابق. ومع ذلك، وبعد صدور هذا القرار، قامت ICE بنقل أوزتورك إلى لويزيانا دون إبلاغ المحكمة أو محاميتها أو محامي وزارة العدل.

وصرَّح محامي الحكومة بأنه جرى إبلاغه بأن أوزتورك كانت خارج ماساتشوستس وقت تقديم الالتماس الأصلي، لكنه لم يقدّم دليلًا على مكانها حينها، أو ما إذا كانت لا تزال تحت إشراف ICE في ماساتشوستس.

وتؤكد العريضة المعدلة أن اعتقال أوزتورك ينتهك حقوقها الدستورية بما في ذلك حرية التعبير والإجراءات القانونية الواجبة، وتطلب من المحكمة إصدار أمر فوري بإعادتها إلى ماساتشوستس والإفراج عنها.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان