تضييق على استخدام اللغة الأردية في الهند بزعم ارتباطها بالمسلمين

أثارت تصريحات يوغي أديتياناث، رئيس وزراء ولاية “أوتار براديش”، شمالي الهند، التي هاجم خلالها اللغة الأردية، موجة استياء من قبل سياسيين وناطقين بها.
ماذا قال؟
وقال يوغي أديتياناث، وهو في الأصل راهب هندوسي معروف بمناهضته للمسلمين، أمام جلسة للمجلس التشريعي للولاية، إن تدريس اللغة الأردية يهدف إلى تحويل الناس إلى “مولويين”، أي علماء دين إسلامي، مؤكدًا أنه لن يسمح بحدوث ذلك.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمتشددون هندوس يهاجمون مسجدا خلال احتفالات “هولي” غربي الهند (فيديو)
عائلة هندية مسلمة تتهم الشرطة بسحق رضيعتها وقتلها (فيديو)
اشتباكات بين مسلمين وهندوس عقب احتفالات استفزازية أمام أحد المساجد (شاهد)
وتأتي التصريحات، رغم أن عاصمة الولاية مدينة “لكناو”، تُعدّ واحدة من أهم مراكز الأدب والشعر المكتوب باللغة الأردية.
وردًا على تصريحات يوغي أديتياناث، قال أسد الدين أويسي، عضو البرلمان عن مدينة حيدر آباد، إن الأردية تحظى باعتراف دستوري في الهند، ولعبت دورًا محوريًا في حركة الاستقلال.
وأضاف: “لا أحد يصبح عالمًا من خلال تعلم اللغة الأردية”، متسائلًا: “وهل أصبح هو نفسه عالمًا من خلال التحدث باللغة الهندية؟”.
من جانبه انتقد عضو البرلمان آغا سيد روح الله مهدي تصريحات أديتياناث، معتبرًا أنها تعكس “كراهية عميقة الجذور للإسلام”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها قوميون هندوس اللغة الأردية، التي يزعمون أنها لغة المسلمين، في مقابل اعتبارهم اللغة الهندية خاصة بالهندوس ويدعون إلى فرضها كلغة موحدة للجميع.

تضييق وتراجع
تراجع حضور الموظفين والمسؤولين الناطقين بالأردية في الوزارات الحكومية بشكل ملحوظ خلال العقود الماضية.
فبعد الاستقلال، كانت معظم الوزارات والهيئات الحكومية تضم موظفين مخصصين للمتحدثين باللغة الأردية، غير أن هذا الأمر تلاشى تدريجيًا حتى أصبح شبه معدوم حاليا.
ويعود هذا التراجع إلى تقليص الميزانيات الحكومية المخصصة لدعم اللغة الأردية، وهو ما انعكس سلبًا على المؤسسات التي تُعنى بتعزيز حضورها.
ومع تقليص الإنفاق على برامج الأقليات، أصبحت المؤسسات الحكومية المعنية بالأردية تواجه حالة من التراجع الإداري والهيكلي.
وأصبحت العديد من المؤسسات تعاني من نقص حاد في الموارد البشرية والمالية وتفتقر العديد منها إلى قيادة فعالة، كما أن العقبات البيروقراطية غالبًا ما تعرقل جهود هذه المؤسسات في الترويج للأردية والارتقاء بها.
وأصبح توظيف معلمين للغة الأردية في المدارس أمرًا بالغ الصعوبة، وتتلاشى الأردية تدريجيًا من اللافتات والعلامات المرورية، وأضحى العثور على مترجمين لها في المؤسسات الرسمية أمرًا نادرًا.
كما لا تبذل الحكومة المركزية أي جهد للحفاظ على اللغة أو تعزيز مكانتها، بينما تشهد المؤسسات والصحف والمطبوعات الأردية تراجعًا مستمرًا.

تحديات
من جهتها، قالت مؤسسة الأردية العالمية، ومقرها دلهي، للجزيرة مباشر إن “محاولات طمس اللغة الأردية ستبوء بالفشل، مهما بلغت شدتها”.
وشددت على أن دعم الحكومة للغة الهندية لا ينبغي أن يكون على حساب الأردية، مضيفة أن “الأردية لغة ذات جمال ورونق لا يمكن محوها”.
وأشارت إلى أن أدباء كبار مثل بريم تشاند وأمريتا بريتام كتبوا باللغة الأردية، مما يدل على أن الانتماء اللغوي لم يكن مقترنًا بالدين فقط.
وقال عبد الرحمن مؤسس المنظمة إن اللغة الأردية مرّت بتحديات عدة، مضيفا أن “قادة حزب بهاراتيا جاناتا ينظرون إلى الأردية باعتبارها اللغة الرسمية لباكستان، ويعكسون هذا العداء برفضهم منحها الاعتراف الذي تستحقه في الهند. ولهذا السبب، يستخدمون خطاب الكراهية ضدها”.
وأشار إلى أن الحفاظ عليها أصبح تحديًا حتى في الحياة الخاصة بسبب ما تعرضت له.