لتهويد القدس وعزلها.. إسرائيل تصدق على شق طريق استيطاني بمحيط المدينة وحماس تدعو للمقاومة

إسرائيل تصادق على مخطط استيطاني في القدس
إسرائيل تصادق على مخطط استيطاني في القدس (غيتي)

صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) على شق طريق استيطاني بمحيط مدينة القدس المحتلة.

ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيسا مستوطنتين، اليوم الأحد، بمصادقة “الكابينت” على مقترح كاتس لمشروع الطريق، وفق تصريحات نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت.

وهذا الطريق عبارة عن نفق للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، من شأنه أن يسمح لإسرائيل بتنفيذ مخططات البناء الاستيطاني في (منطقة E1) خلف الخط الأخضر.

وسيربط الطريق بين البلدات الفلسطينية، لكن سيعزلها عن بقية الضفة الغربية، ويفصل حركة الفلسطينيين عن الطرق الرئيسية التي تربط القدس بمستوطنة معاليه أدوميم، ليقتصر استخدام هذه الطرق على الإسرائيليين.

وقد تمهد هذه الخطوة لضم “معاليه أدوميم” رسميا إلى إسرائيل، وهي مستوطنة كبيرة تقع شرق القدس، ما قد يكون له تداعيات سياسية على وضع الضفة الغربية، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت.

مستوطنة معاليه أدوميم
مستوطنة معاليه أدوميم

“مصلحة عليا” لإسرائيل

ومرحبا بخطوة الكابينت، قال نتنياهو “نواصل تعزيز أمن المواطنين الإسرائيليين وتطوير الاستيطان”.

وأضاف “الطريق الجديد سيفيد جميع سكان المنطقة عبر تسهيل وتحسين الحركة المرورية، والمساهمة في الأمن، كما سيشكل محورا استراتيجيا للنقل يربط بين القدس ومعاليه أدوميم ومنطقة الأغوار”.

وقال كاتس إن تعزيز الربط بين القدس ومعاليه أدوميم هو مصلحة عليا لإسرائيل.

وأضاف “القرار التاريخي الذي اتخذناه سيعزز الاستيطان والأمن ورفاهية سكان المنطقة، ويرسخ سيطرتنا في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية).

وادعى أن شق الطرق سيُحسّن تدفق الحركة المرورية، ويقلل الازدحام، ويمنع الاحتكاك غير الضروري (بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود)، مع ضمان تواصل مروري متصل بين القدس ومعاليه أدوميم ومنطقة الأغوار.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس

ورحّب رئيس “معاليه أدوميم” غاي يفراح بالقرار قائلا “يُعدّ هذا إنجازا ماليا غير مسبوق، إذ اعتمد 303 ملايين شيكل (82.25 مليون دولار) لبناء الطريق”.

وأوضح أن المشروع سيشمل ربطا بين (بلدتي) العيزرية والزعيم (الفلسطينيتين) عبر نفق تحت الأرض، وسيسمح للفلسطينيين بالتنقل من جنوب “يهودا والسامرة” إلى الشمال، دون المرور عبر الطرق الإسرائيلية.

أما رئيس مستوطنة بيت إيل شمال شرق البيرة وسط الضفة الغربية المحتلة شاي ألون فقال إن “الهدف هو فرض السيادة على كامل يهودا والسامرة”.

وتابع ألون “أهنئ الحكومة على انطلاقها في مسار جديد وشجاع وعادل للاستيطان اليهودي في منطقة E1 ودفن فكرة إقامة دولة فلسطينية”.

تهجير الفلسطينيين من القدس المحتلة

بدورها، حذرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” من تداعيات مصادقة “الكابينت” على المشروع الاستيطاني لشق الطريق في القدس.

وأشارت حماس في بيان لها أن “المشروع يهدف لتعزيز ربط المستوطنات وعزل البلدات الفلسطينية، ويكشف خطط تل أبيب ونوايا الاحتلال الخبيثة لتعزيز الاستيطان وتهجير الفلسطينيين من مدينة القدس المحتلة”.

لكنها أكدت أنّ “مشاريع التصفية التي يمارسها الاحتلال ستتحطم على صخرة ثبات الشعب الفلسطيني ورباطه على أرضه، وتمسّكه بحقوقه رغم كل التضحيات”.

ودعت حماس “الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية المحتلتين إلى تصعيد المقاومة والمواجهة في كل الميادين، والتصدّي بكل السبل لمخططات الاحتلال ومستوطنيه”.

حماس تدعو للتصدي والمقاومة لمنع تهويد القدس
حماس تدعو للتصدي والمقاومة لمنع تهويد القدس (غيتي)

ملامح المشروع الاستيطاني

ومنطقة (E1) عبارة عن مشروع استيطاني ضخم يتضمن مصادرة 12 ألف دونم (الدونم الواحد يساوي ألف متر مربع) من الأراضي الفلسطينية لإقامة أكثر من 4000 وحدة استيطانية وعدة فنادق لربط معاليه أدوميم بالطريق المؤدي إلى القدس الغربية.

ويحذر الفلسطينيون ودول، بينها أوروبية، من أنه من شأن المشروع منع أي إمكانية لتطبيق حل الدولتين لأنه سيعزل القدس الشرقية عن محيطها الفلسطيني، ويقسم الضفة الغربية المحتلة إلى قسمين.

ويعود المخطط إلى عام 1994، ولكن منذ ذلك الحين تأجل تنفيذه بسبب ضغوط من الاتحاد الأوروبي والإدارات الأمريكية السابقة.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان