بسبب مقال رأي.. محامية الطالبة التركية رميساء أوزتورك تكشف سبب اعتقالها في أمريكا

ماذا كتبت؟

لحظة اعتقال الطالبة التركية رميساء أوزتورك (الأناضول)

قالت المحامية مهاسا خانباباي إن السبب الحقيقي وراء اعتقال طالبة الدكتوراه التركية رميساء أوزتورك من قبل عناصر وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية التابعة لوزارة الأمن الداخلي، هو مشاركتها في كتابة مقال رأي مؤيد للفلسطينيين نشر على موقع جامعة “تافتس” التي تدرس بها في ولاية ماساشوستس الأمريكية.

وقالت المحامية مهاسا خانباباي، في بيان الخميس، إن موكّلتها رميساء اعتُقلت بشكل غير قانوني من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لمجرد مشاركتها في كتابة مقال رأي يدعو إلى حق الفلسطينيين في التمتع بحقوق الإنسان الأساسية، ونشرته صحيفة “تافتس ديلي” وهي الصحيفة الرسمية التي يديرها طلاب جامعة تافتس.

ماذا كتبت رميساء في المقال؟

في 26 مارس/آذار الجاري، نشرت صحيفة “تافتس ديلي” مقال رأي شاركت في كتابته رميساء أوزتورك مع زملاء آخرين، طالبوا فيه إدارة الجامعة بالاعتراف بالإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، والاعتذار عن تصريحات رئيس الجامعة سونيل كومار، وسحب استثمارات الجامعة من الشركات التي تربطها علاقات مباشرة أو غير مباشرة بإسرائيل.

وأشار المقال إلى أن إدارة جامعة تافتس، تجاهلت قرارات “مجلس شيوخ اتحاد مجتمع تافتس،” الذي صوّت لصالح دعم القضية الفلسطينية، الذي يضم “طلاب الدراسات العليا من أجل فلسطين”، و”طلاب تافتس من أجل العدالة في فلسطين“، و”ائتلاف أعضاء هيئة التدريس والموظفين في تافتس من أجل وقف إطلاق النار”، و”طلاب كلية فليتشر من أجل فلسطين”.

صورة من فيديو كاميرا مراقبة للحظة اعتقال الطالبة التركية رميساء أوزتورك (أسوشيتد برس)

وجاء في المقال “لسوء الحظ، كان رد الجامعة على قراراتنا غير كافٍ تمامًا، بل ومستخفًا بالمجلس الذي يمثل الصوت الجماعي للطلاب”، معتبرة أن اتخذت الجامعة موقفًا مخالفًا لالتزاماتها المعلنة بحرّية التعبير والتجمّع والتعبير الديمقراطي.

كما أوضح المقال أن دور قرارات مجلس شيوخ اتحاد مجتمع تافتس واضح تمامًا، إذ تُعد “أداة ضغط قوية تعبر للإدارة عن احتياجات ورغبات الطلاب. إنها تتحدث بصوت جماعي وتلعب دورًا أساسيًا في إحداث تغييرات منهجية”.

وتابع المقال أن التغييرات المطلوبة من الجامعة “تتمثل في إنهاء تواطؤ الجامعة مع إسرائيل طالما أنها تقمع الشعب الفلسطيني، وتنكر عليه حقه في تقرير المصير، وهو حق مكفول بموجب القانون الدولي”.

كما شدّد المقال على أن هذه الأدوات الضاغطة أصبحت أكثر إلحاحًا، وخصوصًا بعد تأكيد محكمة العدل الدولية أن حقوق الفلسطينيين في غزة بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية معرضة لخطر محتمل”.

كما ذكّر المقال بموقف جامعة تافتس من نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، حيث تأخرت الجامعة 11 عامًا عن بعض نظيراتها في اتخاذ قرار بسحب استثماراتها من جنوب إفريقيا عام 1989 خلال فترة الأبارتايد وتواطؤها مع النظام العنصري هناك في ذلك الوقت، بينما كانت جامعة ولاية ميشيغان قد اتخذت قرارًا مماثلًا منذ عام 1978.

وشارك رميساء في كتابة المقال 3 من زملائها في الجامعة، وأشار المقال إلى أنه حظي أيضًا بدعم 32 من الطلاب الخرّيجين من كلية الهندسة والفنون والعلوم بالجامعة.

تفاصيل الاعتقال

وكانت عناصر من وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية التابعة لوزارة الأمن الداخلي، اعتقلوا رميساء، أثناء استعدادها للخروج من منزلها في مدينة سومرفيل للمشاركة في إفطار رمضاني، مساء الثلاثاء الماضي.

وأظهرت لقطات من “كاميرات” المراقبة أن عناصر ملثمين هجموا على الطالبة التركية، وقاموا بتكبيل يديها وسحبها إلى سيارة لا تحمل شعارات حكومية.

رد السلطات الأمريكية

من جهتها زعمت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أن التحقيقات التي أجرتها بالتعاون مع دائرة الهجرة وحماية الحدود أثبتت أن الطالبة التركية “متورطة في أنشطة لدعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)”.

وكتبت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي، تريشيا ماكلولين، في منشور على حسابها بمنصة “إكس”، الخميس “تأشيرة الدراسة في الولايات المتحدة امتياز وليست حقًّا، وتمجيد ودعم الإرهابيين الذين يقتلون الأمريكيين يُعَد سببًا مشروعًا لإلغاء التأشيرة”.

لكن محاميتها مهاسة خانباباي قالت إن “رميساء لم يوجه لها تهمة ارتكاب أي جريمة، كما لم تقدم وزارة الأمن الداخلي أي دليل على انخراطها في أي أنشطة غير قانونية”، واعتبرت أن ما جرى مع رميساء هو “استهداف غير قانوني من جانب إدارة ترامب” للطالبة التركية.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان