تركيا تحذر من إخراج الحكومة السورية عن مسارها.. دول الجوار تدعم دمشق وتدعو إسرائيل للانسحاب (فيديو)

أكد وزراء خارجية الأردن والعراق وتركيا ولبنان وسوريا خلال مؤتمر دول الجوار السوري على أهمية رفع العقوبات عن سوريا ودعم استقرارها.

وأعلنت دول الجوار دعمها للحكومة السورية، واتفقت على تأسيس غرفة عمليات لمواجهة تنظيم الدولة، مع إدانة الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي بالعاصمة عمان، ضم وزراء خارجية كل من تركيا وسوريا والأردن والعراق ولبنان، في ختام الاجتماع الأول لتجمع سوريا ودول الجوار.

محاولات إخراج سياسة الحكومة السورية عن مسارها

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن “السياسة التي تنتهجها الحكومة السورية منذ أسابيع دون الانجرار إلى أي استفزاز، يتم محاولة إخراجها عن مسارها عبر استفزاز متعمد”، وذلك على خلفية الأحداث في الساحل السوري.

وأشار فيدان إلى أن “القمة ناقشت مواضيع تتعلق باستقرار سوريا، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، والأنشطة الإرهابية الإقليمية”.

وأضاف “بالطبع، لدينا عزم على مساعدة الحكومة الجديدة في سوريا من جميع الجوانب ودعم جميع أنشطتها الرامية إلى تحقيق الاستقرار”.

وشدد فيدان على دعم الحكومة السورية الجديدة التي وصف موقفها بأنه معتدل وتصالحي، كما دعا السوريين إلى عدم الانجرار وراء حملات التحريض، مؤكدًا رفض بلاده للسياسات التوسعية الإسرائيلية، وأن “دول المنطقة وتركيا لا تدعم أي مبادرة من شأنها تقويض الاستقرار في سوريا”.

وأوضح أن بلاده تؤكد في جميع المحافل على قدسية أرواح المدنيين وممتلكاتهم وحقوقهم الثقافية، لكنه أكد أهمية ابتعاد الطوائف العلوية والمسيحية والدرزية والنصيرية في سوريا عن الاستفزازات.

وخلال الأيام الأخيرة، شهدت محافظتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان توترا أمنيا على وقع هجمات منسقة لفلول نظام الأسد، هي الأعنف منذ سقوطه، ضد دوريات وحواجز أمنية، ومستشفيات؛ مما أوقع قتلى وجرحى.

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)

وإثر ذلك، استنفرت قوى الأمن والجيش ونفذت عمليات تمشيط ومطاردة للفلول، تخللتها اشتباكات عنيفة، وسط تأكيدات حكومية بأن الأوضاع تتجه نحو الاستقرار الكامل.

كما أعلن فيدان استضافة تركيا الاجتماع المقبل لدول الجوار، في إبريل/نيسان المقبل، مع التأكيد على التزامها بمكافحة الإرهاب.

وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية التركي إنه “مثلما لا يمثل تنظيم الدولة العرب، فإن تنظيم حزب العمال الكردستاني أيضا لا يمثل الأكراد”.

وأكد أن مشكلة تنظيم حزب العمال الكردستاني ليست خاصة بتركيا وحدها وإنما هي مشكلة العراق وسوريا وحتى إيران أيضا.

نقف مع سوريا في جهود إعادة البناء

بدوره قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن القمة أكدت موقفا موحدا في مكافحة الإرهاب، وإطلاق جهد مشترك لمحاربة تنظيم الدولة، لما يمثله من خطر على سوريا ومنطقتنا.

وشدد الصفدي على أنه “لا مبرر لإسرائيل أن تعتدي على الأراضي السورية تحت أي ذريعة”.

وأشار إلى أن “إسرائيل تحاول خلق حالة من الفوضى وذرائع لتحقيق أهدافها بالمنطقة”، مؤكدا أنها بتلك “الفوضى تسهم في إيجاد البيئات التي ينتعش فيها التطرف والإرهاب”.

