احتجاجات حيال مساعي ترامب لضمها.. فانس: استعمال القوة لن يكون ضروريا للسيطرة على غرينلاند (فيديو)

قال جيه دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن غرينلاند أصبحت أقل أمنا مما كانت عليه قبل بضعة عقود، مشيرا إلى أن الجزيرة الواقعة بمنطقة القطب الشمالي ستكون أفضل حالا تحت ولاية الولايات المتحدة مقارنة بوضعها تحت قيادة الدنمارك.
وأضاف فانس في تصريحات لصحفيين، اليوم الجمعة، من القاعدة العسكرية الأمريكية في بيتوفيك بغرينلاند “نختلف في الرأي مع قيادة الدنمارك التي لا تستثمر بما يكفي في غرينلاند ولا في بنيتها التحتية الأمنية. هذا ببساطة يجب أن يتغير. إنها سياسة الولايات المتحدة التي ستغيّر ذلك”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتصريحات جديدة لترامب بشأن كندا وغرينلاند.. ماذا قال؟ (فيديو)
انتخابات في غرينلاند على خلفية طموحات ترامب بضم الجزيرة
بسبب هذه الموارد يريد ترامب السيطرة على جزيرة غرينلاند.. تعرف إليها
وتابع فانس موجها حديثه إلى الدنمارك “لقد قللتم من استثماركم في شعب غرينلاند وفي أمن هذه الكتلة القارية الرائعة والجميلة التي يسكنها أناس رائعون. هذا الأمر يحتاج إلى تغيير”.
وفي هذا الصدد، شدَّد فانس على أن “ترامب مهتم للغاية بأمن القطب الشمالي، كما تعلمون جميعا، وهذه القضية ستصبح ذات أهمية متزايدة في العقود المقبلة”.
وأشار نائب الرئيس الأمريكي إلى أن “استخدام القوة لن يكون ضروريا” لإبرام اتفاق بشأن الإقليم الدنماركي المتمتع بالحكم الذاتي، والذي يرغب ترامب في ضمه.
وقال فانس بعد انتقاده اللاذع لما رآه تقاعسا دنماركيا عن تأمين غرينلاند “لا نعتقد أن القوة العسكرية ستكون ضرورية أبدا. نعتقد أن شعب غرينلاند عقلاني. سنتمكن من إبرام اتفاق على طريقة دونالد ترامب لضمان أمن هذه المنطقة، وكذلك أمن الولايات المتحدة الأمريكية”.
وتابع “أعتقد أن وضعكم سيكون أفضل بكثير تحت مظلة الولايات المتحدة الأمنية عما كنتم عليه تحت مظلة الدنمارك الأمنية”.
ترامب: غرينلاند حيوية للأمن القومي الأمريكي
وتأتي زيارة فانس إلى غرينلاند في وقت جدَّد فيه ترامب إصراره على “ضرورة تولي واشنطن السيطرة على الإقليم الدنماركي شبه المستقل”.
كما تأتي الزيارة بعد ساعات قليلة من “تشكيل ائتلاف حكومي جديد في العاصمة نوك يهدف إلى الحفاظ على العلاقات مع الدنمارك في الوقت الحالي”.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن ترامب أن “الولايات المتحدة تحتاج إلى السيطرة على جزيرة غرينلاند من أجل السلام العالمي”، مكررا رغبته في الاستحواذ على هذه المنطقة الدنماركية الغنية بالموارد.
وقال الرئيس الأمريكي للصحفيين في البيت الأبيض “نحن لا نتحدث عن السلام من أجل الولايات المتحدة. نحن نتحدث عن السلام العالمي. نتحدث عن الأمن الدولي”.
Usha and I are on our way home from an incredible journey to Greenland. We can't wait to come back again soon.
America stands with Greenland! pic.twitter.com/UGb7zR3Y70
— JD Vance (@JDVance) March 28, 2025
وتزخر جزيرة غرينلاند بكميات كبيرة من المعادن والنفط والغاز لكن التنمية تسير بوتيرة بطيئة فيها، ولم يجتذب قطاع التعدين سوى استثمارات أمريكية محدودة للغاية، كما أن معظم شركات التعدين العاملة في غرينلاند أسترالية أو كندية أو بريطانية.
وتمتلك الجزيرة إمدادات وفيرة من المعادن الأرضية النادرة التي من شأنها دعم الجيل القادم من الاقتصاد الأمريكي، وفق ما صرَّح به مسؤول بالبيت الأبيض.

احتجاجات عامة وقلة احترام
في المقابل، قال رئيس الوزراء الجديد في غرينلاند ينس فريدريك نيلسن إن الزيارة الأمريكية تشير إلى “قلة احترام”، ودعا إلى الوحدة في مواجهة “الضغوط من الخارج”.
وكان من المقرر أن يصل الوفد الأمريكي إلى غرينلاند في حوالي (الساعة 15:30) بتوقيت غرينتش، حيث يضم أوشا زوجة فانس، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، ووزير الطاقة كريس رايت.
وكانت الخطة الأولية تشمل حضور زوجة فانس سباقا شهيرا للكلاب في الجزيرة برفقة والتز على الرغم من عدم دعوة السلطات في غرينلاند أو الدنمارك لهما.

ودفعت الاحتجاجات العامة والغضب من السلطات في كل من غرينلاند والدنمارك الوفد الأمريكي إلى الاكتفاء بزيارة القاعدة العسكرية وعدم المشاركة في فعاليات جماهيرية.
وبموجب اتفاقية عام 1951، يحق للولايات المتحدة زيارة قاعدتها متى شاءت، بشرط إخطار غرينلاند وكوبنهاغن. وتقع قاعدة بيتوفيك على أقصر طريق من أوروبا إلى أمريكا الشمالية، وهي قاعدة حيوية في نظام الإنذار الأمريكي من الصواريخ الباليستية.
ويرفض سكان غرينلاند والسياسيون في الجزيرة إلى جانب المسؤولين الدنماركيين مساعي ترامب للسيطرة على المنطقة الساعية للاستقلال عن الدنمارك.
وبينما تؤيد الأحزاب السياسية الكبرى في غرينلاند الاستقلال، لم يدعم أي منها فكرة الانضمام إلى الولايات المتحدة، كما أفاد معظم مواطني غرينلاند برفضهم مقترح الضم الأمريكي، حسب استطلاع أجري في يناير/كانون الثاني الماضي.

وشدد مسؤولون دنماركيون ومن غرينلاند، بدعم من الاتحاد الأوروبي، على أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تسيطر على غرينلاند.
وأدلى ملك الدنمارك فريدريك العاشر بتصريح نادر، الجمعة، أكد فيه تمسُّكه بالجزيرة، قائلا عبر قناة (تي في 2) “لا ينبغي أن يكون هناك شك في حبي لغرينلاند، وعلاقاتي بشعب غرينلاند سليمة”.
ونددت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن بخطط الوفد الأمريكي لزيارة الجزيرة القطبية رغم عدم تلقيه دعوة بذلك، معتبرة أن الخطوة تشكل “ضغطا غير مقبول” على غرينلاند والدنمارك. وكان من المقرر في البداية أن تكون الزيارة أوسع لمجتمع غرينلاند.
والخميس، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قناعته بأن خطط ترامب “جديّة”، قائلا إن “الاعتقاد بأن هذا مجرد كلام مبالغ فيه من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة هو خطأ كبير. إنه ليس كذلك إطلاقا”.
لكنه، (بوتين) أعرب عن قلقه من أن “بلدان حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالمجمل، تصنّف أقصى الشمال بشكل متزايد على أنه نقطة انطلاق لصراعات محتملة”.

جزء رئيسي من نظام الدفاع الصاروخ الأمريكي
وتُعَد قاعدة بيدوفيك التي زارها فانس، الجمعة، جزءا رئيسيا من البنى التحتية الأمريكية للدفاع الصاروخي، إذ “يضعها موقعها في المنطقة القطبية الشمالية على أقصر طريق للصواريخ التي يجري إطلاقها من روسيا اتجاه الولايات المتحدة“.
وكانت القاعدة المعروفة بـ”قاعدة توله الجوية” حتى العام 2023 عبارة عن منصة تحذير من أي هجمات محتملة من الاتحاد السوفياتي خلال فترة الحرب الباردة.
كما أنها موقع استراتيجي للمراقبة الجوية والبحرية في نصف الكرة الأرضية الشمالي، تتهم واشنطن الدنمارك بإهماله.
وقال المحاضر لدى “كلية الدفاع الملكية الدنماركية” مارك جايكوبسن إن فانس “محق في أننا لم نستجب للرغبات الأمريكية بتعزيز الوجود، لكننا اتخذنا خطوات باتجاه تحقيق هذه الرغبة”. وأفاد بأن على واشنطن تقديم مطالب محددة أكثر إذا كانت تسعى لاستجابة دنماركية مناسبة.
وفي يناير الماضي، أعلنت كوبنهاغن أنها ستخصص نحو مليارَي دولار لتعزيز حضورها في المنطقة القطبية الشمالية وشمال الأطلسي عبر شراء مراكب متخصصة ومعدات مراقبة.