سوريا.. قرار رئاسي بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري

أصدرت الرئاسة السورية، اليوم الأحد، قرارا يقضي بتشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل.
وفي بيان نُشر على منصة تليغرام، قالت الرئاسة السورية إنه “بناء على مقتضيات المصلحة الوطنية العليا، والتزاما بتحقيق السلم الأهلي، وكشف الحقيقة، قرر رئيس الجمهورية أحمد الشرع تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري، الخميس الموافق 6 مارس/آذار 2025″.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsسوريا.. العثور على مقبرة جماعية لأفراد من قوات الأمن العام والشرطة في القرداحة (فيديو)
تحليق مكثف للطيران الروسي فوق قاعدة حميميم وسط توترات أمنية في الساحل السوري
تجاوز عددها 5 ملايين.. إلغاء جميع بلاغات منع السفر الصادرة بحق السوريين في عهد الأسد
والخميس، شهدت محافظتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان توترا أمنيا على وقع هجمات منسقة لفلول نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، هي الأعنف منذ سقوطه، ضد دوريات وحواجز أمنية؛ مما أوقع قتلى وجرحى.
وإثر ذلك، استنفرت قوى الأمن والجيش ونفذت عمليات تمشيط ومطاردة للفلول، تخللتها اشتباكات عنيفة، وسط تأكيدات حكومية باستعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل، وبدء ملاحقة الفلول وضباط النظام البائد في الأرياف والجبال.
ووفق بيان الرئاسة السورية، فإن “لجنة التحقيق مكونة من 7 أشخاص، هم، القاضي جمعة الدبيس العنزي، والقاضي خالد عدوان الحلو، والقاضي علي النعسان، والقاضي علاء الدين يوسف لطيف، والقاضية هنادي أبو عرب، والعميد عوض أحمد العلي، والمحامي ياسر الفرحان”.
وأنيطت باللجنة “مهام الكشف عن الأسباب والظروف والملابسات التي أدت إلى وقوع تلك الأحداث والتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون وتحديد المسؤولين عنها”، بحسب ذات المصدر.
كما ستقوم اللجنة بـ”التحقيق في الاعتداءات على المؤسسات العامة ورجال الأمن والجيش وتحديد المسؤولين عنها، فضلا عن إحالة من يثبت تورطهم بارتكاب الجرائم والانتهاكات إلى القضاء”.
ووفق قرار الشرع “يتعين على جميع الجهات الحكومية المعنية التعاون مع اللجنة بما يلزم لإنجاز مهامها”.
ومنحت الرئاسة “اللجنة حق الاستعانة بمن تراه مناسبا لأداء مهامها، وحددت مدة أقصاها 30 يوما من تاريخ صدور القرار لتقديم تقريرها إلى رئاسة الجمهورية”.
لا خوف على سوريا
وفجر الأحد، دعا الرئيس أحمد الشرع إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في البلاد، مؤكدا أن السوريين قادرون على العيش سوية في دولة تتمتع بمقومات البقاء والعزة والكرامة.
وتأتي كلمة الشرع بعد مقتل مئات في موجة من أسوأ أعمال العنف خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ 13 عاما، وتجري هذه الموجة بين موالين للرئيس المخلوع الأسد وحكام سوريا الجدد.
وأضاف الشرع في كلمة له بأحد مساجد منطقة المزة في دمشق، حيث نشأ أن ما يحدث في سوريا حاليا هو تحديات كثيرة ومتوقعة، مكررا في الوقت نفسه أنه “لا خوف على سوريا فهي تتمتع بمقومات البقاء”.
يأتي ذلك في حين أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع العقيد حسن عبد الغني، في مقطع مصوّر نقلته “سانا” بدء المرحلة الثانية للعملية العسكرية الهادفة إلى ملاحقة فلول وضباط النظام البائد في الأرياف والجبال، وذلك بعد استعادة الأمن بمدن الساحل.
تجدر الإشارة إلى أنه بعد إسقاط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، أطلقت السلطات السورية الجديدة مبادرة لتسوية أوضاع عناصر النظام السابق، من الجيش والأجهزة الأمنية، شريطة تسليم أسلحتهم وعدم تلطخ أيديهم بالدم.
واستجاب عشرات الآلاف لهذه المبادرة، ورفضتها بعض المجموعات المسلحة من فلول النظام، لا سيما في الساحل السوري، حيث كان يتمركز كبار ضباط نظام الأسد.
ومع مرور الوقت، اختارت هذه المجموعات الفرار إلى المناطق الجبلية، وبدأت إثارة التوتر، وزعزعة الاستقرار، وشن هجمات متفرقة ضد القوات الحكومية خلال الأسابيع الماضية.