وفي جانب آخر، أكد الصفدي أن “بلاده تقف إلى جانب سوريا الشقيقة في جهود إعادة البناء، مشددًا على ضرورة رفع العقوبات عنها لدعم عملية التعافي الاقتصادي”.

كما أكد أن “دول الجوار تدعم إعادة بناء مؤسسات الدولة السورية بما يحفظ حقوق الشعب السوري”، معربا عن التزام الأردن بالتكامل الإقليمي ورفض أي محاولات لضرب استقرار دول المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أنه شارك في الاجتماع، بحسب الخارجية الأردنية، وزيرا الخارجية والدفاع ورؤساء هيئات الأركان ومديرو أجهزة المخابرات في كل من الدول الخمس “لبحث آليات للتعاون في محاربة الإرهاب، وتهريب المخدرات والسلاح، ومواجهة التحديات المشتركة الأخرى”.

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (رويترز)

استقرار العراق ينبع من استقرار سوريا

من جانبه، أشار وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إلى “تزايد تنظيم الدولة في القوة والمساحة”، وأن العمل ضده يحتاج إلى تهيئة ليس على المستوى السوري فقط، داعيًا إلى تعاون إقليمي ودولي للتصدي لهذا التهديد.

وأكد حسين أن استقرار العراق مرتبط باستقرار سوريا، مشددًا على ضرورة العمل المشترك لضمان عدم توسع التنظيم المتطرف.

وأضاف “توصلنا (خلال الاجتماع) إلى مبادئ أساسية لمحاربة تنظيم داعش، واتفقنا على تأسيس غرفة عمليات بمشاركة الإدارة السورية”.

كما أشار حسين إلى أن “بغداد تعمل مع دول أخرى لتحقيق حالة استقرار في سوريا”.

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (رويترز)

لن نتسامح مع فلول الأسد ونضمن السلم الأهلي

من جهته، رحّب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بدعم دول الجوار واحترامها لسيادة بلاده، مؤكدًا رفض بلاده للاعتداءات الإسرائيلية. كما شدد على عدم التسامح مع فلول النظام السابق وضمان السلم الأهلي داخل البلاد.

وقال الشيباني “نرحب بدعم دول اجتماع جوار سوريا للحكومة السورية في مواجهة التحديات ورفضهم التهديدات الإسرائيلية”.

وأضاف “نرحب بالدعم الذي أكده الاجتماع برفع العقوبات عن بلدنا، وأكدنا على تعزيز الشراكة في مختلف المجالات”.

وخلال المؤتمر الصحفي، سُئل الشيباني عن أحداث محافظات الساحل السوري وقرار تشكيل لجنة تحقيق، فأجاب “لا تسامح مع فلول نظام الأسد ولن نسمح لهم بزعزعة الأمن والاستقرار، وكذلك لن نتسامح ونفتح المجال لمن يريد ان يأخذ دور الدولة في تعزيز الاستقرار والأمن لأن هناك مؤسسات أمنية وعسكرية واجبها الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلد، ولا ينبغي لأحد وغير مسموح لأي أحد أن يأخذ هذا الدور”، مشيرا إلى أن “كل من تورط في هذا الأمر سيحال على القضاء”.

وشدد الشيباني في رده قائلا “نحن اليوم ضامنون لكل الشعب السوري ولكل الطوائف ونحمي الجميع بشكل متساو”.

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني (رويترز)

ويشكل فرض الأمن وضبطه في عموم سوريا أحد أبرز التحديات التي تواجه إدارة الرئيس السوري أحمد الشرع بعد نزاع مدمر بدأ قبل نحو 14 عاما.

ويأتي الاجتماع في الأردن في وقت دعا فيه الشرع إلى “الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي” في سوريا، بعد مقتل مئات الأشخاص بينهم مئات من المدنيين العلويين، باشتباكات بدأت، الخميس الماضي، في المنطقة الساحلية.

من جانبه، اعتبر وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي أن الاستقرار في سوريا مهم جدا للاستقرار في لبنان.

وأضاف “لدينا ملفات للتعاون بينها رسم الحدود ومكافحة تهريب السلاح والمخدرات والإرهاب”، مشيرًا إلى أهمية التعاون الإقليمي لحل هذه الملفات.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان